قال فريق أثري دولي، إن الصيادين الذين عاشوا قبل 9 آلاف عام صنعوا ألعاب أطفال ووجوه بشرية محفورة على الحجر بين رحلات الصيد في الصحراء العربية، معلنا اكتشافا كبيرا في الأردن يمكن أن يغير تصورات الحضارة الإنسانية المبكرة في الشرق الأوسط.
وكان الصيادون يستخدمون الطائرات الورقية، وهي عبارة عن حاويات حجرية ضخمة تستخدم لاصطياد الحيوانات البرية بشكل جماعي، والتي سبق اكتشافها في المملكة. احتوى موقع بالقرب من إحدى الطائرات الورقية، الذي يُعتقد أنه مزار، على أشياء يعتقد الخبراء أنها مرتبطة بالطقوس القديمة.
كانت هذه بعض النتائج التي توصل إليها مشروع أثري دولي برعاية فرنسا. تعمل البعثة منذ عام 2013 في جبل الخشبية، وهي هضبة صحراوية في جنوب الأردن، وتتألف من متخصصين فرنسيين وأمريكيين وألمان وأردنيين.
في عرض تقديمي في دائرة الآثار الأردنية، أعلن مسؤولو البعثة عن اكتشاف ثمانية أفخاخ تمتد على طول محور 20 كيلومترًا من الجنوب إلى الشمال بالقرب من الحدود مع المملكة العربية السعودية، وعلامات على التطور الثقافي المبكر منتشرة في الأرض القريبة.
وسلطت النتائج الضوء على مجتمعات الصيد غير المعروفة في الشرق الأوسط التي عاشت بعيدًا عن مركز التنمية في الهلال الخصيب، المنطقة التي تشكل أجزاء من العراق وسوريا ولبنان وفلسطين وإسرائيل والأردن ومصر اليوم.
كان الهلال الخصيب مركزًا للابتكار في العالم القديم، حيث قدم مساهمات مهمة في الزراعة وإنشاء المدن والأنظمة القانونية والعقد الاجتماعي.
خلال العصر البرونزي فترتي الإمبراطورية الأكادية والآشورية، على سبيل المثال، تم بناء أكبر مدينة في العالم في بابل، في العراق الحديث منذ أكثر من أربعة آلاف عام.
وقال علماء الآثار إن اكتشافات جبل الخشابية تُظهر كيف أن مجتمعات الصيد، التي سبقت الآشوريين بعدة آلاف من السنين وكانت أقل تطوراً بكثير، كانت تُظهر علامات لما نراه الآن على أنه حضارة.
وعُرفت المصائد، التي تتكون من جدران حجرية وثقوب عميقة، باسم "الطائرات الورقية الصحراوية" منذ اكتشافها من الجو في أوائل القرن العشرين في بلاد الشام وأجزاء أخرى من آسيا.
ومع ذلك، فإن الطائرات الورقية المكتشفة الأولى تعود إلى ما بين 4000 و3000 قبل الميلاد، أي بعد الطائرات الورقية الصحراوية قبل 7000 قبل الميلاد التي تعمل عليها البعثة في جنوب الأردن، على حد قول أبوعزيزة.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر «تويتر» «سيدتي»