حياة الطفل تزداد جمالاً بالاستكشاف والتعلم يوماً بعد يوم، وما إن يتم عاماً من عمره، إلا وبدا منشغلاً بحياته وشؤونه الصغيرة الحميمة إلى قلبه، فنجد مهاراته الحركية والذهنية والاجتماعية والعاطفية.. قد نمت وتطورت.. والتي تظهر في ردود أفعال الطفل بالمنزل مع الوالدين والإخوة والأقران الذين يلعب معهم.. وربما بدأت أيضاً استقلالية الطفل.. وهنا يأتي دور الأم والآباء عموماً في تنمية هذه المهارات.. حتى تتضح المعالم الرئيسية لشخصية الطفل. اللقاء مع الدكتورة فؤادة هدية، أستاذة طب نفس الطفل بمعهد الطفولة.
مهارات الطفل بعمر سنة
- عندما يصل الطفل إلى عمر سنة واحدة، يمكنه فعله الكثير، فهذا الطفل الذي كان منذ وقت قريب يحتاج إلى مساعدة الأم باستمرار؛ تبدأ أولى علامات الاستقلال في الظهور عليه، علاوة على أنه يبدأ في تكوين شخصيته الخاصة.
- بعد بلوغ الطفل عامه الأول، وحتّى عامه الثاني، يظهر العديد من التطورات على مهاراته الجسدية واللغوية والإدراكية، بالإضافة للمهارات الاجتماعية والعاطفية.
المهارات الجسدية
- بإمكان الطفل الوقوف وحده، والاستناد بيده على ما حوله، ويستطيع المشي دون مساعدة، ومع اقترابه من عامه الثاني؛ يمكنه تعلّم الشرب من الكوب وحده، واستخدام ملعقته لتناول الطعام، واستخدام الأقلام والألوان ورسم الخطوط فيها.
المهارات الإدراكية
- سيكون بإمكان الطفل اتباع بعض الإرشادات البسيطة؛ كإرسال قبلة أو الجلوس، كما يمكنه التعرف إلى رأسه ويديه وأنفه عند السؤال، وسيكون قادراً على ربط الكلمة مع صورة لها في الكتاب، كما سيظهر ردة فعل على بعض الأغاني والقصص التي يحبّها.
المهارات اللغوية
- محاولة الكلام بإصدار الأصوات وكأنه يتحدث مع الآخرين، وبمقدرته تمييز أسماء من حوله، واستخدام بعض الكلمات البسيطة وتسمية ألعابه وأشيائه الخاصة، وبإمكانه فهم الأوامر وقول لا، أو هزّ رأسه بالرفض.
- المهارات الاجتماعية.. سيكون بمقدور الطفل التفاعل اجتماعياً مع من حوله من أطفال؛ كالابتسامة أمام شخص آخر أو عند اللعب، والبكاء عند الانزعاج من شخص ما، وإظهار المودة للأشخاص المألوفين، ومحاولة التشبث بالأم أو الأب حال إحساسه بالخوف أو التوتر.
تعرّفي إلى المزيد: اختبار لمعرفة شخصية الطفل
المهارات الحركية
- يتعلم طفلك خلال العام الأول أن يتقلب ويحبو ويقف لعدة ثوانٍ بمفرده.
- يبدأ أولى محاولاته للمشي، وربما يكون قد أصبح بإمكانه أن يمشي ممسكاً بيدكِ، وبعض الأطفال يستطيعون تسلق درجات صغيرة.
- يستكشف الطفل العالم من حوله؛ فيتعلم معنى المساحات الخالية، عن طريق التنقل فيما حوله من أماكن، ويتعرف إلى الأجسام بجذبها بيديه... إضافة إلى حبه للاستقلال.
- تبدأ أولى علامات الاستقلال في الظهور على الطفل؛ حيث يبدأ في مساعدة أمه وهي تلبسه ملابسه، ويعبر عن رغبته في تناول الطعام أو يرفض الطعام كلياً، وفي نهاية السنة الأولى؛ يستطيع الطفل أن يصدر إشارات للفت انتباهك عندما يحتاج إلى شيء معين، ليس بالبكاء بل بالإشارة.
البصر.. الكلام.. الأفعال
- يتمكن الطفل من التعرف إلى الأشياء الموجودة في الصور، ويميز بين الألوان المختلفة، وتتكون لديه صورة لما حوله كالكبار تقريباً، كما يبدأ الطفل في التعرف إلى مفهوم العمق والمسافة بينه وبين الأشياء.
- تتطور بشكل كبير قدرة الطفل خلال هذا العام على التعرف إلى الروائح والتفريق بينها، ويبدي بالفعل ردود أفعال مختلفة تجاه الروائح الجيدة والسيئة.
- يستطيع الطفل فهم كلمات معينة، وبعض التعليمات.. كالتحذيرات، يستطيع كذلك تسمية الأشياء بحروفها الأولى، كما يردد الأصوات المألوفة... التي تتكرر عدة مرات يومياً.
- المشاعر: يزداد ثراء الحياة العاطفية لطفلك بشكل كبير خلال الشهور الاثني عشر الأولى من عمره، بإمكانه التبسم ويمكنه الضحك أيضاً، تتطور لديه كذلك بعض المشاعر الأخرى؛ كالخجل والوعي بالذات، وهي مشاعر يحاول مقاومتها بشكل أساسي فضوله الفطري.
- يلعب الطفل عند بلوغه عاماً بسعادة بالعديد من الألعاب؛ فيمكنه دحرجة الكرة إلى الخلف والأمام، وسحب دمية مربوطة بخيط، ووضع الأشياء الصغيرة في أخرى أكبر منها، بل يحاول أن يرسم بيده باستخدام قلم رصاص.
تعرّفي إلى المزيد: علامات قوة شخصية الطفل
خطوات لتنمية مهارات الطفل بعمر سنة
- لتطوير مهارات الطفل، وتقديم الدعم والاهتمام له ورعايته وتنشئته نشأة سليمة، يجب على الأهل اتباع خطوات محددة للتعامل مع الطفل في هذه السن؛ للمساعدة على تطوير مهارات الطفل وتحسين قدراته.
- قومي بالاستجابة لإيماءات الطفل وأصواته وحركاته عندما يتحرك ويمد ذراعيه لك، أو عندما يحدق الطفل في أحد والديه، فيجب عليهم مبادلته تلك النظرات، لهذه الردود الفورية على الطفل أثر مهم .. تشجع الطفل على التواصل مع الآخرين وتطوير مهاراته.
- التحدث مع الطفل والاستماع إليه عند الحديث، ومنحه فرصة للرد والحفاظ على التواصل البصري معه، ما ينقل للطفل رغبة الوالدين بالحديث مع الطفل والتواصل معه.
- عزيزي الأب.. يمكنك الحديث مع الطفل عن كل ما يدور من حوله وسؤاله عنه، ما يساعد على رؤية الطفل نفسه كمتواصل جيد، وسيكون ذلك حافزاً له لتطوير مهاراته الاجتماعية في التواصل مع الناس.
- يجب الاهتمام بتعليم الطفل التعبير عن مشاعره واستخدام المفردات البسيطة؛ للتعبير عن ذلك بوضوح، كمشاعر الخوف أو الحزن أو الفرح، ولا يجب على الآباء الخوف من الحديث عن شعور أطفالهم، فالطفل عندما يفهم أنّ مشاعره وتجاربه تجارب طبيعية سيكون قادراً على التعبير عنها دون خجل أو خوف.
- اللعب مع الطفل يساعد عقل الطفل على التطور، كما ينمي مهاراته الجسدية ويعزز الخيال والإبداع لديه، فلذلك ينصح بالحرص على تشجيع الطفل على لعب ألعاب الأطفال، كألعاب التركيب والمكعبات، والخروج معه لخارج المنزل.
- القراءة تعدّ من أفضل النشاطات التي يمكن للأهل اتباعها مع أطفالهم، حيث يبدأ تعرفهم إلى الحروف والكلمات وربطها بالصور، مما يسارع في تطوير مهارات الطفل اللغوية.
حفّزي مهارة طفلك على المشي
- في هذا العمر، على الأم التكلم والثرثرة مع الطفل في كل شيء وكل وقت، وأنتِ تعدين له الطعام، وأنتِ تجلسين بجانبه وتطعميه.. حال لعبه بالمكعبات أو ألعابه المختلفة.. وحاولي توصيل بعض المفردات الجديدة يوماً بعد يوم.. وتكرارها؛ حتى تثبت ويصبح قادراً على استعمالها بشكل صحيح.
- إن كان في بداية تعلمه للمشي.. قومي بعمل نزهات معه وسط أرض واسعة -حديقة- آمنة من المطبات؛ حتى يتدرب على المشي.. وتكثر خطواته فتثبت.. ولا تنزعجي إن تعرض للوقوع أو أصيب بخدشات بسيطة.. سينساها الطفل بعد قليل أمام إحساسه بالفرح الكبير الذي يشعر به لتقدمه وإنجازه في المشي.
- لا تجعلي طفلك يلعب أو يجلس وحده بالمنزل كثيراً، حاولي استدعاء طفل الجيران، أطفال الأقارب.. على أن يكونوا متقاربين بالعمر.. فيتعلم طفلك حسن المعاملة، وفن الحديث، وأهمية الإصغاء والمشاركة.. ليصبح في النهاية طفلاً اجتماعياً.. لا يخاف الناس ويشعر بمتعة الصحبة.