ليلة القدر هي ليلة ليست ككل الليالي، وهي درة العشر الاواخر من رمضان، خَصَّها الله تعالى بفضل عظيم، وأعلى قَدْرَهَا، لما فيها من أجر عظيم وهي ليلة خير من ألف شهر فهي ليلة الدعاء والمغفرة، وليلة العفو والرحمة، وليلة الخير والبركة، وقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نتحرّاها وأن نجتهد فى العبادة في العشر الأواخر لعلّنا نصادفنا فنكون أصبنا خير الدنيا والآخرة... سيدتي التقت بالشيخ عبد العزيز الرشيدي امام وخطيب بالاوقاف المصرية ليحدثنا عن صلاة ليلة القدر وعدد ركعاتها في السياق التالي...
• ليلة خير من ألف شهر
يقول الشيخ الكريم لسيدتي: ليلة القدر من أفضل الليالي التي يحب العبد التقرب فيها إلى الله عز وجل وطلب العفو والرحمة والمغفرة، فهي من نفحات الله، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا) وليلة القدر أحد أهم تلك النفحات فهي ليلة نزول القرآن وليلة يتقبل الله فيها من عباده المستغفرين وتكون العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر .
تابعي المزيد: مفاتيح الفوز بليلة القدر
• عدد ركعات صلاة ليلة القدر
يقول الشيخ عبد العزيز: اختلف العلماء في عدد ركعات صلاة ليلة القدر، فلا يوجد عدد معين أو محدد لركعاتها ولكن ما تم ذكره عن الصحابة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي صلاة ليلة القدر إحدى عشر ركعة، وذلك بدليل ما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت (ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يزيدُ في رمضانَ ولا في غيرِه ، على إحدَى عشرةَ ركعةً). لكن قال العلماء أنه من يحب أن يقوم بزيادة عدد الركعات يقوم بذلك، حيث كان الصحابة رضوان الله عليهم يقوموا بصلاتها بعشرين ركعة.
من المستحبِّ إطالةُ الصلاة وكثرة القراءة خلالها، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل بأداء ركعتين منفردتين بتشهُّدٍ وسلام، ويُستحبّ للمسلم أنّ يصلي إحدى عشرة ركعةً، أو ثلاث عشرة ركعةً اقتداءً بنبيه المصطفى؛ فقد ورد أن صفة صلاته كانت "مثنى" ثمّ يصلّي الوتر، وبعد ذلك يستريح قليلًا إلى حضور المؤذن لصلاة الفجر، فيصلّي ركعتين قبل الفجر. وعن عائشة رضي الله عنها عندما سئلت، كيفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في رَمَضَانَ؟ قالَتْ (ما كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ، وَلَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا، فَقالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ، فَقالَ: يا عَائِشَةُ إنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ، وَلَا يَنَامُ قَلْبِي) ، لكنّ الصحابة رضوان الله عليه، مثل؛ أبي بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وعمر بن الخطاب، كانوا يصلّون ليلة القدر عشرين ركعة.
وأما عدد ركعات صلاة الوتر فاختلفت الأقوال فيها، والأرجح أنها ركعة واحدة بعد إحدى عشر ركعة، أو ثلاث ركعات تصحُّ صلاتُها متصلةً أو منفصلة، وتكون رَكْعَتَيْ شفع تلحقها ركعةُ وتر، ولكن ينويها المصلي قبل صلاته.
ويؤكد الشيخ أن هناك أقوال أخرى تقول أن الوتر يكون بخمس أو سبع ركعات تكون بتشهُّدٍ واحد أو تسع ركعات صلاتها بالجلوس للتشهّد بعد إتمام ثماني ركعاتٍ ثمّ أداء الركعة التاسعة، وإنهاؤها بتشهّدٍ وتسليم
• دعوة للاجتهاد في العبادة والطاعة بليلة القدر
بالنهاية يقول الشيخ لسيدتي : إن الله قد من علينا بهذه الليلة المباركة لذلك ادعوكي سيدتي للاجتهاد بالدعاء والصلاة والعبادة في هذه الايام المباركة فمن أدرك ليلة القدر فقد فاز فوزا عظيما ومن دعا في هذه الليلة فالدعاء مستجاب ، ومن طلب من الله الرزق والتوفيق فطلبه إن شاء الله مجاب، فاجتهدوا في طاعاتكم وجاهدوا بعياداتكم واصبروا على الطاعة وثابروا لتنالوا رضا الله ومغفرته وسعادة في الدنيا والآخرة وفقكم الله.
تابعي المزيد: صلاة قيام الليل
