يعد الغضب أحد العواطف الطبيعية والصحية لدى الإنسان، لكن كثيرين يجدون صعوبة في إبقاء غضبهم تحت السيطرة، الأمر الذي قد يقودهم لمشكلات عديدة. لذا فإن مواصلة التحقق من نوبة الغضب يمكن أن يكون صعبًا. ولكن يمكن الاستفادة من النصائح البسيطة لإدارة الغضب من خلال استغراق الوقت في استخدام عبارات "أنا" لإبقاء السيطرة على الأمر.
وتؤكد الخبيرة النفسية الدكتورة أميرة حبارير لـ"سيدتي" أن السيطرة على الغضب أمر ممكن من خلال اتباع خطوات معينة. وتأتي مسألة التعرّف على أعراض الغضب في قائمة هذه الخطوات، وتتجلى بشكل رئيسي في زيادة دقات القلب والتنفس بسرعة، هذا إلى جانب شد الكتفين أو قبضتي اليدين. هل تستشيط غيظًا عندما يعترض أحدهم طريقك وسط حركة المرور؟ هل يرتفع ضغط دمك عندما يرفض طفلك اتباع الأوامر؟ الغضب أمر طبيعي بل قد يكون إحساسًا صحيًا لكن من المهم التعامل معه بطريقة إيجابية. يمكن للغضب غير المسيطر عليه أن يضر بصحتك وعلاقاتك.
هل أنت مستعد للسيطرة على غضبك وإدارته؟
-فكر قبل التحدث
أثناء نوبة الغضب، من السهل قول شيء ما قد تندم عليه لاحقًا. انتظر لحظات قليلة لتجميع أفكارك قبل البوح بأي شيء واجعل المشاركين الآخرين في الموقف نفسه يفعلوا الأمر ذاته.
- عبر عن غضبك بعد الهدوء
بمجرد أن تفكر بوضوح، عبّر عن إحباطك بطريقة حازمة ولكن غير تصادمية. اذكر مخاوفك واحتياجاتك بشكل مباشر دون جرح الآخرين أو محاولة السيطرة عليهم.
- ممارسة بعض التمارين الرياضية
يمكن للنشاط البدني المساعدة في تقليل الضغط العصبي الذي قد يسبب لك الشعور بالغضب. إذا شعرت بأن غضبك يزداد حدة، فمارس المشي السريع أو الجري، أو اقض بعض الوقت في ممارسة أنشطة بدنية ممتعة أخرى.
-عليك أخذ فترة استراحة
فترات الاستراحة ليست مخصصة للأطفال فقط. أعط نفسك استراحات قصيرة خلال أوقات اليوم التي تبدو مرهقة. قد تساعدك الدقائق القليلة الهادئة على الشعور بالتحسن وتحضرك للتعامل مع القادم دون الشعور بالإزعاج أو الغضب.
- حدد الحلول الممكنة
بدلًا من التركيز على ما جعلك غاضبًا، اعمل على حل المشكلة التي تواجهها. هل تثير غرفة طفلك الفوضوية غضبك؟ اغلق الباب. هل يتأخر زوجك أو زوجتك عن العشاء كل ليلة؟ ضع مواعيد متأخرة للوجبات في الليل أو تقبل تناول الطعام بمفردك بضع مرات في الأسبوع. ذكر نفسك بأن الغضب لن يحل شيئًا وربما فقط يزيد الأمر سوءً.
- التزم بالعبارات التي تحتوي على "أنا"
لتجنب النقد أو إلقاء اللوم - الأمر الذي لا يؤدي إلا إلى زيادة التوتر - استخدم العبارات التي تحتوي على كلمة "أنا" لوصف المشكلة. تحلَّ بالاحترام وكن محددًا. على سبيل المثال، قل "أشعر بالاستياء لأنك غادرت المائدة دون عرض المساعدة في حمل الأطباق" بدلاُ من "أنت لا تفعل أبدًا أيًا من أعمال المنزل."
- لا تحمل ضغينة
التسامح أداة قوية. فإذا سمحت للغضب والمشاعر السلبية الأخرى أن تطرد المشاعر الإيجابية، فقد تجد نفسك غارقًا في الشعور بالمرارة أو الظلم. لكن إذا استطعت مسامحة شخص أغضبك، فقد يتعلم كلاكما من الموقف وتتعزز علاقتكما.
- استخدم الفكاهة لتخفيف حدة التوتر
أخذ الأمور ببساطة من شأنه نزع فتيل التوتر. استخدم الفكاهة لمساعدتك في مواجهة ما يثير غضبك وربما أي توقعات غير واقعية لديك بشأن الكيفية التي يجب أن تكون عليها الأمور. ومع ذلك تجنب السخرية لأنها من الممكن أن تؤذي المشاعر وتزيد الأمور سوءً.
- ممارسة مهارات الاسترخاء
عندما تشتعل غضبًا، استخدم مهارات الاسترخاء. مارس تمارين التنفس العميق، أو تخيل مشهد الاسترخاء أو كرر كلمات أو عبارات مهدئة مثل "هون عليك". يُمكنكِ أيضًا الاستماع إلى الموسيقى أو كتابة يومياتك أو أداء بعض أوضاع اليوجا — أو كل ما يمكن القيام به للتشجيع على الاسترخاء.
- اعرف متى تطلب المساعدة
أحيانًا ما يكون تعلم التحكم في الغضب أمرًا عسيرًا على الجميع. اطلب المساعدة للتعامل مع حالات الغضب إذا كان غضبك يبدو خارج نطاق السيطرة، مما يجعلك تفعل أشياء تندم عليها أو تؤذي من حولك.
*نصائح وقتية
- ينصح الأخصائيون بعد ملاحظة أعراض الغضب البدء بالعد حتى الرقم 10، والتنفس ببطء.
- كذلك تساعد بعض الممارسات في التحكم بالغضب، مثل ممارسة التمرينات الرياضية كالجري والمشي والسباحة، بالإضافة إلى اليوغا والتأمل.
- كما يفيد أيضا في معركة ضبط الغضب، تخصيص وقت للاسترخاء على نحو منتظم، ومراعاة الحصول على قسط كاف من النوم.
- ومن الأنشطة التي تجدي في محاربة الغضب والتحكم به القيام ببعض الأنشطة مثل الكتابة والعزف والرقص والرسم.
- وأخيرا يرى الأخصائيون أنه من المهم التحدث عن المشاعر التي تغضب الإنسان مع أحد الأصدقاء، وعدم التركيز على ما يجعلك غاضبًا.