تُعرَف صلاة التراويح بأنّها قيام الليل في شهر رمضان، وتُصلّى مَثنى مَثنى؛ أي ركعتَين ركعتَين، يقول الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد لسيدتي: كُلّ نافلة تُصلّى بعد العشاء تُسمّى قيام ليل، إلّا أنّ العُرف جرى بين الناس على تسميتها في رمضان بصلاة التراويح، ويُسَنّ أداؤها جماعة في المسجد، وقد ذهب العُلماء إلى سُنّية صلاة التراويح؛ لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (عليكم بقيامِ الليلِ؛ فإنَّه دَأْبُ الصالحينَ قبلَكم، وهو قُرْبةٌ إلى ربِّكم، ومَكْفَرةٌ للسِّيِّئاتِ، ومَنْهاةٌ عن الإثمِ)،
عدد ركعات صلاة قيام الليل في رمضان لا تنحصر صلاة قيام الليل، وصلاة التراويح بعدد مُعيّن من الركعات؛ لأنّ النصّ جاء من عند الله -تعالى- بصيغة المُطلَق؛ بقوله: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً)،
-أفضل أوقات قيام الليل في رمضان تجوز صلاة الليل في أيّ وقت من أوقاته؛ سواءً كان في أوّله، أو أوسطه، أو آخره؛ أمّا أفضل أوقاتها فيكون في الثُّلث الأخير من الليل؛ لأنّ نفحات الله -عزّ وجلّ- تنزل إلى السماء الدُّنيا فيه، فيستشعر العبد رحمة الله -تعالى ويكون أقرب إلى إجابة الدُّعاء.
-الفرق بين صلاة القيام والتراويح
الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام تُعدُّ صلاةُ التراويح قيامٌ للّيل، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَاناً واحْتِسَاباً، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، حيثُ إن المقصود من القيام؛ هو القيام في الصلاة، وقيامُ رمضان هو صلاةُ التّراويح، فالجُمهور يُسمّون قيام رمضان بالتراويح.
-عدد ركعات صلاة قيام الليل في رمضان
إن صلاة قيام الليل وكذلك التراويح لا تنحصر في عدد ركعات معين، ودليل ذلك من القرآن الكريم: بقوله: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً)، لم يحدد الله لها رقماً معيناً، ولا يجوز حصرها برقم معين، وأما ما روته عائشة رضي الله عنها من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر من إحدى عشرة ركعة، فيحمل غالب عدد ركعات صلاته، حيث ورد أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يصلي بغير عدد الركعات الإحدى عشرة، وذلك في قولها: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ مِن ذلكَ بخَمْسٍ).
-أعمال يُستحَبّ أداؤها في صلاة قيام الليل في رمضان
• النية في القلب قبل النوم، ودليل ذلك حديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (من أتى فراشَهُ وَهوَ ينوي أن يقومَ فيصلِّيَ منَ اللَّيلِ فغلبتْهُ عينُهُ حتَّى يصبحَ كتبَ لَهُ ما نوى وَكانَ نومُهُ صدقةً عليْهِ من ربِّهِ).
• النوم على وضوء وأن يكون وقت النوم مبكراً؛ كي لا يستيقظ متكاسلاً.
• الزيادة من مدة الركوع والسجود عن الصلوات الأخرى التي يصليها أثناء النهار.
• أن يبتدئ بركعتين خفيفتين، لما رواه أبو هريرة عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ).
• أن يستريح بين كل أربع ركعات.
• الإلحاح بالدعاء إلى الله تبارك وتعالى، لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (في اللَّيلِ ساعةٌ لا يوافِقُها رجلٌ مسلمٌ يسأَلُ اللهَ خيراً مِن الدُّنيا والآخرةِ إلَّا أعطاه إيَّاه).
-ما يُكرَه في صلاة قيام الليل في رمضان
وإن كانت صلاة الليل سنة مستحبة، إلا أنه يجدر التنويه إلى كراهة الصلاة طوال الليل، حيث نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – أحد الصحابة عن قيام الليل كله، وهديه إلى القيام والنوم، وقد ورد عن عائشة – رضي الله عنها – أنها لم تر النبي – صلى الله عليه وسلم – طوال الليل يصلي القيام.
-فضل قيام الليل في رمضان
• قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ).
• قوله تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً).
• قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (من قامَ رمضانَ إيماناً واحتساباً غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ).
• قال -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ حسبَ لَه قيامُ ليلةٍ).
-ماذا يقرأ في صلاة قيام الليل في رمضان
يقرأ العبد في صلاته ما يشاء ويدعو الله تعالى ما يشاء، وفيما يأتي بيان كيفية صلاة قيام الليل بالتفصيل الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم: عن عبدِاللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه: ((أنَّه باتَ عند ميمونةَ أمِّ المؤمنينَ رَضِيَ اللهُ عَنْها، وهي خالتُه، قال: فاضطجعتُ على عُرضِ الوسادةِ، واضطجع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأهلُه في طولِها، فنامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى انتصَف اللَّيلُ، أو قَبْله بقليلٍ، أو بَعدَه بقليلٍ، ثم استيقظَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجَلَس، فمَسحَ النومَ عن وجهِه بيدِه، ثم قرأَ العشرَ آياتٍ خواتيمَ سورةِ آل عمران، ثم قامَ إلى شَنٍّ مُعلَّقة، فتوضَّأ منها فأحسنَ وُضوءَه، ثم قامَ يُصلِّي. قال عبدُاللهِ بنُ عبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهما: فقمتُ، فصنعتُ مثلَ ما صنَع، ثم ذهبتُ فقُمتُ إلى جَنبه، فوضَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه اليُمنى على رأسي، وأخَذَ بأُذني اليُمنى يَفتِلُها بيدِه، فصلَّى رَكعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم أَوْتَرَ، ثم اضطجع حتَّى جاءَه المؤذِّنُ، فقام فصلَّى ركعتينِ خفيفتينِ، ثم خرَج فصلَّى الصُّبحَ)).
-دعاء صلاة قيام الليل في رمضان
اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معـصيتك، ومن طاعـتك ما تبلّـغـُـنا به جنتَـك، ومن اليقـين ما تُهـّون به عـلينا مصائبَ الدنيا، ومتـّعـنا اللهم بأسماعِـنا وأبصارِنا وقـواتـِنا ما أبقـيتنا، واجعـلهُ الوارثَ منـّا، واجعـل ثأرنا على من ظلمنا وانصُرنا على من عادانا، ولا تجعـل مصيبـتَـنا في ديـننا، ولا تجعـل الدنيا أكبرَ هـمِنا ولا مبلغَ علمِنا ولا إلى النار مصيرنا، واجعـل الجنة هي دارنا ولا تُسلط عـلينا بذنوبـِنا من لا يخافـك فينا ولا يرحمـنا يا رب العالمين، اللـهم أصلح لنا ديـنـَنا الذي هـو عـصمةُ أمرِنا، وأصلح لنا دنيانا التي فـيها معـاشُنا، وأصلح لنا آخرتـَنا التي إليها معـادنا، واجعـل الحياة زيادةً لنا في كل خير، واجعـل الموتَ راحةً لنا من كلِ شر،
اللهم إنا نسألك حب الخيرات، وتركَ المنكرات، وحبَ المساكين، وأن تغـفـر لنا وترحمنا وتتوب علينا، إذا أردت بقـومٍ فـتنةً فـتوَفـنا غـير مفـتونين، ونسألك حبَـك، وحبَ مَن يُحـبـُـك، وحب عـملٍ يقـربنا اٍلى حـبـِك، يا رب العــالمـين.