تعد منطقة الرقبة من أهم المناطق الجمالية التي تتباهى بها المرأة، ومن الملاحظ أن السيدة ذات الرقبة الطويلة والمحددة تجذب الانتباه.. وتعرَّف منطقة الرقبة بأنها المنطقة الممتدة من الأُذنين إلى الذقن، مروراً بالفك، ونزولاً إلى عظمتي الترقوة وأعلى الصدر، فقد وجدت هذه المنطقة اهتماماً كبيراً منذ العصور القديمة، واستخدمت تماثيل الملكة الفرعونية نفرتيتي، التي تظهر جمال رقبتها، كمثال وأيقونة للجمال على مر العصور، حتى أن الجمعية الامريكية لجراحة التجميل استخدمتها كشعار لها عند تأسيسها. ولمعرفة المزيد عن كيفية الحفاظ على جمال الرقبة، التقت «سيدتي» باستشاري جراحة التجميل (بورد أمريكي وزمالة كندية وبريطانية) ورئيس الكلية الأمريكية للجراحين، رئيس الجمعية العربية لطب وجراحة التجميل، الأمين العام لجمعية جراحة التجميل بالإمارات، دكتور جمال جمعة.
بداية يقول د. جمال، يظهر جمال منطقة الرقبة في تحديد الفك وظهور زاوية الذقن مع العنق بدرجة حادة، وهي من المناطق التي تركز عليها المرأة لإظهار مفاتنها، خاصة عند التزين بالمجوهرات.
أسباب ظهور تجاعيد الرقبة
تتعرض منطقة الرقبة لعدد من التغيرات التي تتسبب في تغيير شكلها، بسبب التقدم في العمر، أو التعرض للشمس، ومؤخراً أصبحت مشكلة ارتخاء جلد الرقبة تظهر لدى صغار السن، والكبار، ممن فقدوا الكثير من الوزن نتيجة لحمية شديدة، أو بعد إجراء عمليات التخسيس، بما يعرف بتكميم المعدة أو تحويل مسار الأمعاء.
أسباب ظهور الذقن المزدوجة أو اللغلوغ
نظراً لضيق هذه المنطقة ووضوحها، فإن تجمع كمية قليلة من الدهون يتسبب في تغيير الشكل الخارجي لها، وبجانب تجمع الدهون، فإنه قد يحصل فيها ارتخاء للعضلة، أو ارتخاء للجلد، ما يسبب تهدل هذه المنطقة. لتحديد وإبراز جمالية هذه المنطقة، يلجأ بعض الناس إلى الحمية لإنقاص الوزن، وهذا من شأنه أن يساعد في تقليل الدهون، لكنه لا يخلص من الجلد المرتخي، أو العضلات المرتخية. كما هنالك العديد من الإجراءات الطبية التي يمكن استخدامها لتحسين هذه المنطقة في حالات تجمع الدهون، وفي حالات الارتخاء للعضلات والجلد.
علاجات الذقن المزدوجة وتجمع الدهون
- الحقن لتذويب الدهون: يمكن حقن الدهون في هذه المنطقة وتحت الذقن بدواء معروف بـ (كاي بيلا)، الذي يساعد على تفتيت الخلايا الدهنية، ويتطلب عدة جلسات تستمر أسابيع أو شهوراً، للوصول إلى نتيجة قد تكون معقولة نسبياً.
- العمليات الجراحية: تعد الإجراءات الجراحية من أهم وأنجح الوسائل لعلاج وتحسين هذه المنطقة، ويتم ذلك بإجراء عملية شفط الدهون تحت التخدير الموضعي، عن طريق عمل فتحة صغيرة تحت الذقن، وفتحتين وراء الأُذن لشفط الدهون من تحت الفك وعند الذقن. وقد تجرى عملية الشفط إما بالطريقة التقليدية، باستخدام أنبوب الشفط، أو باستخدام الشفط بالجهاز الهزاز، الذي يساعد في الحصول على منطقة متساوية وملساء.
- الليزر: تساعد هذه التقنية بدرجة كبيرة على شد الجلد وإزالة الدهون، خاصة إذا كانت كميتها صغيرة أو قليلة.
- جهاز الموجات فوق الصوتية، المعروف بالفيزر: يستخدم لتذويب وتفكيك الدهون، ومن ثم سحبها بالطريقة التقليدية، وبالإضافة لذلك فان الفيزر يساعد على شد الجلد.
علاجات تجاعيد الجلد وارتخاء عضلات الرقبة والعنق
العلاج بدون جراحة
انتشرت في الآونة الأخيرة الأجهزة التي تعتمد على تسخين الجلد والعضلات الداخلية، إلى درجة تصل إلى 42 درجة مئوية، أي قبل الإصابة بحروق، وهذه الحرارة تسبب انكماش ألياف الكولاجين، ما يساعد على شد الجلد والعضلات. ويتم تسليط هذه الحرارة عبر أجهزة تستخدم الموجات الصوتية المكثفة، مثل جهاز الألثيرا، والهايفو، وأجهزة تسليط موجات الراديو الترددية، عبر إبر دقيقة جداً تخترق سطح الجلد إلى أعماق مختلفة، ويمكن أيضاً استخدام الليزر السطحي، أو بإدخاله تحت الجلد لعلاج الجلد والعضلة من الداخل، والجديد في هذا المجال هو استخدام الغازات النبيلة، مثل الأرجون والهيليوم، في ما يعرف بجهاز البلازما، والذي يكون عادة عاملاً إضافياً لعملية الشفط، ويتبعها حقن الغازات تحت الجلد وتسخينها لدرجة حرارة 42 مئوية، وبالتالي يساعد على شد الجلد.
العلاج الجراحي
عند وجود ارتخاء في العضلات، فإن العلاج الوحيد في هذه الحالة يتم عبر إجراء عملية شد الرقبة، وفيها يتم عمل جرح خلف الأُذن وحول شحمة الأُذن، وسحب الجلد الزائد والعضلات إلى الخلف والأعلى، وشدها وخياطتها، كذلك تشد في منتصف العنق، عن طريق فتحة في منتصف الذقن، وهذه الجروح تترك ندبات لكنها بسيطة، وفي مناطق مخفية من الصعب ملاحظتها.
يجدر بالذكر أن هنالك بعض الأجهزة التي تستخدم الموجات الصوتية من الخارج، بدون إجراء عملية، مثل جهاز الألثيرا أو الهايفو، التي تساعد على شد الجلد وعضلة الرقبة بدرجة بسيطة، وهذه الأجهزة تحافظ على الشكل، لكنها لا تعالج الارتخاء، لذلك تستخدم للمحافظة على الشكل، ولا تؤدي إلى نتيجة كبيرة في علاج الارتخاء الشديد.
تعليمات بعد اجراء عمليات اللغلوغ والتجاعيد:
- تستغرق فترة النقاهة من أسبوع إلى أسبوعين، ومرحلة الاستشفاء وظهور النتائج قد تمتد إلى ثلاثة أشهر، خاصة بعد الإجراءات غير الجراحية، بينما تظهر نتائج الجراحة خلال أسبوعين.
- بعد إجراء هذه العمليات الجراحية، المطلوب من المريضة إبقاء الرأس مرتفعاً أثناء النوم، ووضع كمادات الثلج.
- ارتداء المشد لفترة 6 أسابيع، وعمل تدليك لمفاوي، إما يدوياً، أو باستخدام الأجهزة. كما يجب الامتناع عن الرياضة ورفع المواد الثقيلة لمدة 3 أسابيع، وكذلك اتباع النصائح في علاج الندبات.
تابعي المزيد:" العسل لإزالة علامات تمدد الجلد".
