اليأس والإحباط من أكثر الأشياء التي يمكن أن تدمر حياة الإنسان، فإذا تساءل البعض ما الذي يجعل الإنسان يشعر بالضياع تكون هناك العديد من الإجابات، ولكن أيها الصحيح وأيها الخاطئ، هذا ما سوف نتعرف عليه. أحياناً كثيرة تشعر بالضياع وخيبة الأمل والضعف والكثير من التردد، ثم تعود لنفسك لما أنت عليه في الحقيقة خلف كل ما تضعه عليك الحياة من تغيرات.
تقول الدكتورة أميرة حبارير، الخبيرة النفسية لسيدتي، لماذا أحسسنا بهذا الشعور السيئ في الأصل؟ هل سألت نفسك في مرة لماذا تشعر بذلك الإحساس المؤلم؟ في الغالب تكون روحك ضائعة في متاهات الحياة، ولا تشعر أن قلبك يرتاح لكل ما تفعله، وتشعر بأنك اخترت في الغالب الطريق الخطأ إن اخترته في الأصل، كما أنك قد ابتعدت كثيراً عن الله وتحاول عندها روحك العودة من جديد.
معنى الشعور بالضياع
هناك بعض الظروف الاجتماعية التي تُجبر البعض على العيش بمفردهم بالفعل، وظروف أخرى تجعل غيرهم يعيشون وسط الأهل والأقارب، لكن إحساس الوحدة والضياع مختلف تماماً عما إذا كان يعيش الإنسان بمفرده أم مع أهله، بالتالي هو شعور بالعصبية المفرطة، الإنسان الضائع يرى الجميع ولا يسمعه، قد يسمع ولا ينصت، الرهبة في عدم المشاركة، الإحساس بالفتور والملل، الرغبة التامة في تصحيح مفهوم الناس عن ذاتك ولكن لا حيلة.
أسباب رئيسية تجعل الإنسان يشعر بالضياع واللامبالاة
• أن يعيش الإنسان من أجل أن يُرضي الآخرين
ليس له مبدأ معين أو شخصية قوية ينفرد بها ويتميز بها أمام الآخرين، يهتم بما يهتم به غيره يمارس ما يمارسه غيره، إذا شارك الحديث حول موضوع معين لا ينفرد برأي نابع من ذاته، وإنما يردد ما يقوله الآخرون من أجل فقط أن يرضيهم ويشعرهم أنه يؤيدهم, وهذا السلوك ليس صحيحاً، لأن الله سبحانه وتعالى خلقنا جميعاً نفكر ونعمل وسوف يحاسب كلاً منا على حدة.
• مقارنة الإنسان نفسه بالآخرين:
حينما يخوض تجربة معينة يقارن نفسه بغيره، على سبيل المثال: إذا خاض تجربة عمل صعبة واجتازها بنجاح، ويفكر بعدها إذا كان فلان مكانه هل سيصل لهذا الإنجاز؟ وكذلك أيضاً عندما يحقق غيره نجاحاً ما، يضع نفسه مكان هذا الشخص ويقول لنفسه إنه لا يستطيع أن يحقق مثل هذا.
• شعور الخوف من الفشل
الذي يسيطر على الإنسان، يجعله غير قادر على ممارسة حياته بشكل طبيعي، ويعوقه عن التقدم خطوة للأمام، بالتالي يشعر بأنه تائه في الحياة.
• الأخلاء السلبيون
فالمرء على دين وسلوك خليله، والشخص السلبي يحطم طموحات من حوله، ويشعرهم بأنهم مهما عملوا من إنجازات سيظلون في حالة ركود، مما يجعل جميع من حوله يهملون تطوير حياتهم العملية، ويهتمون فقط بالأمور السطحية والسخرية وانتقاد حال المجتمع.
• التقيد والتأثر بترويع الآخرين
على سبيل المثال: إذا قدمت على وظيفة معينة، وحذرك الناس من التعامل مع مدير هذه الجهة، وأنه لا يقبل التهاون والذي يقصر يحرمه من أجره كاملاً، وعند ذهابك في اليوم الأول لهذه الوظيفة بمجرد رؤيتك لمدير العمل تخاف وتشعر بأنك سوف تعجز أمامه ولن تنجح في هذا المكان، على عكس الحال إذا قام الناس بتشجيعك وأن ذكاءك سوف يساعدك كثيراً لتحقيق نجاح باهر في هذه الوظيفة، ونستنتج من هذا المثال: أنه لا يجب على الشخص التأثر بآراء الآخرين الهدامة، فهو وحده يعلم قدرته وخبرته.
• أن يعيش الإنسان أسيراً للماضي وعلى ذكرياته
مثلاً إذا حقق ربحاً في صفقة تجارية معينة، يظل يعيش على هذه الأرباح، فخوراً بنفسه، ولا يفكر كيف يستغل ذلك في تطوير نفسه وتحقيق نجاح أكبر، لأن هذه الذكرى سوف يزول أثرها بمرور الأيام، ويكون حتماً عليه تحقيق الأحدث ليواكب الزمن الذي يعيشه.
• تراكم المعلومات في المخ
تشتت التفكير والرغبة في استغلال كل هذه المعلومات في وقت واحد.
• البيئة التي نشأ فيها الإنسان
قد تكون بيئة عشوائية تفتقر للأساليب العلمية في التربية، ينظرون للحياة على أنها مجموعة من الأيام، وكل يوم للأكل والشرب فقط دون تحديد طموحات، بالتالي ينعكس ذلك على أبنائهم ويجعلهم أشخاصاً ضائعين سلبيين لا يشعرون بقيمتهم ولا قيمة الحياة.