شهدت مسقط تنظيم مؤتمرٍ صحفي، تمَّ فيه استعراض فعاليات وجوائز مهرجان "سينمانا"، الذي ينطلق في 19 فبراير الجاري في العاصمة العُمانية، ويستمر أربعة أيامٍ. ويقام المهرجان السينمائي للمرة الأولى حضورياً، بالتعاون مع اتحاد الفنانين العرب والنادي الثقافي.
أفلام متنوعة
وأدار المؤتمر الصحفي الفنان صالح القاسمي، وكشف فيه الدكتور خالد بن عبدالرحيم الزدجالي عن إقامة المهرجان بشكلٍ حضوري للمرة الأولى بعد جائحة كورونا، وعن ذلك قال: "بدأنا باستئناف العمل الفني السينمائي حضورياً بعد توقفٍ بسبب فيروس كورونا، حيث كنا قد نظَّمنا الدورة الأولى من المهرجان، الذي دارت جميع أفلامه عن الجائحة، عبر البث الافتراضي والمنصات الإلكترونية نتيجة الإجراءات الاحترازية من كوفيد 19". مضيفاً "في الدورة الجديدة تتنوع الأفلام، وتستهدف اكتشاف رؤية الشباب، ودعمهم، إذ إنَّ هذه النسخة موجَّهةٌ لمساندتهم من أي دولةٍ كانوا، لا سيما الذين يبحثون عن فرصةٍ لإثبات أنفسهم، ولا يجدون الإمكانات لتقديم الأعمال التي ينتجونها".
وأوضح الدكتور الزدجالي، أن "حجم المشاركة في مهرجان سينمانا كبيرٌ جداً، وهدفنا أن نصل إلى جميع صنَّاع الأفلام الشباب في الوطن العربي ليشاركوا معنا"، مشيراً إلى أن "العمل تطوعي 100%، فلدينا نحو 80 عضواً متطوعاً، وهذا يضاف إلى رصيد المجتمع العُماني وعطائه للوطن دون مقابل".
حفل الافتتاح
وتحدث الدكتور الزدجالي عن موازنة المهرجان وشخصياته، كاشفاً عن أن "الحدث الفني يحتاج إلى موازنةٍ ضخمةٍ جداً، لذا يعدُّ تنظيمه بإمكاناتٍ قليلةٍ نجاحاً كبيراً لنا، وسيشارك في حفل افتتاح المهرجان شخصياتٌ قديرة، يتقدمهم مسعد فودا، رئيس الاتحاد العام للفنانين العرب، والدكتور محمود السليمي، رئيس النادي الثقافي، كما اخترنا هذا العام عدداً من الشخصيات لتكريمها، وهم الفنانون محمود حميدة من مصر، وعباس النوري من سوريا، ومحمد المنصور من الكويت، وغانم السليطي من قطر، والدكتور حبيب غلوم من الإمارات، وزوجته هيفاء حسين، وأمينة عبد الرسول من سلطنة عُمان، وطارق خزاعي من السويد، وهو من أصل عراقي، وهند كامل، والمخرج فيصل الياسري من العراق، حيث سنحتفي بهم جميعاً في عُمان".
لجان التحكيم والجوائز
وكشف الدكتور الزدجالي عن أن لجنتَي تحكيمٍ، ستُشرفان على تقييم الأفلام فيه، يترأس الأولى، الخاصة بالمسابقة الرئيسة، الدكتور حبيب غلوم، وتضمُّ الدكتورة لما وإنصاف وهيبة من تونس، والدكتور محمد سيف الدين من السودان، ومخرج الكرتون ماهر دانيال من مصر، أما الثانية الخاصة بمسابقة القدس عاصمة فلسطين، التي تبنَّاها النادي الثقافي، فتترأسها الفنانة أمل دباس من الأردن، وتضمُّ الإعلامية آمال كراجا من فلسطين، والمنتج فيصل العتيبي من السعودية، والمخرجة إيفا داود من البحرين، وعبدالرزاق الربيعي من سلطنة عُمان.
وفيما يخصُّ الجوائز، قال: "ستُوزَّع في المهرجان جائزة سينمانا لأفضل فيلم روائي قصير، وجائزة أفضل فيلم وثائقي، وجائزة أفضل فيلم كرتون، وجائزة أفضل فيلم عُماني، وجائزة القدس". مبيناً أن الأفلام المشاركة ستُعرض في النادي الثقافي.
فعاليات مصاحبة
وذكر الدكتور الزدجالي، أن "المهرجان سيشهد فعالياتٍ مصاحبة، ستكون عبر حلقاتٍ عدة، منها دورةٌ، سيقدمها الدكتور طارق خزاعي، عن المبارزة بالسيوف في السينما والتلفزيون، بينما سيقدم أمير أباظة، رئيس اتحاد كتَّاب ونقَّاد السينما في مصر، حلقة عملٍ عن كتابة النقد السينمائي والتلفزيوني للشباب الإعلاميين، في حين ستقدم الدكتورة لما الطيارة حلقة عملٍ عن كيفية صناعة الفيلم السينمائي الوثائقي، وسيدير يوسف الهوتي جلسةً حواريةً مفتوحةً عن منصات التواصل الاجتماعي مع قاماتٍ في هذه المنصات، يناقش فيها معهم كيفية إسهامها في التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وستشارك الدكتورة عائشة الدرمكية، وعنود خالد من الأردن في ندوةٍ بين جامعة السلطان قابوس ومهرجان سينمانا حول دور الصناعات الثقافية والتنمية المستدامة، كما ستقام فعاليات أخرى في جبل السيفة، من أبرزها معرض الفنون التشكيلية، والأسواق الخيرية، إضافةً إلى احتضان حديقة ريام فعالياتٍ عدة، منها المسرحيات الشبابية، في حين تشارك جمعية المرأة العمانية ونادي أهلي سداب بأنشطةٍ متنوعة، إلى جانب إقامة مؤتمراتٍ صحفية كل صباحٍ مع الفنانين المشاركين في المهرجان، وقد تمَّ توزيع هذه الأنشطة في أماكن مختلفة لعدم حشد الحضور في مكان واحد تفادياً لانتشار فيروس كورونا، كذلك سيقام حفلا الافتتاح والختام في مكانٍ مفتوح، وسيتم فيهما استيعاب 50% من الجمهور".
فكرة هادفة
بينما أثنى عبدالرزاق الربيعي على فكرة المهرجان، مؤكداً أن "تبنِّي النادي الثقافي ورعايته سينمانا فكرة وخطوة هادفة"، مشدِّداً على أن "السينما بشكلٍ عام مرفقٌ حضاري ومصدرٌ للمعرفة والجمال، وقد رحَّبنا بعودة السينمائيين إلى أحضان النادي الثقافي"، كاشفاً عن أن "سينمانا ليس مهرجاناً للأفلام فقط، بل ولنشر الثقافة أيضاً".
وأوضح الربيعي، أن "المهرجان سيشهد بثاً مباشراً لكافة أنشطته وفعالياته حتى يتابعها الجميع في كل دول العالم، فهذا المهرجان دولي وعربي وعماني"، كاشفاً عن أنهم وضعوا خطةً محكمةً لتنظيم الجمهور، الذي يُحتمل أن يُقبِل على المهرجان بأعدادٍ كبيرة، تفادياً لتفشي كورونا، حيث خصَّصوا مساحاتٍ واسعة للفعاليات.
