يعتقد البعض أن العافية تدل على الصحة فقط، وهذا مفهوم بعيد عن الصواب، لأن المرض يقابله الصحة أما العافية فهي أعم وأشمل من الصحة الجسدية فقط، بل تشمل كل الجوانب السليمة في الدنيا، وقد صغت ناصية تلخص هذه الفكرة على النحو التالي:
#ناصية
"مؤسسة العافية"
تقوم على ستة محاور وهي:
1- العافية الدينية
2- العافية الدنيوية
3- العافية البدنية
4- العافية النفسية
5- العافية الأسرية
6- العافية المالية
وهذا مستنبط من الحديث القائل: "اللهم إني أسألُك العافيةَ في الدنيا والآخرةِ، اللهم إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي"، وتذكروا أن هذه المحاور تحتاج إلى تأسيس، وصناعة، ورعاية، وصيانة.
أكثر من ذلك؛ عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: قلت: "يا رسول الله علمني شيئًا أسأله الله"، قال: «سل الله العافية» فمكثت أيامًا ثم جئت فقلت: "يا رسول الله، علمني شيئاً أسأله الله"، فقال لي: «يا عباس، يا عم رسول الله، سل الله العافية في الدنيا والآخرة».
وقال العالم الجليل "صفي الرحمن المباركفوري" عن هذا الحديث في شرح الترمذي: (في أمره صلَّى الله عليه وسلَّم للعباس بالدعاء بالعافية بعد تكرير العباس سؤاله بأن يعلمه شيئًا يسأل الله به، دليل جلي بأن الدعاء بالعافية لا يساويه شيء من الأدعية ولا يقوم مقامه شيء من الكلام الذي يدعى به ذو الجلال والإكرام، والعافية هي دفاع الله عن العبد، فالداعي بها قد سأل ربه دفاعه عن كل ما ينويه، وقد كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ينزل عمه العباس منزلة أبيه، ويرى له من الحق ما يرى الولد لوالده، ففي تخصيصه بهذا الدعاء وقصره على مجرد الدعاء بالعافية تحريك لهمم الراغبين على ملازمته، وأن يجعلوه من أعظم ما يتوسلون به إلى ربهم سبحانه وتعالى، ويستدفعون به في كل ما يهمهم، ثم كلمه صلَّى الله عليه وسلَّم بقوله: «سل الله العافية في الدنيا والآخرة» فكان هذا الدعاء من هذه الحيثية قد صار عدة لدفع كل ضر وجلب كل خير).
في النهاية أقول:
أسأل الله لي ولكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة.