علاقة الصداقة هي علاقة طوعية بين شخصين أو مجموعة من الأشخاص مبنية على التآلف والتواد والاحترام المتبادل والاهتمامات المشتركة، والشعور بالقيمة الذاتية وقيمة الآخر في حياتنا. تقول الدكتورة آمال إبراهيم خبيرة الاسرة لـ"سيدتي" "يمكن أن يجد كل فرد تعريفاً خاصّاً للصداقة، لأن علاقة الصداقة مبنية على تطلعات الفرد الشخصية وأهدافه من الالتزام بعلاقة الصداقة، لكن على الرغم من ذلك يمكن تحديد بعض السمات التي تميّز علاقة الصداقة المثالية والحقيقية عن علاقات الزمالة أو المعرفة أو حتى القرابة، وعلى رأس هذه السمات الالتزام تجاه الآخر والتواصل المنتظم، الثقة والصدق، والتعاطف والاهتمام، وغيرها من مميزات الصداقة الحقيقية.
صفات الصديق الحقيقي
أهم صفات الصديق الحقيقي أنّك لا تحتاج لاختباره أو التأكد من صدقه والتزامه بالصداقة بينكما، وعندما تقرأ مواصفات الصديق الحقيقي ستسمع صوتاً داخلياً يقول لك "هذا هو صديقي فعلاً!".
- الثقة والأمانة
أهم صفات الصديق الحقيقي، أن يكون أهل للثقة ويمكنك أن تتحدث معه بأمور تخشى أحياناً التفكير بها بينك وبين نفسك حتى، لكنك تشعر أن صديقك يستطيع أن يحفظ سرّك من جهة، وأن يتفهّم مشاعرك وما تمر به ويساعدك من جهة أخرى.
- مستعد دائماً للوقوف بجانبك
من الأوقات التي يصرخ فيها صوتك الداخلي قائلاً "هو ذا صديقي الحقيقي" عندما تمر بظروف استثنائية، أفضل أصدقائك هو من يقف إلى جانبك عندما تمر بتجارب استثنائية وقاسية، سواء في علاقاتك الشخصية والعاطفية أو في الأمور المالية أو الظروف الصحية، على الطرف المقابل تجد أصدقاء "الطقس المعتدل" الذي يختفون في الظروف الاستثنائية!
- يفهمك جيداً
وربما يقرأ أفكارك! يستطيع أن يفسّر تصرفاتك وأن يفهم ظروفك دون الحاجة للكثير من التبرير والشرح، ودون إطلاق الأحكام أيضاً، حتى عندما يبدو سلوكك غريباً ستجده قادراً على استيعاب الموقف، وإن احتاج إلى التبرير أو الاستفسار سيكون ذلك بالطريقة المناسبة لك تماماً دون إزعاج أو إحراج.
- يرى النقاط العمياء ويتقبّلها
جميعنا نمتلك نقاط عمياء في الشخصية والسلوك وطريقة التفكير، سمات أو عادات ليست الأفضل ولا ندركها تماماً أو نتجاهلها، الصديق الحقيقي يعرف نقاطنا العمياء، لكنها لا تغيّر من محبته وصدقه في العلاقة، ربما يسعى إلى تسليط الضوء عليها من باب المحبة والوفاء للصداقة، لكنه على أي حال يقبل وجودها.
- يضبط الإيقاع
من المواصفات المثيرة في الصديق الحقيقي أنه ضابط إيقاع محترف، يستطيع أن يتحكّم جدياً بالمشكلات أو الخلافات في العلاقة، ويعرف تماماً متى يكون الصمت أفضل من الكلام، ومتى يجب أن يصرخ في وجهك أو يقبل جبينك أو يرمي بدعابة ليكسر حدة الموقف.
تلمس هذه الصفات بصديقك
يستمع الصديق الحقيقي لصديقه باهتمام دون بحث عن رد لما يقوله؛ فهو يحبه ويستمع إليه ليشاركه ما يشعُر به.
يقول الحقيقة دون نفاق، فيتبادل الصديق الأفكار والمشاعر مع صديقه الحقيقي بكلّ حرية وصراحة وصدق؛ فهو يعلم مدى إخلاص صديقه له.
يظل على اتصال دائم مع صديقه، حيث يحترم الصديق الحقيقي تغيّر العلاقات الاجتماعية لصديقه، كما يبقى على اتصال دائم معه مهما تباعدت الأماكن واختلفت الظروف.
يفهم صديقه بعمق، فيُعتبر مرآة لصديقه؛ فهو يُميِّز ما يُحب وما يكره، كما يعرف طباعه جيداً ويستطيع أن يُسمعه ما يريد بالوقت الذي يُحبّ.
يُمكن الاعتماد عليه، إذ يعتزّ الصديق الحقيقي بعلاقة الصداقة؛ فهو يعرف صديقه جيداً ويقف معه لو كان العالم كله ضدّه.
يُشارك الصديق الحقيقي الأسرار والمعلومات الشخصية مع صديقه، فهو شخص جدير بالثقة ويعتبر الأمر كذلك بالنسبة لصديقه.
يُرشد صديقه إلى الطاعات، حيث يُعين الصديق صديقه على طريق الحق ويلفت انتباهه إلى ما يفوته من خير.
يغفر لصديقه ويسامحه، إذ يعترف الصديق بالخطأ ويعتذر عنه، كما يُسامح صديقه إذا أخطأ ويغفر له فهو يظن به الظن الحسن.
يدعم الصديق صديقه ويقف إلى جانبه، فيدافع عنه ولا يسمح بالتطاول عليه أو تقليل احترامه سواء بوجود صديقه أم في غيابه.
يبقى الصديق الحقيقي بجانب صديقه في السراء، والضراء، والفرح، والحزن، والسعة، والضيق.
يقدم الصديق الحقيقي المساعدة لصديقة بكلّ صدر رحب ودون انتظار مقابل.
يُحبّ الصديق الحقيقي لصديقه ما يحب لنفسه. يُساعد الصديق الحقيقي صديقه على الشعور بالرضا عن نفسه.