يحرص المسلمون في العشر الأواخر من شهر رمضان على التماس ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، فكما وعد الله عزَّ وجلَّ، ففيها تتبدّل الأقدار وتغفر الذنوب، لقوله تعالى: "إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ (1) وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ (2) لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ (3) تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ (4) سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ (5)" سورة القدر: الآية1-5.
أفضل دعاء
لذا نجد كثيراً من المسلمين يبحثون عن أدعية ليلة القدر، التي تنتشر على شبكة الإنترنت بشكل كبير، إلا أن هناك دعاء ثابت لليلة القدر، حثَّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، على ترديده في هذه الليلة المباركة، فقد ورد عَن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: "قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي" أخرجه الترمذي وصححه، والنسائي وابن ماجه وأحمد، وصححه الحاكم.
غفر الذنوب
وصح عن رسول الله ﷺ أنه قال: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" متفق على صحته. وقيامها يكون بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن وغير ذلك من وجوه الخير، وذلك بحسب موقع الإمام عبد العزيز بن باز مفتي المملكة العربية السعودية السابق.
في العشر الأواخر
وقد أخبر النبي ﷺ أنها في العشر الأواخر من رمضان، وفقاً لموقع ابن باز، وأن أوتار العشر أرجى من غيرها، فقال عليه الصلاة والسلام: التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، التمسوها في كل وتر.
ليلة متنقلة
وبحسب موقع ابن باز، فقد دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله ﷺ: أن هذه الليلة متنقلة في العشر، وليست في ليلة معينة منها دائماً، مستدركاً بقول السيدة عائشة رضي الله عنها، كان النبي ﷺ: يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها. وقالت: كان إذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وجد وشدَّ المئزر وكان يعتكف فيها عليه الصلاة والسلام غالباً، وقد قال الله: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ" سورة الأحزاب: الآية 31.
تابعي المزيد: أفضل أدعية العشر الأواخر من رمضان
ليلة وترية
من جانبه، حثَّ الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء السعودية وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، من خلال موقعه الرسمي، المسلمين في ليالي العشر الأواخر على العبادة، وأن يجتهدوا طلباً لليلة القدر، بالصلاة والدعاء والاستغفار والأعمال الصالحة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فِي ثَلاَثٍ أَوْ فِي سَبْعٍ يَبْقَيْنَ أَوْ فِي تِسْعٍ يَبْقَيْنَ".
حكمة إخفائها
وأكد الشيخ الفوزان أن حكمة إخفائها هو أن يجتهد المسلمون في العبادة في جميع الليالي العشر، كما أخفيت ساعة الإجابة من يوم الجمعة ليجتهد المسلم في جميع اليوم.
يمكنكم متابعة أخبار الأخبار عبر"تويتر" سيدتي".