قال الشاعر بشار بن برد في مطلع إحدى قصائده: يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحيانا، والحقيقة أن تاريخ الإذاعة في العالم العربي يؤكد صدق مقولته، فرغم نجومية وشهرة الإعلاميين في الفضائيات العربية، تبقى اصوات المذيعين العرب الأكثر تأثيرا في الوجدان، وفي اليوم العالمي للإذاعة نستعيد معا قائمة أشهر الأصوات الإذاعية في العالم العربي.
جلال معوض "النغم الذي يبدأ قبل أم كلثوم"
طالما بقى عشق سيدة الغناء العربي أم كلثوم في وجدان الأمة العربية، سيبقى الحنين لصوت الإعلامي جلال معوض أشهر من قدم حفلاتها الشهرية، لدرجة أن أم كلثوم وصفته قائلة: يبدأ الغناء قبل أن أغنى".
واحتل جلال معوض مكانة خاصة بين الجمهور المصري والعربي في مرحلة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، بسبب تواجده الدائم في الحفلات الوطنية لأشهر نجوم الغناء العربي، وتقديمه المميز لبرنامج أضواء المدينة الذي كان البوابة الرئيسية لاكتشاف نجوم الكوميديا الجدد، كما قدم العديد من البرامج، من أهمها "شخصية الأسبوع" "قراءة فى كتاب"، ولا يزال صوته حاضرا في الإذاعة المصرية حيث إنه صاحب السبق في تسجيل كل البيانات الرسمية المتعلقة بالأحداث الكبرى في تاريخ مصر المعاصر.
صفية المهندس صديقة "ربات البيوت"
حتى اللحظة يعد برنامج "ربات البيوت" أقدم برنامج إذاعي يقدم يوميا في العالم العربي، وتخصص فقراته للنساء، ولا يزال يحتفظ بالمقدمة التاريخية للإذاعية المصرية "صفية المهندس" والتي تقول:إلى ربات البيوت.
صفية الشقيقة الكبرى للفنان الراحل فؤاد المهندس، تعد رائدة البرامج النسائية في الإذاعة المصرية، وأول من قدم برامج متخصصة للمرأة العاملة لمساعدتها على التوفيق ما بين طموحها المهني والتزاماتها العائلية، ومنها برنامجي "الخير والبركة" و"المرأة العاملة"، وحصلت على لقب أم الإذاعيين حيث أنها أول صوت نسائى إذاعى انطلق في الإذاعة المصرية وفي إذاعات المشرق العربي كله.
سامية صادق
"ما يطلبه المستمعون" أول برنامج تفاعلي قدمته الإذاعة المصرية، كان بوابة عبور الإذاعية سامية صادق لقلوب المستمعين، التي أبدعت في قراءة خطابات المستمعين والرد عليها وتقديم الفقرات الغنائية المطلوبة، وضفرت كل هذا برسائل للتوعية والنصيحة خاصة مع تلقيها المئات من خطابات العمالة المصرية في الخارج والتي يراودها الحنين للوطن والعائلة، إضافة لخطابات ضحايا قصص الحب الفاشلة، لتتحول على مر اليام لواحدة من أخلص أصدقاء العائلة المصرية والعربية.
إيناس جوهر "خفة ودلع"
إذاعة الشرق الأوسط المصرية كانت التجربة الأولى لإعلام يستهدف الترفيه فقط، بعيدا عن البيانات واللغة الرسمية، ونصف نجاح المحطة ينسب إلى الإعلامية الشهيرة إيناس جوهر التي لا زالت ضحكتها الشهيرة حاضرة في وجدان الملايين وهي تتلو ابيات صلاح جاهين:غمض عنيك وأمشى بخفة ودلع ده الدنيا هى الشابة وأنت الجدع..تشوف رشاقة خطوتك تعبدك..لكن أنت لو بصيت لرجلك تقع وعجبي" وهي مفتتح برنامجها الذي صنع مجدها "تسالي".
د.هاجر سعد الدين
من بين كتيبة ذكور تكفلوا بتأسيس إذاعة القرآن الكريم، برزت الإعلامية الدكتورة هاجر سعد الدين التي حرصت على منح جموع مستمعيها معلومات دينية ميسرة تخلو من الجدال المربك، أو الالفاظ العتيقة، لتصبح واحدة من اشهر مقدمات البرامج في افذاعة الدينية الأولى عربيا والأكثر استماعا من بين الإذاعات المصرية حتى الآن، خاصة مع تقديم"موسوعة الفقه الإسلامى"،"أحاديث الصباح الدينية".. "رأى الدين".. "دنيا ودين".. "حديث السهرة".. "فيض من نور".. "موسوعة الفقه الإسلامى".. "دعوة للحوار".. "حقائق وشبهات".
آمال فهمي "على الناصية"
"على الناصية" وقفت الإذاعية آمال فهمي لتقدم أول تجربة لتقديم حوار تفاعلي مع المستمعين من الشارع، تختلط فيه الذكريات الجميلة مع التعليقات الظريفة مع منح المستمع العادي حرية اختيار الأغنية المحببة إليه، لتصبح في غضون سنوات قليلة أشهر مذيعات إذاعة البرنامج العام، رغم أن إنها كانت تقدم برنامجها يوم الجمعة في الساعة الواحدة والنصف ظهرا.
"بابا عباس" وبرنامج الأطفال
عام 1959 انطلق الإعلامي عباس فائق غزاوي عبر أثير الإذاعة السعودية ليقدم برنامج الشهير "برنامج الأطفال بابا عباس"، وعلى مدار 30 دقيقة كان أطفال المملكة على موعد مع القصص المبسطة وفقرة "صندوق البحث"، المعنية بالأخبار، ثم مقابلات مع الأطفال الحاضرين تسجيل البرنامج في الأستوديو، وسماع آرائهم فيما يخص شأنهم وإنشاد ما يحفظون من أناشيد وأغنيات لا زالت حاضرة في الوجدان منها أنشودة النغري، وأنا بدي أصير طيار، ويا قمرنا يا مليح.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن»