في كل صباح أردد: (هذا اليوم هدية من الله، فلا ينبغي أن أضيعه بالقلق من المستقبل، أو الحسرة والتباكي على الماضي)، لأن القلق الدائم هو شكل من أشكال الحماقة، مثل الذي يمشي دائماً وهو ممسك بالمظلة خوفاً من نزول المطر.!
حياة الإنسان ليست دائماً كما يريد، فأحياناً تداهمنا بعض المشاعر السلبية، مثل الآلام والأحزان والخوف من المستقبل، والاكتئاب والقلق الذي سيبقيك أسيراً في دائرة الفشل والإحباط، ولذلك يقول "سميث": (القلق مثل الكرسي الهزاز، سيجعلك تتحرك دائماً، ولكنه لن يوصلك إلى أي مكان).
ويؤكد خبراء الصحة النفسية أن مثل هذه المشاعر لا يشعر بها الإنسان إلا بسبب رفضه للماضي، أو المستقبل، أو حتى الحاضر، إذ يقول الدكتور أحمد عمارة، استشاري الصحة النفسية: (إن الرفض هو مفتاح أغلب الأمراض النفسية، فالاكتئاب والحزن والألم والمعاناة، سببها رفض الإنسان للماضي، في حين أن الخوف والقلق والرعب والفزع سببها رفض المستقبل، ومشاعر الزهق والملل يشعر بها الإنسان بسبب رفضه للحاضر).
ولذلك قيل: (من أكبر الأخطاء في حق أنفسنا هو القلق والاستسلام للاكتئاب والشعور بالإحباط).
فالرفض هو جزء من التجارب الحياتية، ولكن يجب ألا نسمح له بالتحكم في المستقبل، فمَثلاً إذا فكرت دائماً بالرفض الذي واجهته في الماضي، عندما تم رفضك حين قدمت على وظيفة، فإن ذلك سيمنعك من البحث عن وظائف جديدة.!
في النهاية أقول: إن الحزن على الماضي، والخوف والقلق من المستقبل، يحرمنا من الاستمتاع برغد العيش وراحة البال، لذلك من الجيد أن نفعّل خاصية "التفاؤل" ونبحث عن نقطة ضوء إيجابية في كل حدث سيئ أو مقلق، وصدق الحكيم الذي يقول: (القلق لا يمنع ألم الغد، لكنه يسرق متعة اليوم).!