علماء النّفس يقولون: راقب أفكارك لأنها ستصبح كلمات، وراقب كلماتك لأنها ستصبح عادات، وراقب عاداتك لأنها ستصبح شخصيتك، وبالتّالي طريقة وأسلوب حياة، فالأفكار هي البذرة الأساسيّة لكلّ شيء، ومتى صَلُحت صَلُح الإنتاجُ وأصبح مثمراً ناضجاً، وللوصول لهذه المرحلة من النّضوج ينبغي اتّباع بعض الأمور، ومنها:
1. كن إيجابيّاً: الإيجابية نبراسٌ يضيء ظلمة التّائه المتخبّط بأفكاره، حدّث نفسك بشكلٍ إيجابيّ، وكرّر ذلك دائماً، لأن العقل الباطن يحب التّكرار، وبالتّالي سيتقن ويحفظ هذه الأفكار ويتبنّاها، وهي بدورها ستصبح منهجاً وأسلوب حياة.
لا ننكر أنّ الإنسان يتعرّض خلال مسيرة حياته لابتلاءات وهموم وأحزان، فالحياة ليست على وتيرةٍ واحدة، ولكن يجب ألا يجعل هذه الأفكار تأخذ منحى سلبيّاً يقوده نحو اللامبالاة، ولا أن يخيّم البؤس والشّؤم على أيامه.
إنّ التعرّض للحزن أمرٌ طبيعيّ، وذلك من سنن الكون، ولكن من غير المعقول أن نتابع الحياة وفق هذا المسار، وألّا نحاول تغييره بشتى الطّرق، لذا لا بدّ من الانتقال للنّقطة الثّانية.
2. إحاطة النّفس بالأشخاص الإيجابيين: يقول المثل الشّعبيّ: "الصّاحب ساحب.. قل لي من تصاحب أقُل لك من أنت"، فإن كانت الدّائرة المحيطة بك مليئة بالأشخاص الإيجابيين، أصبحت مثلهم، وتأثرت بهم وبأفكارهم النّيّرة، ونهَجت منهجهم المتفائل، أما إن كانوا سلبيّين أصبحت كذلك مثلهم، وهنا وَجُب التّذكير بمرافقة أشخاصٍ يبثّون الطّاقة الإيجابيّة وينشرونها حولهم، يدفعون الآخرين نحو الأمام، وبالتّالي يهيّئون سبيلاً للخروج من الأزمات بكلّ يسرٍ وسهولة، يستصغرون الصّعاب كأنّها جبلُ جليدٍ سرعان ما يذوب، في حين يراها السّلبيّون جبلاً من الأحجار المتراكمة التي تعيق كلّ تقدّم.
3. راقب أفكارك: إنّ مراقبة الأفكار أمرٌ في غاية الأهمّيّة، فكثيراً ما تتضارب الأفكار في الرّأس وكأنّها حروبٌ طاحنة، والأقوى هو من يفوز في النّهاية، وكما نعلم أنّ الإنسان بطبعه سلسلة متشابكة من الأفكار السّلبيّة والإيجابيّة، لا يمكن أن يكون إيجابياً أو سلبياً بالمطلق، ولكن بمقدوره أن يجعل كفّة تفكيره الإيجابيّ هي الغالبة والمسيطرة، فتطغى على كفّة السّلبية المحبطة، ومتى شعر أنّ تفكيره أصبح يأخذ اتجاهاً سلبيّاً، نبّه نفسه وغيّر فكرته فوراً، واستبدلها بالإيجابيّة المحفّزة.
على الإنسان أن يكون كالنّحلة، تتخيّر من الأزهار أجملها وأعذبها رحيقاً، لتنتج عسلاً صافياً لذيذاً، عليه أن ينتقي من الأفكار أفضلها وأكثرها إيجابية وجمالاً، لأنّ هذه الأفكار ستنمو وتتطوّر وتتحوّل بدورها لأفعالٍ تتبرمج وتصبح عادات تسير عليها حياته وتحدّد مستقبله، كما البذرة إن كانت صالحة صلُحت الشّجرة والثمرة، فكن إيجابيّاً وحقّق حلمك.