تقول أمي إن الرسائل تصل إلى الله، إذا صلينا له أو كتبنا أو رفعنا أيدينا أو نظرنا للسماء باحثين عنه..
انتهيت من صلاتي للتو، صلاة الفرض متعجلة، ليس تقصيراً ولكنه شيء لا أفهمه، جئت أكتب لك بخطي الذي لن يفهمه سواك، لعلك تفهمني وتشرح لي وجه السرعة التي تقتبسها حياتي، بين ذنب سريع وتوبة سريعة!
أكتب بلغة العبد الصغير الذي أودعته هذه الأرض ليُعمر فيها، ولكننا حملنا الأرض فوق أكتافنا وسرنا بها تائهين نبحث عن ديمومة الشك في أننا إلى زوال.
الدنيا زائلة كما تقول أمي في جمعة الجارات، تستوقفني الجملة على الرغم من أنها مستهلكة إلا أنني أنظر إليها كعملة قديمة أثرية، أقلبها في دماغي، وأقول: هل كل ما عشته وما قدرت لي معيشته بعد زائل؟
ما فائدة أن أكمل إذاً؟
ديمومة شك تُطاردني..
أحبك لأنك في كل مرة تحيرني، أدخل المتاهة التي تقود إليك وأنا أفكر بالدروس التي أتلقاها منك عن طريق الآخرين الذين تضعهم في طريقي، وتضعني في طريقهم، تُلقننا دروساً مدهشة وفي أوقاتها..
حين تحرم فإنه معنى آخر للعطاء، حين تأخذ فإنه معنى آخر للصبر، وحين تختار لنا الحزن، فقط لنتوجه إليك، وحين نفرح فإنك تُعلمنا أن الحياة أوقات مختلفة، فالغروب لا نعرف هل يجيء قبل الشروق أم بعده، ولكنه يجيء وهذا درس، والله عظيم لو أدركناه!
ما زلت طفلاً يطمح لمطرك، ويفغر فاهه عندما يسمع حكاية الأضحية، كنا سنُذبح كل عام لولا الرحمة التي وجدت فيك يا الله!
طفلاً لا يخشى الغرق، ولكنه يخشى أن تُغرقه الذنوب الصغيرة المخبأة في جيب بنطاله الممزق..
طفلاً بعمر العشرينيات ترعبه كلمة أمه للجارات: دنيا زائلة ويقرر أن يتوقف رعباً من ذنوب آتية.
سأكمل، لأنني أعلم أني حتى لو غرقت، فإنه بحرك الآمن، وإنها حيتانك التي رأفت بيونس..
كلما شعرت بالتقصير، كتبت وركعت لك وناديتك يا الله أن ترأف بهذا القلب الثقيل، الذي لا يقوى على حمولة الأيام..!