مصممة عباياتٍ، ورثت حب المهنة من والدتها وجدتها، وحققت حلم طفولتها بدخول عالم الموضة والأزياء، والإبداع فيه. استطاعت بجدارة وضع بصمةٍ خاصةً بها في التصميم، وتجاوزت بشغفها للمجال كل الصعوبات التي واجهتها في مشوارها، الذي بدأ قبل فترةٍ قصيرة، خاصةً أزمة التوقف التي ضربت كل المجالات جراء تفشي فيروس كورونا، لا سيما قطاع الأزياء. المصممة سارة الشهري في حوارها مع "سيدتي" كشفت عن سر نجاحاتها بعد الجائحة، والمعايير التي تستند إليها في عملها، كما قدمت نصائح للسيدات لتنسيق العبايات بأفضل شكل.
بدايةً، عرِّفينا بنفسكِ، مَن سارة الشهري، وكيف دخلتِ التصميم؟
شابةٌ سعودية شغوفة، تسعى إلى تحقيق حلمها، والوصول إلى أهدافها في عالم الموضة والأزياء. دخلتُ المجال بإنشاء "براند" خاص قبل تفشي كورونا بفترةٍ قصيرة، لكنني لم أستطع إكمال المشوار إلا بعد تراجع حدة الفيروس.
دخولكِ مجال التصميم هل كان مخطَّطاً له، ومَن شجَّعكِ على ذلك؟
نعم، جاء بعد تخطيطٍ دقيق، وقد شجَّعني على ذلك والدي ووالدتي. لا أخفيكم، كنت متخوفةً في البداية من دخول المجال، إذ خشيت ألَّا أحقق النجاح المطلوب، لكنني بفضل الله أولاً، ثم بدعم أهلي لي، وشغفي بالتصميم، قررت خوض التجربة، والحمد لله حققت جزءاً جيداً ممَّا تمنَّيت.
ما العوائق والتحديات التي واجهتكِ خلال مسيرتكِ العملية؟
واجهت صعوباتٍ عدة سببها قلة خبرتي في الخياطة. أعملُ مع خياطٍ لتنفيذ تصاميمي، وفي كثيرٍ من الأحيان أطلب منه إجراء تعديلاتٍ على التصاميم، وهذا الأمر يأخذ كثيراً من الوقت، إذ أحرص على الحصول في النهاية على القصَّة التي أرغب فيها، وأن تكون الخياطة متقنة تماماً.
من أين تستمدين أفكاركِ وإلهامكِ؟
أستفيد كثيراً من آراء جدتي ووالدتي. جدتي كانت تصمِّم ملابسها الخاصة بنفسها، أما والدتي فتحرص على ارتداء ملابس غير مكرَّرة ومميَّزة، وقد استلهمت منهما حب الأزياء، كما زرعتا في داخلي عشق المجال منذ كنت في الـ 11 من عمري، وشدَّدتا كثيراً على ضرورة الاهتمام بجودة الخامات والتنفيذ، والتركيز على التفاصيل.
ما البصمة التي تحاولين إبرازها من خلال تصاميمكِ؟
أسعى إلى إبراز النعومة في كل تصاميمي من أجل وضع بصمةٍ خاصة بي.
كيف تختارين الألوان والأدوات في تصاميمكِ، وماذا تفضِّلين؟
تهوى نفسي الألوان الناعمة، ولا أمانع أحياناً من استخدام الألوان الداكنة والصارخة.
تابعي المزيد: المصممة كفاف العتيبي: تصاميمي سعوديةٌ تراثية أصيلة
مع تعدُّد أقمشة العبايات، أي قماشٍ تحديداً يجذبكِ؟
أفضِّل الكريب والحرير، لذا كثيراً ما أستخدم القماشَين في التصاميم التي أقدمها.
ما الموضة بالنسبة لكِ؟
الموضة، هي أن تتفرَّد كل شابةٍ بذوقها الخاص، وطريقة لبسٍ معينة، ولست ممَّن تفضِّل الصيحات الجديدة، على الرغم من أنها تضمُّ كثيراً من الإبداع والأفكار الخلَّاقة، وسبب ذلك أنها لا تدوم طويلاً، ولا تناسب الجميع، لذا أنصح كل شابةٍ بأن تتبع ذوقها الخاص، وترتدي ما يناسب جسدها ويزيدها جمالاً.
بماذا تختلف عبايات الصيف عن الشتاء في علامتكِ؟
الجو لدينا حارٌّ جداً صيفاً، لذا تختلف خامات العبايات في هذا الفصل عن خامات الشتاء، كذلك تختلف تصاميم الفصلين، وأنصح بأقمشة الكريب واللنن والحرير في الصيف، لأنها خفيفة على الجسم، وتمنح قليلاً من البرودة.
ما معايير العباية الواجب توفرها في خزانة كل امرأة؟
يجب أن تتوفر في خزانتها عبايةٌ بتصميم الـ "بليزر"، وأخرى بتصميم فضفاض وألوانٍ محايدة.
ما أفضل طريقةٍ للمحافظة على العبايات؟
الأقمشة الحسَّاسة، مثل الحرير، والتفتا، والمخمل، يجب أن تنظف بطريقة الغسيل الجاف، عكس باقي العبايات، وهنا أنصح بغسلها يدوياً باستخدام الشامبو الخاص بالعبايات.
بماذا تختلف عبايات المناسبات عن المشاوير اليومية؟
تختلف في الخامات والتصاميم. مثلاً لا يمكن ارتداء عبايةٍ مزيَّنة بالكلف بشكلٍ يومي، وبالنسبة لي، أحبُّ العبايات السادة الفضفاضة ذات الألوان المختلفة للمشاوير اليومية.
حتى تتميَّز المرأة بأناقةٍ خاصة بعبايتها، ما نصيحتكِ لها؟
أنصحها بألَّا تختار عبايةً لمجرد إعجابها بالتصميم، وأن تحرص على انتقاء ما يناسب جسمها من خامات وتصاميم، وما يتماشى مع ذوقها لتنفرد بجمالٍ خاص.
ما التصميم الذي تودين تنفيذه في 2022؟
أركز في العام الجاري على مبدأ "الأناقة في البساطة".
تابعي المزيد: منى الشبل لـ"سيدتي": تصميمي في كأس السعودية استغرق شهوراً
تركزين في تصاميمكِ على العبايات، هل يمكن أن تخرجي عن هذا النمط مستقبلاً؟
منذ الصغر وأن أرغب في تصميم ملابس مختلفة، لذا في كل مرة تخطر في بالي فكرةٌ معينة، أرسمها على دفتري فوراً. في بداية مسيرتي فضَّلت البدء بشيءٍ بسيط، لذا اخترت العبايات، وبإذن الله سأنتقل تدريجياً إلى أقسامٍ أخرى مع مرور الأيام.
ما أهم المهارات الواجب توفرها في مصممة الأزياء؟
يجب عليها لتنجح، أن تتقن الرسم، وتبحث عن كل جديدٍ في المجال، وتستمر في تطوير نفسها.
في رأيكِ، ما الذي ينقص مجال التصميم في السعودية؟
أتمنى إنشاء مصانع متخصِّصة للأقمشة، تنتج أقمشةً خاصة حسب طلب العميل، فهذا الأمر سيمنحنا مزيداً من التفرُّد وخيارات متنوعة في الألوان والتصاميم.
بماذا تنصحين أي شخص مبتدئ يريد دخول عالم التصميم؟
أنصحه باتباع شغفه، وألَّا يتوقف عن المحاولة حتى وإن شعر بالتعب، ففي هذه الحالة يفضَّل بدل الابتعاد عن المجال أن يأخذ فترة راحة، يُصفِّي فيها ذهنه، ويشحن طاقته، ويعود بحماسٍ من جديد. باختصار أقول له: لا تتوقف أبداً.
ما مشروعاتكِ وخططكِ المستقبلية؟
أتمنى أن أشارك الجميع خططي المستقبلية، لكن سأحتفظ بها لنفسي، وسترونها مشروعاتٍ على أرض الواقع في المستقبل القريب بإذن الله.
ملاحظة: الصور من أرشيف المصمّمة