بدأت همسات الموهبة والوحي تحوم في ذهن جورج حبيقة في شبابه، وفي عام 1995 انطلقت قصته المهنية. بصفته شاباً عبقرياً مفتوناً بشواطئ بلاده المتلألئة، ابتكر حبيقة آلاف التصاميم، التي تنعش البحر الأبيض المتوسط، وتستدعي روح الهوت كوتور. وبدعم لا يتزعزع من والدته، وحفنة من الخياطين المتخصّصين، صمّم وأنتج أول عرض أزياء له، والذي تم تقديمه في بيروت. وهكذا ولد توقيع Georges Hobeika. عزّزت الأيام الطويلة وليالي العمل الدؤوب التي لا تعرف الكلل من شهرة مصمّم الأزياء الراقية، وقد غامر بها متخطّياً حدود لبنان، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ليتعرف عملاء الأزياء الراقية على براعة جورج حبيقة في التصميم، وموهبته الجريئة. وسرعان ما اكتسب هذا التكريم الإقليمي مكانة عالمية، عندما قدّم مصمّم الأزياء مجموعته في باريس عام 2001. ومنذ ذلك الحين، نظمت داره Maison Georges Hobeika عروضاً متعدّدة، وإطلقت مجموعة ناجحة تلو الأخرى، خلال كلّ أسابيع الخياطة الراقية في باريس. والآن، أكثر من أي وقت مضى، تظهر العلامة التجارية حلم المصمّم الشاب، الذي سعى إلى ملاذ إبداعيّ في الأشكال لوطنه الأم، حيث يقدم للنساء والرجال من جميع الأجيال، رحلة أزياء لا تقاوم، منسوجة بشغف وأناقة وانسجام.
الأجيال الجديدة لديها فضول كبير لمعرفة كيف بدأت مسيرتك المهنية في عالم الموضة؟
بدأ اهتمامي بالموضة في سن مبكرة، كانت والدتي خياطة، وأثار عملها بتصميم الأزياء إعجابي، ومع الوقت اكتشفت إحساسي القوي بالإبداع. ومع ذلك، فإن الأمر الأكثر أهمية هو مثابرتي لتحقيق هدفي كمصمم أزياء. كنت أعرف ما أريد، وعرفت من أين يجب أن أبدأ. كان عليّ العمل بجد، وتنمية مهاراتي على أيدي مصممين عالميين في عاصمة الموضة في العالم، باريس. في عام 1995، وضعت تصوراً، وأنتجت عرض الأزياء الأول لي في بيروت، لبنان. ولحسن الحظ، تجاوزت التصميمات حدود لبنان، وانتشرت في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تعرف عملاء الأزياء الراقية على عملي.
نما هذا الاعتراف الدولي عندما غامرت بتقديم مجموعتي في باريس عام 2001. ومنذ ذلك الحين، قمنا بتنظيم عروضنا خلال كل أسبوع أزياء هوت كوتور في باريس. لا يوجد طريق محدد للنجاح، ولم تخرجني اللحظات السيئة عن المسار الصحيح. حتى لو بدأت بفستان واحد فقط، فكل شيء ممكن إذا التزمت برؤيتك.
بعد سنوات من الإبداعات الجميلة، ما الذي تغيّر في جورج حبيقة؟
الآن أرى نفسي عنصراً من عناصر إبداعاتي، عملي بات أكثر احترافاً، ولمساتي محدّدة أكثر. لديّ الآن المزيد من المسؤوليات بعد أن اكتسبت سمعة دولية.
ما الذي تتميّز به كمصمّم؟
أتميّز بأسلوبي الخاص، والصناعة الحرفيّة وراء تصاميم الهوت كوتور التي أبدعها. فتعكس قطعي التّباين الجذّاب والفريد من نوعه بين الجمال الكلاسيكيّ والأشكال المعاصرة.
أدخلنا في تفاصيل مجموعتك الأخيرة.
استوحيت مجموعتي الأخيرة للأزياء الجاهزة لموسم ربيع وصيف 2022، من أزهار الأوركيد الرقيقة. فمن هذه الزهرة المتعدّدة الألوان استلهمت الرقة والنضارة والأناقة الرائعة التي تتسم بها أزياء المجموعة. هذا بالإضافة إلى أنّها تمثّل الطبيعة العزيزة جداً بالنسبة لي.
أسلوب المرأة العربية والأجنبية
كيف تعكس أسلوب المرأة العربية من خلال تصاميمك؟
في هذا اليوم وهذا العصر، نلبّي احتياجات جميع النساء، حيث النساء العربيات والأجنبيات لا يختلفن في الأسلوب. لكن المرأة العربية تلهم أناقة تصاميمي.
كيف تعاملت مع الأزمة العالمية، وكيف أمضيت وقتك في فترة كورونا؟
دفعتنا فترة الوباء إلى التركيز أكثر على مجتمعنا المحلّي، وقد عملنا بطرق جديدة لاكتشاف النماذج داخل المجتمع. كان عليّ أيضاً «رقمنة» الكثير من العمليات التي تدخل في تكوين مجموعاتي. هذا علماً أنّ روتيني لم يتغيّر، كان عليّ فقط التكيّف مع العمل من المنزل، واحترام قيود السفر الجديدة. أضف إلى أنّ هذه الفترة أتاحت لي الفرصة لقضاء المزيد من الوقت مع العائلة.
من هي أيقونتك في عالم الموضة؟
والدتي.
عناصر متناقضة
من هي امرأة جورج حبيقة؟
هي امرأة تتميز بأسلوب لافت، وتجمع في إطلالاتها عناصر متناقضة بين اللمسات الرومانسيّة الناعمة والستايل الجريء والمثير. هي أيضاً تتمتع بثقة عالية بالنفس، وعندما يتعلق الأمر بالأزياء فإنها لا تخشى شيئاً.
أي لمسة خاصة بك يمكن أن نراها في كلّ تصميم تقدّمه؟
هي لمسة حسيّة وعصريّة، يميّزها الطابع الأنثوي الذي يبرز بشكلٍ واضح في التطريز بالكريستال البرّاق.
ما هي أبرز إنجازاتك في عالم الموضة؟
أبرز اللحظات في مسيرتي كمصمّم، وأكثر الإنجازات التي أفخر بتحقيقها، هو العرض الأول الذي قدّمته في باريس، ثمّ افتتاح صالة العرض الخاصّة بي في المدينة نفسها. هذا بالإضافة إلى انضمامي كعضو فخري في غرفة نقابة مصمّمي الأزياء الراقية في باريس.
تابعي المزيد: 5 اتجاهات أطلقتها عروض الموضة الراقية لصيف 2022
حضارة ثرية
أيّ من جوانب الحضارة العربية يثير إلهامك؟
الحضارة العربية حضارة ثرية، وتجمع بين العمق والعاطفة. وهذا برأيي ما يميّزها عن سائر الحضارات في العالم.
ما نوع الموسيقى التي تستمع إليها أثناء عملك؟
هذا يعتمد على مزاجي، ولكنني في الغالب أختار الموسيقى الكلاسيكيّة.
صِف المكان الذي تفضّله داخل الأتيلييه الخاص بك؟
طاولة بيضاء كبيرة تقع في منتصف طابق الإنتاج داخل الأتيلييه.
أين تحب أن تمضي أوقات فراغك؟
في جبال لبنان؛ وفي حال كنت في الخارج، فأنا دائماً أفضل الشواطئ والجزر..
هل تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لتصاميمك؟
تعد وسائل التواصل الاجتماعي واحدة من العديد من الوسائط الأساسية للترويج لمجموعاتنا.
العزيمة والموهبة
بماذا تنصح الأجيال الجديدة الذين يودّون دخول مجال تصميم الأزياء؟
أنصحهم بأن يبقوا أقوياء لتحقيق أهدافهم، وأن لا يفقدوا عزيمتهم. عليهم أن يركزوا جيداً على موهبتهم، فهي أهم من الدراسات.. وأقول لهم: لا تنظروا للوراء ولا تخافوا من المشاكل التي ستواجهونها.
ماذا يخبّئ المستقبل لصناعة الأزياء الراقية، برأيك؟
إنّ إحياء جوهر صناعة الأزياء الراقية، تغذيّه رغبة الجيل الجديد من عشّاق الموضة في تجربة ارتداء ما هو فريد، وما هو مصممّ خصيصاً ليحاكي أسلوب السيّدة التي ترتديه على وجه خاص.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
لا أفصح عن الخطط حتى تنتهي، تماماً مثل المجموعة.
بالمختصر
هل أنت شخص جبلي أو تحب البحر؟
الإثنين.
ما هو المكان المفضل لديك للعشاء في بيروت؟
مطعم بي بابل BeBabel، الموجود في مينة الحصن.
أفضل مكان للعيش فيه؟
التأكيد لبنان. على الرغم من المشاكل، لبنان بلدي، آمل أن أراه في يوم من الأيام بيئة مستقرّة للعيش فيه.
ما هو أفضل كتاب قرأته؟
كتاب «قصتي»، للشيخ محمد بن راشد.
هل تحب الليل أو النهار؟
النهار.
هل أنت شخص صباحي؟
طبعاً.
هل تفضل ابتكار أزياء جاهزة أو تصاميم كوتور؟
الاثنين، وبشكل متساوٍ.
معلومات إضافية
• بحلول عام 2010، دفعت الطلبات المتزايدة للصحافيين الأوروبيين والمشاهير العالميين وعملاء الموضة، المصمّم اللبناني إلى دخول عصر جديد، تمثّل بافتتاح «صالة عرض جورج حبيقة» في شارع رويال المرموق، في قلب باريس.
• يقع الأتيلييه الرئيسي الخاصّ بـ جورج جبيقة في حيّ فخم في بيروت، حيث يعمل أكثر من 150 شخصاً، في ما يشكّل خلية نحل ناشطة، ضرورية لإلهام المصمّم، وتجديد روح العلامة باستمرار.
• اعتبارًا من يناير 2017، تم اختيار جورج حبيقة كعضو-ضيف منتخب في غرفة نقابة مصمّمي الأزياء الراقية La Chambre Syndicale de la Haute Couture، وهو أبرز تكريم من عاصمة الموضة لمصمّم أزياء.
• قامت ميزون جورج حبيقة بتأليف وتنفيذ بيان الأناقة والأنوثة والرومانسية الأيونية، حيث خلقت عالماً من الفخامة تحمله بداخلها تصميمات خطوط الدار الأربعة: الهوت كوتور Georges Hobeika Couture، والعروس Georges Hobeika Bridal، والملابس الجاهزة Georges Hobeika Signature، و GH by Georges Hobeika.
تابعي المزيد:كيف نفّذ مصممو الهوت كوتور السترة لهذا الصيف؟