من الصعب على الطفل مواجهة الفشل وتقبّل الخسارة بروح رياضية، وسط الحضانة كان أو بين رفاقه بالملعب..أو حتى بجانب أقرانه في حفل أو احتفال اجتماعي ما؛ إذ كثيراً ما يعقُب ذلك القيام بسلوكيات سيّئة وغير مقبولة، تنعكس سلباً على علاقته بعائلته ورفاقه ومجتمعه، من هنا كان دور الآباء كبير في تعليم الطفل معنى الروح الرياضية وكيفية التحلي بها في كل نشاطات حياته. "سيدتي وطفلك" التقت وخبيرة التربية الدكتورة ابتهاج طلبة الأستاذة برياض الأطفال للشرح والتفصيل.
تابعّي المزيد: الاكتئاب عند الأطفال: أسبابه وطرق علاجه
الروح الرياضية في الحضانة
- بمجرد أن يبدأ الطفل في ممارسة الرياضة والالتحاق بفريق، عليه أن يبدأ في تعلُم الروح الرياضية وقواعدها.
- وهذا هو أفضل وآمن طريق للاستمرار في الرياضيات الجماعية، بداية من سن الخامسة أو السادسة، ومتابعة نفس المحادثة مع تقدمه في السن والرياضة.
- تعليم الروح الرياضية للطفل تعتمد في الأساس على التزامه أولاً بقواعد اللعبة، وثانيا احترام الأصول الإنسانية التي يتعامل بها مع أعضاء الفريق والمدرب والمسئولين.
قواعد يلتزم بها الطفل اللاعب
لابد من اللعب العادل والممتع والعمل على تنفيذ القواعد الأساسية لأي لعبة والحفاظ عليها، وكسرها يمكن أن يكون خطيراً وغير شريف، والانتصارات التي يحققها الغش، لا تشعر الطفل بأنه جيد مثلما تحقق الانتصارات الشرفية...لهذا عليه أن يدرك عدة أمور .
- ان يدرك الطفل أن كونه جزءاً من فريق يعني وجود سلوك إيجابي، وأن قواعد وسياسات الفريق تنطبق عليه، وعلى اللاعبين جميعا العمل من أجل مصلحة الفريق.
- إذا أصيب زميل في الفريق أو ارتكب خطأ، قدم الطفل بعض الكلمات المشجعة، ألا يلوم أحد أعضاء الفريق أو يسخر منه لفقدان إحدى الألعاب أو ارتكاب خطأ ما.
- إذا كان هو الشخص الذي يسقط الكرة، فعليه تقبل المسؤولية بدلاً من محاولة تقديم الأعذار أو إلقاء اللوم على الآخرين، ويحولها إلى لحظات قابلة للتعلم.
- لا ينطق بما لا يليق على خصومه أو حتى زملاء الفريق، حتى وإن لم يتمكنوا من سماعه، ما يعني عدم احترامهم، ولتكن التعليقات مهذبة أو يحتفظ بها لنفسه.
- المدرب في اللعبة يستحق الشكر طوال الوقت الذي يعطيه للفريق، بما في ذلك مساعدي التدريب، وغيرهم من المسؤولين.
- عندما يأتي الآباء والإخوة والأصدقاء لمشاهدة اللعب، يجب أن يكونوا متفرجين جيدين؛ ذكّرهم جيدًا بإبقاء التعليقات حول اللاعبين والمدربين إيجابية ومهذبة.
- على اللاعب ألا يتفاخر ولا يظهر فرحه عندما يكون الفريق الخاسر موجودًا، أو يسخر منه لفقده البطولة، تمتع بفوزك! لكن لا تضع الفريق الآخر لأسفل أثناء الاحتفال.
- الروح الرياضية تتطلب أيضا تحمل المسؤولية عن الخسائر الخاصة بك، بدلا من إلقاء اللوم على الفريق الآخر ، أو الطقس، أو المسؤولين.
نصائح تعزز الروح الرياضية عند الطفل
- إفهام الطفل أن الفوز لا يعني كل شيء، والتركيز على تحفيزه على مواصلة اللعب أو المنافسة بدون ضغط أو إحساس بالهزيمة.
- اجعلي الطفل يدرك أن الخسارة ليست النهاية، وأن الإنسان الطبيعي يواجه بعض الهزائم والإخفاقات ما يدفعه لتحقيق الفوز والانتصارات.
- على الأهل التشديد أمام الطفل أن الأهمية تكمن ببذل الشخص لكلّ ما بوسعه للقيام بما هو مطلوب منه.
- وعلى الأهل تجاهل نتائج الطفل بعد مبارياته الرياضية، والحرص على تهنئته على الأداء الرائع الذي قام به.
- على الطفل أن يشعر بالحزن إن خسر، ولكن يجب أن يتجاوز ذلك الشعور وينسى الخسارة، وأفضل طريقة توقيفه عن اللعب إذا واصل غضبه واستمر في حزنه.
- كثيرًا ما يشارك الآباء والأمهات في ضرورة فكرة الربح في ذهن الطفل، لدرجة انه يصبح غير قابل على تقبّل فكرة الهزيمة.
- والنصيحة أن يتعمد الآباء تحقيق أي خسارة للطفل في بعض الحالات؛ ليدرك الطفل معنى الهزيمة ويتقبّل ذلك بسهولة.
عدم تشجيع الطفل على المبالغة بالفرح
- عدم تشجيع الابن على الفرح الزائد حين يفوز، مع تذكيره بالأصدقاء الذين يشعرون بالحزن لأنهم خسروا، وأن عليه أن يراعي شعورهم ويخفّف إحساسهم بالفشل، ويدعمهم عندما تلحق الخسارة بهم.
- تعليم الطفل أن الخسارة جزء من الحياة، وأن الفشل في عمل ما لُعبة كانت أو دراسة فرصة لإعادة التفكير في النفس، والتعلم من الأخطاء والقيام بعمل أفضل.
- اجعل طفلك يدرك أنه لا يمكنه الفوز دائماً، وأن يتعلم تقبل الهزيمة ومعرفة نقاط ضعفه؛ ليستطيع التغلب عليها في المرة القادمة، من دون غضب أو فرح مبالغ.
- أخبر طفلك بأن عليه أن يقدم أفضل ما لديه دائما، فلا قيمة للنتائج ولكن للجهد المبذول في تحقيقها، وهناك دائما فرصة جديدة.
- الخسارة ليست نهاية العالم، وعلى الطفل تقبل بعض الانتقادات، وأن يأخذها كفرصة للنمو في دراسته أو لعبته الرياضية أو حتى عند خسارته لصديق، أو الوقوع في خطأ ما.
تابعّي المزيد: كيف تنمين مهاراتِ طفلك اللغوية؟