تظل كلمات نزار قباني المتدفقة، وجمله المتراكبة، وصوره المجدولة، وصيغه المحبوكة، وأخيلته المدهشة؛ موسيقى تصدح في قلوب وعقول وأفئدة كل عاشق محب للجمال وللمرأة وللحياة؛ فدواوينه الشعرية وقصائده النثرية تجدها متدثرة متخفية في أبيات وقصائد شعراء الجيل ممن عاصروه أو نافسوه، وحتى هؤلاء ممن ناقضوه؛ حيث يكاد لا يوجد شاعر شاب لم يتأثر بنزار وصوره وأخيلته وجرأته اللامتناهية في التماهي مع قضايا العصر وقضايا الحب، وقضايا المرأة. «سيدتي» التقت د. أمير عبد الجواد أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب؛ ليحدثكِ عن أجمل قصائد نزار.
يقول د. أمير لـ«سيدتي»:
نزار قباني قامة شعرية لا تضاهيها قامة، ولا ينافسها منافس، تفرَّد شعره في التقاط الروح الإبداعية والفكر الإنساني، وأثرى الوجدان الشعري العالمي بأطروحاته الشعرية المذهلة؛ فتساقطت كلماته على ألسنة الجميع، واتسعت فضاءات أخيلته لتستوعب قلوب وتقلبات العاشقين، لم يحُد عن طريق المرأة في أي لحظة، بل كان ركنها الركين وحامي ظهرها من تقلبات ذكورية السنين.
نزار من مواليد 21 من مارس 1932، وهذا التاريخ هو الذي اتخذته اليونسكو يوماً عالمياً للاحتفال بالشعر العالمي. عاش حياة صعبة وتعرض للكثير من المآسي بدأت بانتحار شقيقته عندما تم إرغامها على الزواج، ثم مقتل زوجته ووفاة ابنه وكان طالباً يدرس الطب بجامعة القاهرة.
نشأ قباني في منطقة مندزينة صيام، ونشأ في عائلة دمشق القديمة، حيث يخبرنا في مذكراته عن مهاراته الشعرية على أنها إرث من والده توفيق قباني، ورث والده أيضاً موهبته في الفنون الأدبية عن جده أحمد أبو خليل القباني، الذي كان فناناً وكاتباً مسرحياً شهيراً في ذلك الوقت.
من خلال حياته في الكتابة، جعل قباني النساء موضوعه الرئيسي وإلهامه. وقد اشتُهر بجرأته مع نشر أول مجلد شعر له في عام 1954، ولطالما أعرب في أشعاره عن استيائه من الشوفينية الذكورية، وغالباً ما كان يكتب من وجهة نظر المرأة ويدافع عن الحريات الاجتماعية للمرأة، وقد غنَّى له عشرات الفنانين من العالم العربي قصائده وأشعاره، وعلى رأسهم عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وفايزة أحمد ومحمد عبده وطلال مداح وأصالة وماجدة الرومي وكاظم الساهر الذي غنَّى عدداً كبيراً من قصائده.
تابعي المزيد: صابر الرباعي يغنِِّي من أشعار نزار قباني وألحان الموسيقار طلال
كان الشِّتاء يغطِّيني بمعطفه *** فلا أفكِّر في بردٍ ولا ضجر
كانت الريح تعوي خلف نافذتي *** فتهمسين تمسك
ها هنا شعري والآن أجلس *** والأمطار تجلدني على ذراعي على وجهي
على ظهري فمن يدافع عنِّي يا مسافرة *** مثل اليمامة بين العين والبصر
مازلت في فن المحبة طفلةً *** بيني وبينك أبحر وجبال
لم تستطيعي، بعد، أن تتفهمي *** أن الرجال جميعهم أطفال
كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي *** قبل رحيل العام
أنت الآن أهم امرأةٍ *** بعد ولادة هذا العام
أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعات وبالأيام
أنت امرأةٌ صُنعت من فاكهة الشعر
ومن ذهب الأحلام
أنت امرأةٌ كانت تسكن جسدي قبل ملايين الأعوام
شمس غرناطةَ أطلت علينا *** بعد يأس وزغردت ميسلون
يا دمشق البسي دموعي سواراً *** وتمنَّي فكلُّ شيء يهونُ
وضعي طَرحَةَ العروس لأجلي *** إنَّ مَهْرَ المُناضلات ثمينُ
نحنُ عكا ونحنُ كرمل حيفا *** وجبال الجليل واللطرونُ
كل ليمونة ستنجب طفلاً *** ومحالٌ أن ينتهي الليمونُ
فإن القضية أكبر منك *** وأكبر مني كما تعلمين
وما كان بيني وبينك *** لم يك نقشاً على وجه ماء
ولكنه كان شيئاً كبيراً كبيراً *** كهذي السماء
فكيف بلحظة ضعفٍ *** نريد اغتيال السماء؟!
تابعي المزيد: نزار قباني في قلوبنا رغم 20 عاماً من الرحيل
• شاعر متفرد يلتقط الروح الإبداعية
يقول د. أمير لـ«سيدتي»:
نزار قباني قامة شعرية لا تضاهيها قامة، ولا ينافسها منافس، تفرَّد شعره في التقاط الروح الإبداعية والفكر الإنساني، وأثرى الوجدان الشعري العالمي بأطروحاته الشعرية المذهلة؛ فتساقطت كلماته على ألسنة الجميع، واتسعت فضاءات أخيلته لتستوعب قلوب وتقلبات العاشقين، لم يحُد عن طريق المرأة في أي لحظة، بل كان ركنها الركين وحامي ظهرها من تقلبات ذكورية السنين.
نزار من مواليد 21 من مارس 1932، وهذا التاريخ هو الذي اتخذته اليونسكو يوماً عالمياً للاحتفال بالشعر العالمي. عاش حياة صعبة وتعرض للكثير من المآسي بدأت بانتحار شقيقته عندما تم إرغامها على الزواج، ثم مقتل زوجته ووفاة ابنه وكان طالباً يدرس الطب بجامعة القاهرة.
• شعر نزار جينات متوارثة
نشأ قباني في منطقة مندزينة صيام، ونشأ في عائلة دمشق القديمة، حيث يخبرنا في مذكراته عن مهاراته الشعرية على أنها إرث من والده توفيق قباني، ورث والده أيضاً موهبته في الفنون الأدبية عن جده أحمد أبو خليل القباني، الذي كان فناناً وكاتباً مسرحياً شهيراً في ذلك الوقت.
من خلال حياته في الكتابة، جعل قباني النساء موضوعه الرئيسي وإلهامه. وقد اشتُهر بجرأته مع نشر أول مجلد شعر له في عام 1954، ولطالما أعرب في أشعاره عن استيائه من الشوفينية الذكورية، وغالباً ما كان يكتب من وجهة نظر المرأة ويدافع عن الحريات الاجتماعية للمرأة، وقد غنَّى له عشرات الفنانين من العالم العربي قصائده وأشعاره، وعلى رأسهم عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وفايزة أحمد ومحمد عبده وطلال مداح وأصالة وماجدة الرومي وكاظم الساهر الذي غنَّى عدداً كبيراً من قصائده.
تابعي المزيد: صابر الرباعي يغنِِّي من أشعار نزار قباني وألحان الموسيقار طلال
• أجمل قصائد نزار قباني:
- قصيدة حبيبتي والمطر
أخاف أن تمطر الدُّنيا ولستِ معي *** فمنذ رحتِ وعندي عقدة المطركان الشِّتاء يغطِّيني بمعطفه *** فلا أفكِّر في بردٍ ولا ضجر
كانت الريح تعوي خلف نافذتي *** فتهمسين تمسك
ها هنا شعري والآن أجلس *** والأمطار تجلدني على ذراعي على وجهي
على ظهري فمن يدافع عنِّي يا مسافرة *** مثل اليمامة بين العين والبصر
- قصيدة إلى تلميذة
قل لي –ولو كذباً– كلاماً ناعماً *** قد كاد يقتلني بك التمثالمازلت في فن المحبة طفلةً *** بيني وبينك أبحر وجبال
لم تستطيعي، بعد، أن تتفهمي *** أن الرجال جميعهم أطفال
- قصيدة حب بلا حدود
يا سيدتي:كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي *** قبل رحيل العام
أنت الآن أهم امرأةٍ *** بعد ولادة هذا العام
أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعات وبالأيام
أنت امرأةٌ صُنعت من فاكهة الشعر
ومن ذهب الأحلام
أنت امرأةٌ كانت تسكن جسدي قبل ملايين الأعوام
- قصيدة حرب تشرين، وفيها يقول:
شمس غرناطةَ أطلت علينا *** بعد يأس وزغردت ميسلون
يا دمشق البسي دموعي سواراً *** وتمنَّي فكلُّ شيء يهونُ
وضعي طَرحَةَ العروس لأجلي *** إنَّ مَهْرَ المُناضلات ثمينُ
نحنُ عكا ونحنُ كرمل حيفا *** وجبال الجليل واللطرونُ
كل ليمونة ستنجب طفلاً *** ومحالٌ أن ينتهي الليمونُ
- قصيدة ألا تجلسين قليلاً ومنها يقول:
ألا تجلسين قليلاً ***. ألا تجلسين؟فإن القضية أكبر منك *** وأكبر مني كما تعلمين
وما كان بيني وبينك *** لم يك نقشاً على وجه ماء
ولكنه كان شيئاً كبيراً كبيراً *** كهذي السماء
فكيف بلحظة ضعفٍ *** نريد اغتيال السماء؟!
تابعي المزيد: نزار قباني في قلوبنا رغم 20 عاماً من الرحيل