عظم الإسلام من شأن المرأة وارتفع بقدرها، وقد ضرب رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، أفضل الأمثلة في تعامله مع المرأة، واستوصانا بها خيراً في خطبة الوداع. "سيدتي" التقت الدكتور عادل المراغي، من علماء الأزهر ومدرس الأديان بجامعة لايدن بهولندا، ليحدثنا عن كيف سبق الإسلام العالم في تكريم المرأة والاحتفاء بها... في اليوم العالمي للمرأة.
- الإسلام سبق كل الحضارات في تكريم المرأة
يقول د. عادل لـ"سيدتي": سبق الإسلام العالم في تكريم المرأة والاحتفاء بها، بل سبق كل الحضارات الشرقية والغربية، فاهتم بالمرأة، ولعل الناظر إلى مكانة المرأة في الإسلام يتأكد له أنه لا يوجد دين وضعي أو سماوي اهتم بالمراة أكثر من الإسلام، فرسالة الإسلام استقبلتها امرأة (خديجة رضي الله عنها حينما هدّأت من روع النبي صلى الله عليه وسلم)، وودعتها امرأة (عائشة رضي الله عنها)، قبض النبي صلى الله عليه وسلم على صدرها، كما أن المرأة في الإسلام صاحبة الآيات والسور، فهي صاحبة سورة النساء ومريم والمجادلة والممتحنة والطلاق والأحزاب والنور.
والمرأة في الحياة هي الأم والأخت والحبيبة والزوجة، وفي العمل هي الطبيبة والمعلمة والمحدثة والقاضية وسيدة الأعمال وصاحبة الأموال، وكانت أول معارضة سياسية في التاريخ امرأة (خولة مع عمر وعائشة الصديقة مع علي رضي الله عنهم) فمنذ لاح فجر الإسلام، ولدت المرأة من جديد بعد أن كانت تعيش على هامش التاريخ، بلا حقوق ولا رعاية ولا اهتمام، وقد أمر الرسول الكريم الرجال بأن يحسنوا معاملة النساء ولا يسيئوا إليهن، وكانت آخر وصاياه صلى الله عليه وسلم: (رفقاً بالقوارير)..
- ما هي حقوق المرأة في الإسلام؟
يقول د. عادل: حقوق المرأة في الإسلام كحقوق الرجل تماماً، فقد كرّم الإسلام المرأة، وأعطاها حقوقاً كانت تفتقدها قبل الإسلام، كما منحها حقوقاً لم تمنحها لها الأديان الأخرى، وأول هذه الحقوق وأهمها حق الحياة، فحرّم قتلها، وجعل جَزاء من يربّى البنات ويُحسن في تربيتهنّ جزاءً عظيماً؛ وهو الجنّة، كما أعطاها حق المساواة، «ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم»، وقال صلى الله عليه وسلم: "إنما النساء شقائق الرجال"، وأعطى الإسلام للمرأة الحق في العمل، كذلك للمرأة الحقّ في الميراث، وهذا مما حُرمت منه في الجاهليّة، وفي الحضارات القديمة، كما أنّ لها الحق في البيع، والشّراء، وامتلاك العقارات، والمساهمة في التِّجارة، وفوق كل هذا أعطى الإسلام للمرأة حقها في طلب العِلم، وكان بنفسه صلى الله عليه وسلم، يُخصّصُ من وقته جزءاً لتعليم الصَّحابيات.
تابعي المزيد: المرأة في الإسلام لا تقل مكانة عن الرجل
- إلامَ دعا الإسلام الرجل في معاملته للمرأة؟
أوصى الإسلام بالإحسان إلى المرأة، والإنفاق عليها، حتى لو كانت صاحبة مال، وأياً كان موقعها، سواء أكانت أماً، أو أُختاً، أو زوجةً، وجعل مقياس الخَيْر في الرَّجل بمقدار خَيره مع أهله، كما أعطاها حق ضرورات العيش من ملبس ومأكل ومسكن وعشرة حسنة، قال تعالى: "أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ"، وقال تعالى في العشرة الحسنة: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا".
وطالب الإسلام ولي المرأة بعدم إكراهها على الزواج واختيار شريك الحياة وسؤالها عن رأيها، والاهتمام بموافقتها، قال صلى الله عليه وسلم، في حديث عن أبي هريرة: "لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تُستأذن"، كما شرع الإسلام للزّوجة أن تفسخ عقد زواجها من زوجها إذا لم يستطع أداء حقوقها أو تسبّب فى أضرارٍ لها وأرادت الانفصال عنه.
- لماذا أعطى الإسلام كل هذه المكانة والاهتمام للمرأة؟
يقول الشيخ المراغي: أعطى المرأة كل هذه الحقوق؛ لأنها -كما ذكرنا- هي المجتمع كله؛ إذا صلحت؛ صلح المجتمع كله، وإذا فسدت؛ فسد المجتمع كله. وهي تستحق أن تنال مكانتها العظيمة، قد أكد الوصية بها وجعلها تالية للوصية بتوحيد الله وعبادته، وجعل برّها من أصول الفضائل.
- ماذا تقول للمرأة العربية في ظل دعاوى الاضطهاد والقمع الجندرية التي توصمنا بها المجتمعات الغربية؟
يقول د. عادل لـ"سيدتي": أقول للنساء المسلمات والعربيات: حق لكنَّ أن تفتخرن بدينكنّ الذي رفع من شأنكنّ وساواكنّ بالرجال، وأوصى بكنّ خيراً، ولا تلتفتن إلى الحضارة الغربية التي جعلت المرأة سلعة تُباع وتشترى.. وكل عام والمرأة بخير في يومها العالمي.
تابعي المزيد: حقوق النساء.. كفلها الإسلام وسرقها الرجال