يعدّ الفِطْر عمداً في نهار رمضان كبيرة من كبائر الذنوب، يوجب التوبة والاستغفار والقضاء، حيث يحرُم على المسلم ذلك دون عذرٍ شرعيٍّ يُبيح الإفطار، فمن استوفى شروط التّكليف الشرعي، من إسلامٍ، وبلوغٍ، وعقلٍ، كان الصيام فريضةً واجبةً عليه، ولا يحلّ له الفِطْر إلّا لعذرٍ شرعيٍّ.
ومنه، أجاب الموقع الرسمي للشيخ ابن باز، رحمه الله، مفتي عام المملكة العربية السعودية السابق ورئيس هيئة كبار العلماء في البلاد، على استفسار ورده بهذا الشأن، وجاء الجواب، كما يلي: "عليك بالتوبة إلى الله والندم وقضاء الأيام التي أفطرتها، وليس عليك سوى ذلك".
قضاء الفِطْر من رمضان سابق
واستدرك الموقع بالقول: "لكن إذا كانت من رمضان سابق ولم تقضها إلى الآن فعليك مع ذلك الإطعام عن كل يوم "إطعام مسكين"، نصف صاع من التمر أو غيره من قوت البلد، زيادة على القضاء، مع التوبة إلى الله، هذا هو الواجب عليك؛ لأن الإفطار من دون عذر أمر منكر محرم.
قضاء الإفطار بجماع
وأضاف الموقع" "هذا إذا كان إفطارك دون جماع، أما إذا كان بعضه بجماع فعليك الكفارة، عليك قضاء اليوم والتوبة والكفارة، كفارة الوطء في رمضان وهي عتق رقبة مؤمنة فإن عجزت تصوم شهرين متتابعين، فإن لم تستطع فتطعم ستين مسكيناً".
رأي الشيخ صالح المغامسي في الفِطْر نهار رمضان
وفي معرض حديث تلفزيوني للشيخ صالح المغامسي إمام وخطيب مسجد قباء "أول مسجد في الإسلام" سابقاً، قال في حالة الإفطار عمداً: "مثل هذا العمل لا يتصور أن يقدم عليه مسلم يرجو ما عند الله من ثواب، ويخشى ما عند الله من العقاب، فالله أمر المسلمين بتعبده بصوم رمضان دون غيره من الشهور".
واستشهد بقول الإمام الذهبي رحمه الله: وعند المسلمين مقرر أن من أفطر يوماً من رمضان عمداً من غير عذر فإنه شر من الزاني ومدمن الخمر، بل قال ويظنون به الزندقة.
وأضاف الشيخ المغامسي: فالطريق الأول لمثل هذا إذا وقع التوبة النصوح إلى الله، لأنه أتى كبيرة من أعظم كبائر الذنوب، ويلزمه التوبة إلى الله التي يكسوها عظيم الندم على ما كان منه، وأنه فرط في جنب الله، وأنه لم يرعَ للشهر حرمة وما قدر الله حق قدره بقيامه متعمداً أن يفطر في رمضان.
تابعي المزيد: تعرف على أشهر ما يردده المسلم قبل أذان المغرب في رمضان
من يسمح له بالإفطار برمضان
ونوّه إلى أن الله عزّ وجلّ أعذر المسافر وأعذر المريض، وأعذر كذلك من في حكمهما من المرأة الحامل والمرضع، لافتاً إلى أنه لم يشرع جلّ وعلا للمرأة حال حيضها أن تصوم، وسوى ذلك لابد للمسلم إذا بلغ ذكراً كان أم أنثى أن يصوم.
حكم الإفطار
وأشار إلى أنه يلزم الإفطار عمداً التوبة والقضاء، مشيراً إلى قوله صلى الله عليه وسلم: "من أفطر في رمضان متعمداً لا يقبل الله منه صوم وإن صام الدهر كله".
واختتم الشيخ المغامسي بقوله: "لابد أن نعظم شعائر الله وأوامره ونواهيه ونخشاه عزّ وجلّ في السر والعلن".
يمكنكم متابعة أخر الأخبار عبر "تويتر سيدتي".