أنت تحملين طفلك في أرجاء المنزل وتقومين ببعض الأعمال، وعندما تنعطفين قليلاً، قد يطرق رأس طفلك المتأرجح في الباب، أو ربما بدأ طفلك البالغ من العمر أربعة أشهر للتو في التدحرج وارتطم بطاولة الغرفة واصطدم رأسه، أو أن طفلك الصغير الذي يزحف ارتطم رأسه بالحائط، فما الإجراء الذي عليكِ اتخاذه عند ارتطام رأس الرضيع كما ينصحك به الأطباء والخبراء؟
كلها سيناريوهات شائعة جداً مرت بها كل أُم وأُصيبت بالذعر أيضاً والقلق على طفلها الذي لا يزال هشاً، خصوصاً إذا ترك الارتطام علامة وورماً.
.
كيف يُصاب الأطفال بالنتوءات على رؤوسهم؟
يعاني معظم الأطفال من ارتطام يؤدي إلى نتوء على رؤوسهم مرة واحدة على الأقل في السنة الأولى من حياتهم، ويرجع ذلك إلى أنهم لا يستطيعون التحكم في حركة رؤوسهم مثل البالغين؛ لأن عضلات رقبتهم تكون أقل نمواً، عدا أنهم يتعلمون جميع أنواع المهارات الجديدة، مثل الإمساك والدحرجة والمشي والجلوس، ومع كل هذا الاستكشاف الجديد والمثير، لا بد أن تقع حوادث مؤسفة.
أكثر أسباب النتوءات شيوعاً:
- السقوط من الأسِرَّة وطاولات التغيير
- إصابات التدحرج والزحف والانطلاق والمشي
الأسباب الأقل شيوعاً لحدوث النتوءات:
- حوادث المركبات والدراجات
- الإصابات الناجمة عن خلل في معدات الأطفال، مثل مقعد الطفل أو عربة الأطفال التي تنقلب
- إساءة معاملة الأطفال: النتوءات التي يسببها الوالدان أو «متلازمة الطفل المهزوز»
- إصابات الرأس الخارجية التي تشمل فروة الرأس، بينما تشمل إصابات الرأس الداخلية الأوعية الدموية أو الجمجمة أو الدماغ
أعراض نتوءات ارتطام الرأس
تُعتبر 90٪ من إصابات الرأس في مرحلة الطفولة طفيفة، وعادةً ما يكون العلاج في المنزل هو كل ما يلزم، وهي تترافق مع الآتي:
بكاء الطفل
عندما يصطدم طفلك برأسه، فإن أول ما يحدث عادة هو أن يبكي فهذا رد فعل طبيعي عندما يحدث له شيء مفاجئ وغير مريح وربما مؤلم.
الانسحاب والهدوء
بعد البكاء، قد يقضي الطفل من 15 إلى 30 دقيقة ويبدو أنه هادئ قليلاً أو منسحب. هذا أيضاً رد فعل طبيعي لإصابة طفيفة؛ حيث يشعر الأطفال بمشاعر آبائهم من حولهم، وإذا حافظت على هدوئك بعد وقوع حادث؛ فمن المرجح أن يشعر طفلك بمزيد من الأمان.
الاحمرار أو الكدمات
يمكن أن تتحول منطقة الجلد التي حدث فيها النتوء إلى اللون الأحمر أو الأرجواني. يحدث هذا لأنه مع تلف الجلد والأنسجة الموجودة تحته، قد تبدأ الأوعية الدموية في تلك المنطقة في التسرب؛ ما يعطي الجلد مظهر كدمات.
النزيف
لا داعي للذعر إذا رأيتِ بعض الدماء. حتى الجروح الصغيرة يمكن أن تنجم عنها كمية قليلة من الدم لدى الطفل؛ وهذا بسبب وجود العديد من الأوعية الدموية بالقرب من سطح الجلد على فروة الرأس. إذا كنتِ قادرة على إيقاف النزيف بضغط خفيف، فلا داعي للقلق.
ظهور بيضة الإوزة
في غضون بضع دقائق أو ساعات، قد ترين التورم أو ما يُسمى «بيضة الإوزة» التي تبدأ في التكوين مكان الارتطام. يمكن أن تصبح كبيرة نوعاً ما، لكن لا داعي للقلق بشأنها، ما دام طفلك بصحة جيدة.
صداع في الرأس
يعاني نحو نصف الأطفال الذين يعانون من إصابة في الرأس من صداع بعد إصابات الرأس. يشعر بعض الأطفال بألم خفيف، ويشعر بعضهم الآخر بألم الصداع مثل الضرب أو الخفقان. يمكن أن يكون الصداع مستمراً أو يأتي ويذهب؛ حيث يعتمد العلاج على السبب الكامن وراء آلام الصداع.
تعرَّفي إلى المزيد: طرق ممتعة لتعليم الألوان للأطفال
التقيؤ
يتقيأ العديد من الأطفال مرة أو مرتين بعد إصابة في الرأس. راقبي طفلك في حال الإفراط في القيء والجفاف، وإذا استمرت هذه الأعراض؛ فعليكِ باللجوء إلى المستشفى.
علامات تحذر من أن الإصابة خطيرة
1 - حدوث نزيف شديد، فإذا لم تكوني قادرة على إيقاف النزيف من النتوء عن طريق الضغط لبضع دقائق، أو إذا تسببت الإصابة في نزيف من أجزاء أخرى من الجسم؛ فمن المحتمل أنكِ تتعاملين مع إصابة أكثر خطورة. إذا رأيتِ شقوقاً كبيرة أو واسعة في الجلد؛ فقد يحتاج طفلك إلى غرز.
2 - إذا رأيتِ أكثر من مجرد نتوء بالرأس.
3 -إذا تأثرت أجزاء أخرى من جسم طفلك، وبخاصة الرقبة أو العمود الفقري؛ فمن المحتمل أنكِ تتعاملين مع إصابة أكثر خطورة. لا تقومي أبداً بتحريك الطفل المصاب بإصابة في العمود الفقري.
4 - إذا تغير سلوك الطفل، وظل أكثر هياجاً من المعتاد، أو إذا كان يرفض الطعام، أو يتقيأ بشكل مفرط، أو يبدو أقل توازناً، أو أصبح خمولاً؛ فهذه أسباب تدعو للقلق.
5 - إذا فقد الوعي؛ فهذه حالة طارئة، واطلبي عناية طبية فورية.
ماذا تفعلين إذا صدم طفلك رأسه؟
إلى جانب الحضن والقبلات، هناك بعض الإجراءات المنزلية البسيطة التي يمكنك اتخاذها لتجعلي طفلك يشعر بتحسن قليل، ولمنع حدوث أي مضاعفات ناتجة عن النتوء، وهي:
1 - إذا كان هناك جرح؛ اغسليه بالماء والصابون، وضعي مرهماً مضاداً للبكتيريا، ثم كيس ثلج على النتوء من الفور؛ لتخفيف أي تورم «لا تضعي الثلج مباشرة على جلد الطفل، بل لفيه بمنشفة أو حفاض من القماش»
2 - بعدها يمكنك أن تبدئي فترة من المراقبة، خلال الـ24 أو الـ48 ساعة القادمة، ابحثي عن علامات الارتجاج أو الإصابة الخطيرة، بما في ذلك القيء، أو عدم التوازن، أو الارتباك، أو الانزعاج الشديد، أو التعب المفرط، أو عدم الاستجابة.
3 - إذا كان هناك جرح في الجلد تظهر عليه علامات العدوى: «قشر أصفر، ناز، تورم، احمرار، حمى»؛ تجب استشارة الطبيب، خصوصاً إذا استمر النتوء في الاتساع.
تعرَّفي إلى المزيد: أسباب خشونة بشرة الطفل الرضيع