بعضنا يمارس هوايته دون أن يتذكّر كيف اكتشف هذه الهواية أو تعلمها، بعضنا يتأثر بأشخاص قريبين ويتقمص هواياتهم، لكن على الجانب الآخر هناك كثيرون لا يجدون الطريقة المناسبة للبحث عن الهوايات واكتشاف الهواية المناسبة للشخصية، تقول الدكتورة هبة علي خبيرة التنمية البشرية لسيدتي: أفضل ما يمكن أن تفعله لكي تحدد هوايتك المفضلة والتي تناسبك هو أن تفكر بأكثر شيء قد يحفزك ويشد انتباهك وأن تركز على تلك المحاور.
*محاور تكشف هواياتك
- تحديد الأعمال المفضلة سواء التي يتم إنجازها بالأيدي أو من خلال المهارة الذهنية.
-التوجه في الميول للقيام بالأعمال داخل البيت أو خارجه. تحديد أي الجوانب الأكثر رغبة إما الفنية أو الميكانيكية.
-تحديد مدى الرغبة في العمل بشكل فردي أم في جماعات صغيرة.
-تصنيف الهواية إن كانت من النوعية الحركية أم من النوع الذي يتطلب الجلوس وقلة الحركة.
-عمل تقييم ذاتي إن كان من الأشخاص المنفتحين للغير أم انطوائي.
*نصائح لاكتشاف الهواية والتعرف إلى الهوايات الملائمة.
-تعرَّف إلى فوائد الهوايات:
الخطوة التي لا بد من القيام بها في رحلة اكتشاف الهواية الشخصية هي معرفة فوائد الهوايات وأهمية الهواية في حياتنا؛ فمعرفة فوائد الهوايات ستجعلنا أكثر رغبة في البحث عن هواية مناسبة وأكثر التزاماً بممارسة هذه الهواية بشكل منتظم.
ومن الفوائد المهمة للهوايات الشخصية أنها تعتبر مساحة خاصة بعيدة عن الضغوطات اليومية ووقتاً مستقطعاً من سباق العمل والعلاقات الأسرية والاجتماعية، وقتاً شخصياً بامتياز من شأنه أن يخفض الضغط والتوتر إلى أدنى مستوياته.
أيضاً تشير الأبحاث أن الهوايات المختلفة تؤثر بشكل إيجابي على الصحة الجسدية والنفسية، وتؤثر على جودة النوم، كما يستمتع الأشخاص الذين يمارسون هواياتهم بشكل منتظم بعلاقات اجتماعية أفضل وأداء مهني واجتماعي جيد.
ببساطة أنت تحتاج لمعرفة الدافع لتتمكن من البحث عن الهواية واكتشاف الهواية الشخصية التي تناسبك، لذلك يجب أن تتعرف أكثر إلى فوائد الهوايات وأهميتها.
-استعد هوايات الطفولة:
كما ذكرنا فإن الأطفال يتميزون بقدرتهم على اكتشاف الهوايات التي تناسبهم لأنهم أكثر حرية وجرأة، ومعظمنا يتذكّر أنه كان شغوفاً بالغناء أو الرسم أو كان يستمتع بشكل كبير بركوب الدراجة الهوائية أو حتى بجمع الأزهار وتجفيفها أو ربما كان يستمتع في طفولته بتركيب البازل والمنمنمات... إلخ، لكنه فقد هذا الشغف أو التعلّق عند انغماسه بدوامة الحياة اليومية وضغوط العمل والتخطيط للمستقبل.
وينصح الخبراء بالعودة إلى مرحلة الطفولة والتفكير بإعادة ممارسة الهوايات والنشاطات التي كانت ممتعة في تلك المرحلة والتي قد تكون ما تزال ممتعة، ربما كنتِ تستمتعين بخياطة الثياب لدميتكِ، وربما كنت تستمتع بجمع الأحجار الجميلة والمميزة من الغابة... إلخ.
-حدد نقاط القوة الخاصة بك لتجد الهواية المناسبة:
وفي سبيل اكتشاف أنواع الهوايات التي تناسب شخصيتك لا بد من استثمار معرفتك لذاتك وميولك العامّة، بعضنا يميل مثلاً إلى الأنشطة الحركية والبدنية أكثر من ميله للأنشطة الفكرية، وبعضنا يفضل ممارسة هوايته في ركن من بيته أكثر من الهوايات التي تحتاج إلى الخروج من المنزل، وقد تناسبك الهوايات الفردية أكثر من الهوايات التي تحتاج إلى أكثر من شخص... إلخ، يجب أن تضع صفاتك الشخصية بعين الاعتبار، ويمكنك الاستعانة بالاختبارات النفسية واختبارات الشخصية المناسبة لاكتشاف الميول والهوايات.
-تجوَّل في الشوارع والمتاجر بحثاً عن هواية:
إذا لم تكن العودة إلى مواهب واهتمامات الطفولة مفيدة؛ عندها عليك أن تتبع واحدة من أفضل الإستراتيجيات للبحث عن الهوايات والاهتمامات، وهي التجوّل في الأسواق والشوارع، النظر إلى واجهات المحلّات واللافتات والإعلانات، تصفح الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي؛ بحثاً عن نشاط يشعرك بالرغبة والشغف لممارسته.
عادةً ما تكون هذه الطريقة فعّالة بدفعك للتجربة، لكن لا تتوقع أن يكون خيارك الأول هو الخيار الصحيح، تابع السطور القادمة لتعرف أهمية الجرأة في اكتشاف الهواية.
-جرّب أكثر من مرة لتكتشف هوايتك:
الجرأة على تجربة الأشياء الجديدة هي القاعدة الذهبية لاكتشاف الهوايات الشخصية المناسبة، وبغض النظر عن الأسلوب الذي ستتبعه للبحث عن الهواية أو عن الطريقة التي ستتبعها لتقييم الهوايات والمفاضلة بينها، في نهاية المطاف لا بد أن ترمي بنفسك إلى التجربة لتتمكن من اكتشاف الهواية المناسبة، جرَّب وكن جريئاً بتجربتك..
-لا تيأس من البحث عن الهواية المناسبة:
من الطبيعي أن تجرّب نشاطاً ما ولا تجد ما تبحث عنه، لكن هذا سيساعدك أكثر على تضييق الخيارات، فإذا جرّبت مثلاً الأعمال التطوعية والخيرية وشعرت أنها ليست من الأنشطة التي تناسبك يجب أن تبحث عن نمط مختلف من الأنشطة، المقصود أن فشل التجربة يعني زيادة احتماليات نجاح التجربة المقبلة.