رمضان المعظم هو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر العتق والرحمة والغفران، شهر الصدقات والإحسان، شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، شهر تجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات، ويجود الله فيه على عباده بأنواع الكرامات.
يقول الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد لسيدتي: صوم رمضان من أركان الإسلام الخمسة التي فرضها الله على المسلمين كافة، لذا فمن أدرك الشهر، وكان سليماً غير مريض، أو مُقيماً غير مسافرٍ، أصبح الصوم عليه واجباً شرعيّاً، إمّا أداءً وإمّا قضاء.
فضل شهر رمضان
قد لا يدرك بعضنا فضل هذا الشهر الكريم نستعرض فضل شهر رمضان:
-فضل أول ليلة في صيام رمضان
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ كل ليلة: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة".
- تفتح فيه أبواب الجنة
فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "هذا شهر رمضان جاءكم تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتسلسل فيه الشياطين".
-تغلق أبواب النار وتصفد الشياطين
قال الإمام النووي رحمه الله: وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين"، فقال القاضي عياض رحمه الله: يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته وأن تفتيح أبواب الجنة وتغليق أبواب جهنم وتصفيد الشياطين علامة لدخول الشهر وتعظيم لحرمته ويكون التصفيد ليمتنعوا من إيذاء المؤمنين والتهويش عليهم.
قال: ويحتمل أن يكون المراد المجاز ويكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو، وأن الشياطين يقل إغواؤهم وإيذاؤهم ليصيروا كالمصفدين ويكون تصفيدهم عن أشياء دون أشياء ولناس دون ناس.
- صيام رمضان يكفر الذنوب
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول "الصلواتُ الخمسُ، والجمعةُ إلى الجمعةِ، ورمضانُ إلى رمضانَ، مكفِّراتُ ما بينهنَّ إذا اجتَنَبَتْ الكبائر".
وقال الإمام المناوي رحمه الله: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان"، أي صلاة الجمعة منتهية إلى الجمعة وصوم رمضان منتهياً إلى صوم رمضان (مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) شرط وجزاء دل عليه ما قبله ومعناه أن الذنوب كلها تغفر إلا الكبائر، فلا تغفر. إن الذنوب تغفر ما لم تكن كبيرة فإن كانت لا تغفر صغائره.
- ثواب العمرة في رمضان مضاعف
عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عُمرة في رمضان تعدل حَجَّةً".
-نزول القرآن الكريم في رمضان
من أهم فضائل رمضان وخصائصه نزول القرآن الكريم، لقوله تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ".
-ليلة القدر خير من ألف شهر
قال عز وجل في كتابه الكريم: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر".
وقال الإمام القرطبي رحمه الله إن قول الله تعالى: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر"، بين فضلها وعظمها، وفضيلة الزمان إنما تكون بكثرة ما يقع فيه من الفضائل، وفي تلك الليلة يقسم الخير الكثير الذي لا يوجد مثله في ألف شهر واللّه أعلم.
- صلاة التراويح
أجمع المسلمون على سنية قيام ليالي رمضان، وقد ذكر النووي أن المراد بقيام رمضان صلاة التراويح يعني أنه يحصل المقصود من القيام بصلاة التراويح.
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
-اعتكاف العشر الأواخر
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده.
-شهر الجود ومدارسة القرآن
عن ابن عباس قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة».
فضائل شهر رمضان عند أهل البيت
خص أهل البيت لشهر رمضان اهتماماً كبيراً في أحاديثهم وبينوا منزلته العظيمة للمسلمين؛ كونه شهر نزول القرآن الكريم والمغفرة للعباد والعتق من النار.
ومن بين فضائل شهر رمضان عند أهل البيت ما يلي:
- خصال شهر رمضان
روى أحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أعطيت أمتي في رمضان خمس خصال لم تعطها أمة قبلها: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، وتصفد فيه مردة الجن فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويزين الله كل يوم جنته فيقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك، ويغفر لهم في آخر ليلة قيل: أهي ليلة القدر؟ قال: لا، ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله".
- شهر المغفرة
جعل الله عز وجل صيام وقيام رمضان إيماناً واحتساباً سبباً لمغفرة الذنوب، كما ثبت في «الصحيحين» من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وفيهما، أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم: من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.
- شهر العتق من النار
لرمضان فضائل عديدة من أهمها أنه شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «إن لله (عز وجل) عند كل فطر عتقاء» (رواه أحمد)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «إنَّ لله عتقاءَ في كلِّ يوم وليلة، لكلِّ عبد منهم دعوةٌ مستجابة» (رواه أحمد)، وفي سنن البيهقي عن ابن مسعود (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «لله (تعالى) عند كل فطر من شهر رمضان كلَّ ليلة - عتقاءُ من النار ستون ألفاً، فإذا كان يومُ الفطر أَعتَقَ مثل ما أعتق في جميع الشهر ثلاثين مرة ستين ألفًا».