تُطعّم التفاصيل الشرقيّة، لا سيّما الخطوط البسيطة والواضحة، الديكور الداخلي "المودرن"، وتضفي على المنزل جوّاً من الدفء والترحيب. في هذا الإطار، تطلع "سيدتي" من مهندس العمارة الداخليّة وصاحب شركة "ادزون" للتصميم المعماري والداخلي عدنان آل مقبول، على كيفيّة دمج اللمسات الشرقيّة بـديكورات المنزل الحديث.
تُنفّذ الديكورات الشرقيّة باستخدام مواد من الطبيعة، مثل: الخشب والحجر والطين والنحاس والأنسجة، حسب الجغرافيا، وهي تُلوّن بألوان جريئة وزاهية، وتتمظهر في هيئة اكسسوارات جذّابة وأقواس داخليّة وخارجيّة وأثاث يحقّق عن طريق تصاميمه المبنية في الأرض التواصل بين الجالسين. وتمتاز الديكورات الشرقيّة بخطوطها المميّزة والزخارف الهندسيّة والنباتيّة، لأن الدين الإسلامي يحرّم التجسيد.
سؤال "سيدتي" مقبول عن خصائص "الموتيفات" الشرقيّة الحديثة، يجيب عنه قائلاً إنّها "رموز وزخارف محدّثة ومبسّطة تستخدم في تزيين الاكسسوارات والأثاث والأعمدة والجدران، فمهما كانت الخامة، ترفع النقوش التجريديّة والخطوط قيمتها"، ويضيف أن "النقوش تتكرّر في العمل، مهما كانت الواسطة".
تهدف النقوش المذكورة إلى إضافة اللمسات الفنّية إلى المكان، وكسر جمود التصميم العصري، وتلوينه بألوان جذّابة، منها: الذهبي والفضي والأحمر والأزرق والأخضر.
شروط دمج الديكورات الشرقية بالمنزل المعاصر
1. تحلّ الديكورات الشرقيّة في الفراغ الداخلي بعد اختيارها لتطبع هويّة المنزل وتختصر محتوياته من أساسيّات وكماليّات أو هي قد تضاف إلى المنزل، بصورة بسيطة، في إطار اللمسات.
2. لم تعد الديكورات الشرقيّة ضخمة، فحتّى لو فرضت حضورها على المنزل، هي تبدو بسيطةً، ومنسّقةً لناحية الألوان والأشكال والخامات الطبيعيّة. مثلاً: في حالة وجود مجموعة من الخامات التي تميّز التصاميم الشرقية، من خشب وحجر ورخام ومعادن منقوشة، فيجب التخفيف من استخدام الألوان. في هذا الإطار، يلفت مقبول إلى أهمّية اختيار عنصر واحد من العناصر، والتركيز عليه بدقّة، حتّى يتصف التصميم بأنّه مدروس وجميل ومريح للعين، مضيفاً أن "الديكورات المعاصرة تبعد عن المبالغة، لذا في حالة الاكسسوارات المنزليّة الشرقية، هي تحلّ في أماكن محدودة...". ويقدّم المثالين الآتيين المساعدين، في هذا الإطار: إذا كانت الأشكال طاغية بنسبة 80% على التصميم الشرقي المعاصر، فإن الاعتماد على الخامات والألوان ينحصر بنسبة 20%، أمّا إذا كانت الخامات والألوان طاغية بنسبة 70% على العمل التصميمي، فإن الخامات والألوان تحلّ في هذه الحالة، بنسبة 30%.
3. لكلّ تصميم جذور تاريخيّة، لذا لا بدّ من التمعن في هذه الأخيرة عند الدمج بين الطرازين المعاصر والشرقي. في هذا السياق، يقول مقبول إن "البعض يقع في خطأ دمج أساليب فنّية متعدّدة الخامات والأشكال والألوان في الصالة عينها، من دون دراية، الأمر الذي يجنح إلى الفوضى، ويجعل المكان، بجدرانه وسقفه وأرضياته يكتظّ بالأعمال المنفّذة بالحجر والخشب والرخام والمعدن والزجاج، بالإضافة إلى الأقواس والزخارف، مع الإفراط في توظيف الألوان! بذا، يفقد الفراغ المعماري هويته المعاصرة، ويبدو غير مريح.
4. لا بدّ من الاطلاع على أنواع التصاميم الشرقيّة التي تختلف باختلاف الجغرافيا، مع اختيار أحدها ليطغى على الفراغ المعماري. في هذا الإطار، يشرح مقبول أن "الزخارف والنقوش والخامات الخاصّة بالتصاميم في دول الخليج يحملها كلّ من الطين والخشب"، ويضيف أنّه "في المغرب خصوصاً، وشمال أفريقيا عموماً، تختلف الأشكال والخامات المنضوية تحت الهوية الشرقية المعاصرة في الديكور الداخلي، وتتمثّل في السراميك المزخرف والألوان الزاهية". ويلفت إلى أن التفاوت في التصاميم ينطبق على تلك المتأتية من الشام وشمال الجزيرة العربية.
___
- الصور من شركة "ادزون" للتصميم المعماري والداخلي.