عنونت
أفنان بديني مشاركتها في أول رالي ملاحي صحراوي مخصص للسيدات بالحلم؛ لأنها حققت خلاله حلم الطفولة بالمشاركة في السباقات في مارس الماضي، ولا سيما في بلدها، فهي قد سعت إلى إثبات أن المرأة قادرة على فعل كل شيء إذا سنحت لها الفرصة لإثبات نفسها.
المشاركة في الرالي
وفي البداية تتحدث عن مدى رغبتها في خوض السباق، وتقول: تشجعت لخوض الرالي لشغفي ورغبتي وطموحي منذ الصغر في أن أشارك في سباق للسيارات، إضافة إلى متابعتي لكثير من الأبطال السعوديين في هذا المجال، مثل يزيد الراجحي ودانية العقيل، ووجدت رالي جميل، وقد استعددت للسباق باختيار الراعي المناسب للفريق، والحمد لله كانت شركة المفتاح لتأجير السيارات خير راعٍ لنا، وبدون أي شروط أو طلبات، ومن ثم اخترت الملاحة المناسبة وشريكة الدرب، فقد اخترت فريقي بناءً على التفاهم والتناغم بيننا، حيث إن التناغم بيننا مهم جداً لإحراز النقاط، وهي صديقتي وزميلتي في العمل فاطمة الشمري، وأشكرها من القلب، وأخيرا السيارة المناسبة والمطابقة لمواصفات وشروط الرالي، وهي إما دفع رباعي مستمر وإما SUV، وكان اختياري هو تويوتا RV4، وكون السباق يعتمد على التخطيط وليس السرعة فقد وضعت خططي بالمناقشة وشرح وفهم كتيب الطريق مع رفيقة الرحلة الملاحة، وتطرقت إلى مهارات القيادة في الصحراء بوجهة نظرها، وهي معرفة نوع الطريق وكيفية التعامل معه كمثال طريق رملي أو صخري، معرفة تغيير الكفر وتنسيمه أو نفخه، وأهم شيء هو معرفة الاتجاهات والملاحة حتى لا يضيع الشخص، وأقدم شكري وفخري واعتزازي بمعلمي ومشجعي وسندي زوجي الغالي عبد الوهاب آل نواب، وإخوتي وأصدقائي الذين دعموني وساعدوني في تحقيق هذا الحلم.
خبرة وثقافات
وعن أهمية الرالي تضيف: له أهمية كبيرة جداً خاصة للفتيات السعوديات؛ لأنه يعطي لهن المجال لإثبات أنفسهن في منافسة تم قصرُها على الرجال لمدة طويلة، وفيه يستطيعون إظهار قدراتهم في القيادة والملاحة، وأسعدني وجود الكثيرات من السعوديات؛ لأن الحدث لهن في المقام الأول، وأسعدني وجود الكثير من الدول الأخرى، ووجود من سبق لهن المشاركة في راليات سابقة؛ لأنه سوف يتسنى لنا كمبتدئات اكتساب الخبرة والمعرفة منهن، وهذا ما قضيت فيه أوقات الراحة خلال ثلاثة أيام بتبادل المعلومات والنصائح، وحتى التعرف على الثقافات الأخرى؛ كون المشاركة تمت من ١٥ دولة، وأتاح الرالي لنا الفرصة بتحقيق حلمنا وخوض مغامرة طالما حلمنا بها، وأنا كلّي استعداد لخوض هذه التجربة التي لن تُنسى والتي تعلمت منها الكثير، وأشعر بالفخر والسعادة كون أول رالي ملاحي للسيدات في الشرق الأوسط سيكون في بلدي، لذلك أشكر عبد اللطيف جميل وعبد الله باخشب على هذا الرالي الجميل من كل النواحي، وتطور السعودية في الرياضة جاء بشكل كبير وملحوظ للنساء، بدءاً من تكوين أول فريق كرة قدم و كرة سلة وإدخال الرياضة في المناهج الدراسية، واليوم الرالي الذي يُعد من أخطر الرياضات، ومن بعده أرغب باستضافة فورملا ١ للسيدات والأولمبياد والسباحة للسيدات، وتوقعت أن تكون المشاركة حماسية كونها الأولى، إلى جانب التشويق والضحك والمتعة، وأكثر ما أثار حماسي للسباق تحقيق حلم طفولتي بالمشاركة في سباق للسيارات، ورؤية جمال وطبيعة السعودية الخلابة خلال الرالي، وزيارتي حائل لأول مرة، وكانت أجمل مرحلة؛ حيث رأينا حفاوة الترحيب والتشجيع من الأهالي ورجال الأمن لدرجة أن بعضهم كانوا يجلسون على حواف المسار حتى يشجعونا ويهتفوا لنا، وبالنسبة للقصيم فليست أول مرة، لكن صُدمت بانخفاض درجة الحرارة إلى ٣ مئوية في المخيم، فكان الجو بارداً جداً، وبالنسبة للرياض فأنا أسكن في الرياض.