وفقاً لمراكز بحوث الأطفال، فإن هناك 40٪ من الأطفال يبقون في المنزل بمفردهم في وقت ما، حيث يضطر الآباء في مواقف ولأسباب كثيرة ترك أطفالهم بمفردهم في المنزل، ونظراً لصعوبة البحث عن جليسة للأطفال في عالمنا العربي..يلجأ الآباء أحياناً كثيرة إلى الابن الأكبر، ويوكلون له مهمة رعاية الأخ أو الأخت الصغرى، ليصبح الطفل الأكبر في موقع المسؤولية، وهنا يظهر السؤال: في أي عمر يمكن للطفل الأكبر البقاء في المنزل وبمفرده لرعاية أخيه؟ وهل يستطيع فعلياً تحمل مسؤولية أخيه الأصغر؟ وهل هناك نصائح خاصة ينبغي أن يلقيها الآباء على الابن الأكبر؟ في التقرير التالي تعرض الدكتورة إبتهاج طلبة خبيرة شؤون الطفل العوامل التي يجب مراعاتها عند السماح للأخ الأكبر سناً بمجالسة أشقائه الصغار، وكيفية إعداد الابن الأكبر لهذه المهمة، وفي أي عمر يمكنهم البدء في ذلك.
1- العمر الذي يمكن للطفل أن يرعى شقيقه الأصغر
- العمر ليس العامل الحاسم الوحيد لتحديد نضج الطفل بدرجة كافية لرعاية أشقائه؛ حيث ينضج الأطفال بمعدلات مختلفة، فلا توجد سن قانونية.
- من القواعد الأساسية للحد الأدنى لسن الجلوس مع الأشقاء لفترات قصيرة بين 11 و 12 عاماً، على أن يكون الأشقاء الأصغر سناً أكثر من عامين.
- بينما العمر الموصى به للأخ الأكبر ليجالس الأخوة ليلاً، أو رعاية الأشقاء الذين تقل أعمارهم عن عامين هو 16 عاماً .
2- تأكدي من مواصفات الطفل الأكبر قبل السماح له بمجالسة أشقائه
- توفر نضج الطفل الجسدي والعقلي لرعاية نفسه وإخوته.
- استعداد الطفل لتحمل المسؤولية.
- امتثال الطفل لقواعد المنزل.
- قدرة الطفل على اتخاذ القرارات الصحيحة.
- سلوك الطفل ورباطة جأشه أثناء الأحداث غير المتوقعة أو المواقف العصيبة.
- درجة مخاوف الطفل من أن يكون بمفرده في المنزل.
- فهم الطفل لقيمة المسؤولية، وعدم إساءة استخدام السلطة.
3- قواعد ومعلومات على الطفل الأكبر التعرف عليها
- أن يعرف بروتوكولات التعامل مع الغرباء عند الباب.
- حفظ الطفل أرقام الاتصال الخاصة بالوالدين وسلطات الطوارئ المحلية.
- يعرف كيف يتحدث على الهاتف، وما المعلومات التي يجب مشاركتها وما لا يجب مشاركتها.
- أن يكون قادراً على تدفئة الطعام لنفسه وإخوته.
- يعرف الطفل الأكبر الإرشادات الخاصة باستخدام الإنترنت ويلتزم بها.
- أن يكون لدى الطفل معرفة حول تقديم الإسعافات الأولية للجروح والخدوش الطفيفة.
- يعرف الطفل طريقين على الأقل للهروب من المنزل، حالة نشوب حريق أو ما شابه ذلك.
- الطفل صريح بما يكفي ليخبرك بالتفصيل عن أحداث الساعات التي جلسها كمسؤول، من دون أن يخفي أي شيء.
- أن يتفهم أهمية السير والالتزام بقواعد المنزل الروتينية، وتطبيقها على الأصغر - وقت النوم، اللعب تناول الطعام.
- يعرف الطفل الأخطار المحتملة من السكاكين والمقصات والأدوية والمبيدات الحشرية، ومواد التنظيف وما إلى ذلك.
تعرّفي إلى المزيد: طفل فبراير "الدلو": مغامر ومبتكر، ودورك تشجيع إبداعه
4- نصائح لتجهيز الطفل الأكبر لمجالسة الأخ الأصغر
- استخدمي هذه النصائح لإعداد طفلك لتحمل مسؤولية مجالسة أشقائه.
- أخبري الأخ الأكبر إذا كنت تخططين لدفع أجور مجالسته الأطفال، أو ليكن لديك بعض الترتيبات للحصول على شيء يريده الأخ الأكبر سناً بدلاً من النقود.
- اسأليهم عما إذا كانوا على استعداد للاشتراك فيها، وأكدي لهم أنه يمكنهم رفض الوظيفة في أي وقت.
- قومي بإجراء بعض التجارب في المنزل ، مثل السماح للأخ الأكبر بتسخين الوجبات لنفسه وللأصغر، واللعب مع الأصغر، وقراءة الكتب معاً.
- ضعي بعض القواعد الأساسية وتأكدي من موافقة الأخ الأكبر عليها، يمكن أن تشمل هذه القيود عدم الطهي دون إشراف الوالدين، وعدم مغادرة المنزل، وعدم دعوة الجيران أو الأصدقاء.
قومي بتثقيفهم حول ما يجب القيام به في المواقف غير المتوقعة
- مثل: حريق صغير في المطبخ، انقطاع الكهرباء.
- عندما ينطلق جهاز إنذار الدخان.
- عندما يكون هناك تحذير من هطول أمطار غزيرة، وأعاصير، وتساقط ثلوج.
- حالة اتصال شخص ما، أو يأتي عند الباب ويسأل عن الوالدين.
- يصل شخص ما إلى الباب ويقول إن الوالد قد أرسل من أجلهما.
- ضعي في اعتبارك تسجيل أطفالك في دورات مجالسة الأطفال.
الخطوة الخامسة: نصائح للآباء عليهم القيام بها
- قومي بإجراء تجربة أولية؛ اتركي البيت لمدة 30 دقيقة وعند العودة.. انظري ما إذا كان الطفل الأكبر هادئاً أم خائفاً.
- احتفظي بالوجبات الخفيفة والفواكه الصحية الكافية في المنزل.. داخل المبرد أو فوق منضدة السفرة.
- قدمي كل التفاصيل لطفلك الأكبر. أخبريه مسبقاً بالوقت والمدة التي ستتغيبينها؛ ليعرف الطفل الأكبر وقت المجالسة.
- وليصبح الوقت ممتعاً وليس عملاً روتينياً، يمكنك إخبار الطفل الأكبر بموعد فيلم يمكنهما مشاهدته معاً. وقومي بإعطائه حق رفض العرض .
- يمكنك تحديد وقت للتواصل بمكالمات فيديو معهم عندما تكونين بعيدة، يمكنك التفكير في منحهم جهاز iPad أو كمبيوتر محمول أو هاتف.
من الصعب رعاية الطفل الصغير
- تأكدي من أن الطفل الأكبر لا يتوقف عن الاستمتاع بما يقوم به، أم أنه يشعر بالعبء بسبب رعاية أشقائه.
- استمري في سؤال الطفل بانتظام عما إذا كان يشعر بالراحة، ولا يزال يرغب في الاستمرار في مجالسة أشقائه.
- اشرحي لطفلك الأكبر قدر امتنانك للمسؤوليات التي يقوم بها، وقدريه بمكافأة بسيطة على تقديم المساعدة لك.
- أعيدي النظر في مقدار العمل والمسؤوليات التي تضعينها على أكتاف الطفل الأكبر، خاصةً إذا كان الطفل الأصغر سناً يحتاج إلى المساعدة في كل شيء. اعلمي أنه قد يكون من الصعب على الأخ رعاية طفل صغير يعاني من مشاكل أو إعاقات عقلية أو جسدية .
- لا تكثري من سؤال طفلك الأكبر .. الجلوس مع الأصغر، وفكري في خيارات أخرى مثل: المربيات المحترفات والرعاية النهارية وما إلى ذلك.
- عززي علاقتك بالجيران المقربين، وأبقِيهم على اطلاع بشأن بقاء الأطفال بدونك، ودعي الطفل الأكبر يعرف أنه يمكنه التواصل مع الجيران عند الحاجة.
تعرّفي إلى المزيد: خرافات حول طبيعة شخصية الطفل الوحيد