للسمك قيمة غذائية كبيرة، ولهذا يعتبر من الأطعمة الأساسيّة في العديد من الحضارات. ويعد استهلاك الأطفال للأسماك ضروري للصحة بشكلٍ عام، ونموّ الجهاز العصبي؛ والذي يبدأ لدى الرضيع منذ بداية مرحلة الحمل، ويستمر طوال فترة الطفولة وحتى المراهقة، ومن أجل هذا يسمح أطباء الأطفال بإطعام الطفل بعض أنواع الأسماك المطبوخة جيداً في عمر أربعة إلى ستة أشهر. للتعرف على فائدة الأسماك للرضع والأطفال وحتى البالغين تلتقي "سيدتي وطفلك" بالدكتورة نهاد مصيلحي أستاذة التغذية، ومعاً نتابع هذا التقرير.
محتوى السمك من العناصر الغذائية
محتوى السمك من العناصر الغذائية كبير
الأسماك قليلةً بالدهون المشبعة وغنيّةً بالبروتين، كما يحتوي لحمها على العديد من فيتامينات "ب"، وأسماكُ كالسلمون، والماكريل غنيّةً بالحمض الدهنيّ الأساسيّ الأوميغا-3؛ الذي يعزز من مستويات الطاقة في الدماغ.
والأطفال يحتاجون إلى هذا الحمض الدهني مع بداية فترة الحمل؛ لدوره في نمو وصحة الدماغ، وحتى طوال الحياة.. كما أن العديد من الأسماك تحتوي على مستويات عالية من فيتامين د، والكالسيوم، وبعض المُغذيّات التي يحتاجها الجسم بكميّاتٍ قليلة؛ كالسيلين يوم، واليود.
استهلاك الأطفال في عمر المدرسة للأسماك يحسن النوم والقدرة المعرفية لديهم، كما أن تناول السمك قد يقلل خطر الإصابة بالربو لدى الأطفال.
الاستهلاك المنتظم للأسماك بواقع مرتين شهرياً في مرحلة الطفولة من سنة إلى 12سنة ، يقلل من خطر الإصابة بالحساسية، وكذلك الأمراض المرتبطة بها كالتهاب الأنف والتهاب الجلد.
الكميات الموصى بها
يجب أن يتناول الأطفال حصصاً صغيرةً من مختلف الأسماك والمأكولات البحرية، بواقع مرة إلى مرتيّن في الأسبوع، ويختلف حجم هذه الحصص تِبعاً لعمر الطفل.
يرتبط استهلاك السمك ببعض المحاذير والأضرار مثل: خطر ارتفاع مستوى الزئبق: إذ إنَّ بعض الأسماك تحتوي على مستويات عالية من ميثيل الزئبق؛ وهو معدن قد يكون ضارّاً لنموّ الدماغ، والجهاز العصبيّ لدى الطفل عند وجوده بجرعاتٍ عالية.
لذا توصي بتجنّب إطعام الطفل سمك القرش، وسمك السيف، والماكريل الملكي، وسمك التلفيش؛ وهي أسماك مفترسة كبيرة تحتوي على أعلى مستويات من الزئبق.
وتناول أنواع الأسماك القليلة بالزئبق، مثل؛ التونة المعلبة، والسلمون، والقدّ، وغيرها من الأنواع قليلة التلوث بالزئبق، كما يجب التأكد من طهي السمك جيداً لقتل البكتيريا والفيروسات، التي تُنقل بواسطة الغذاء، كالموجودة في الأسماك النيئة أو غير المطبوخة جيداً.
حساسية السمك.. قد تصيب هذه الحساسية بعض الأطفال، ولكنها تؤثر في البالغين بشكل أكبر، وغالباً ما تتطوّر حساسيّة الأسماك في بداية مرحلة الطفولة وتستمر في مرحلة المدرسة، مقارنةً بحساسية الحليب أو البيض.
وتتشابه أعراض حساسية الأسماك مع أعراض الأنواع الأخرى لحساسيّة الغذاء، وتحدث غالباً خلال حوالي ساعة من تناوله، وتتمثل الأعراض في: حكة الجسم، التهاب الأنف التحسسي.وكذلك سيلان الأنف، الصداع، وصعوبة التنفس، الربو، عسر الهضم وآلام المعدة، التجشؤ، أو الانتفاخ، أو الغازات، الإسهال، الغثيان، أو التقيؤ.
متى يأكل الطفل السمك؟
مثل الأطعمة الصلبة يمكنك إدخالها للطفل من 6 أشهر، وبعض الأطفال قد يأكلونه من 4 أشهر، لكن بعد التأكد من أن الطفل لا يعاني من حساسية الأسماك، وحال وجود حساسية فعليكِ الانتظار حتى يبلغ 8 أشهر لتقللي خطر الإصابة بالحساسية.
الزئبق أكبر مصدر يقلق أي أم، ولكن التونة مفيدة لصحة الرضيع، لهذا يمكن إطعام الطفل التونة ولكن بكميات مناسبة، ولكن بعد التأكد من نوعية التونة المعلبة ونوع السمكة المستخدمة ونسبة الزئبق فيها.
ويبدأ الرضيع تناولها عند بلوغه 6 أشهر، وبعد التحقق إذا كانت الوجبة الصغيرة تسبب أي ردود فعل تحسسيه أم لا، فإن لم يظهر أي أعراض يمكن للأم إطعام طفلها التونة أكثر من مرة.
السمك مفيد ومغذي لكل من يأكله، وفي مختلف المراحل العمرية؛ لأنه مصدر قوي للبروتين، غني بأوميجا 3 لنمو دماغ الطفل، كما يحافظ لحم السمك على صحة القلب، ويساعد على تطوير العيون والحفاظ عليها بصحة جيدة، وتعد مصدر ممتاز للفيتامينات.
يبدو أن مخاوف الأمهات كثيرة من حساسية الأسماك، ولكنها قد تكون حساسية تجاه أحد الأنواع من الأسماك فقط، بل وقد يتحسس الطفل من رائحة السمك أو الأبخرة المتصاعدة عند قليه.
تظهر بعض الأعراض عند التحسس مثل: صعوبة التنفس، والسعال وضيق في الحلق وقيء، وبحة في الصوت.. وهنا يجب على الأم أن توقف تناول السمك لطفلها، وأن تكون حذرة عند تقديم أي صنف طعام يحتوي على السمك في مكوناته.
فوائد الأسماك الدهنية للطفل وكميتها
السمك يقلل من أعراض الربو..وتؤخذ الكمية وفقا للعمر
يقلل السمك من أعراض الربو عند الطفل.
تناول السلمون والسردين مرتين أسبوعياً يمكن أن يحد من مرض الربو.
الأسماك الدهنية تلعب دوراً في نمو وتطور الأنسجة العصبية، ما يعزز الذكاء لدى الطفل.
تلعب الأحماض الدهنية دوراً في إنتاج هرمون الميلاتونين، الذي ينظم نوم الطفل.
كما أن الأسماك الغنية بالأحماض الدهنية تساعد على حماية الأطفال من السلوك العدواني.
