نجحت سيارة ذاتية القيادة في تحطيم الرقم القياسي العالمي للسرعة، بعدما تمكنت من السير لمسافة 309.3 كم في الساعة.
وتدعى هذه السيارة، التي طورها فريق بحثي من جامعة بوليتكنيك في ميلانو، «PoliMOVE»، وهي ذاتية القيادة بالكامل، وسارت بشكل مستقيم على مسار مهبط طائرات مكوك الفضاء في مركز كينيدي التابع لوكالة ناسا هذا الأسبوع.
وخلال اختبار القيادة، سجلت سيارة السباق سرعة 309.3 كم في الساعة، محطمة الرقم القياسي السابق البالغ 282.42 كم في الساعة، الذي احتفظت به سيارة روبوراس.
وتم تسجيل الرقم القياسي في مهبط طائرات مكوك الفضاء في مركز ”كيندي“ للفضاء التابع لوكالة الإدارة الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) في قاعدة ”كيب كانافيرال“ للقوات الجوية. في 27 أبريل (نيسان)، وتم الوصول إلى سرعة 192.2 ميل في الساعة بمتوسط يزيد على 0.6 ميل (كيلومتر) في محاولتين متتاليتين في اتجاهين متعاكسين، للقضاء على تأثيرات الرياح.
وفي غضون أيام قليلة، سيحاول الفريق تكرار الإنجاز على حلبة أتلانتا هذه المرة على مضمار سباق، وليس على خط مستقيم.
وقطعت سيارات السباق ذاتية القيادة شوطاً طويلاً في السنوات الأخيرة، لكنها لم تكن دائماً سلسة، ومن المؤكد أن محاولات تطوير السيارات ذاتية القيادة سيستفيد من هذا الإنجاز التاريخي.
وفي هذا الصدد، قال قائد الفريق المطور للسيارة، ويُدعى سيرجيو سافارسي: «كان هذا الاختبار التجريبي مبهجاً، نحن مسرورون بالرقم القياسي العالمي، لكننا متحمسون أيضاً لحقيقة أن هذه البيانات ستكون متاحة للجميع، وستستفيد الصناعة من عملنا».
وتابع «سافارسي»: «كنا ندير سيارة تعمل على الخوارزميات وحدها، حيث الدقة هي الأولوية القصوى، وأي خطأ تنبؤ صغير يمكن أن يؤدي إلى نتيجة مختلفة تماماً».
*تفاصيل السيارة
وتتضمن السيارة 3 مستشعرات Luminar Hydra LiDAR، لتوفير استشعار بعيد المدى بمقدار 360 درجة، مما يتيح استقلالية آمنة بسرعات عالية.
انطلقت سيارة السباق سابقاً إلى المضمار في 7 يناير الماضي خلال تحدي Indy Autonomous في لاس فيجاس، وحصلت على الميدالية الذهبية بعدما سجلت سرعتها 278.4 كم / ساعة.
*محاولات سابقة
وتنافست خلال هذه الفعالية 6 فرق في سباق تجريبي من ثلاث دورات مع المركبات الكهربائية ذاتية القيادة، التي تسير عبر الواقع الافتراضي «ميتافيرس».
ويتنقل هذا النظام في السيارات من خلال عقبات افتراضية، يجب على أطقم العمل تجنبها، لكن السيارة حينها اصطدمت بجسم حقيقي قبل أن تتجاوز خط البداية.
ونتج عن هذه الحادثة، التي شهدت اصطدام مقدمة السيارة بحاجز إسمنتي، تحطم الواجهة الأمامية التي تحتوي على كاميرا ونظام «LIDAR»، وأجهزة الاستشعار التي تحدد اتجاه الحركة.
وغالباً ما تستخدم السيارات ذاتية القيادة مزيجاً من الكاميرات العادية ثنائية الأبعاد، ووحدات «LiDAR» لاستشعار العمق، التي تمهد للتعرف إلى البيئة المحيطة حولها.
ومع ذلك، يستخدم البعض الآخر كاميرات الإضاءة المرئية التي تلتقط صوراً للطرق والشوارع.
ومن هذه المقدمات، يتم تطبيع السيارة على استخدام ثروة من المعلومات وقواعد بيانات ضخمة من مئات الآلاف من المقاطع، التي تتم معالجتها باستخدام الذكاء الاصطناعي، لتحديد الأشخاص والعلامات والمخاطر بدقة.
وفي مسح «LiDAR»، المتعلق بالكشف عن الضوء، وتحديد المدى الذي تستخدمه Waymo، يُرسل ليزر واحد أو أكثر، والذي يرتد إلى الوراء عندما تصطدم بعقبة.
وتفحص هذه المستشعرات المناطق المحيطة باستمرار؛ بحثاً عن المعلومات، وتعمل بمثابة «عيون» للسيارة.
ويعد فريق جامعة ”بوليتكنكو“ الوحيد الذي جرب ذلك، عقب فوزه في لاس فيغاس بالولايات المتحدة في تحدي ”إندي أوتونومس“ في السابع من شهر كانون الثاني/يناير 2022، في منافسة عالمية لسيارات ذاتية القيادة صنعتها فرق تقنية من أبرز الجامعات الكبرى. وخلال الأيام القليلة المقبلة، سيحاول الفريق تكرار إنجازه على حلبة ”أتلانتا“ الأمريكية، لتجربة سيارة ”بوليموف“ في مضمار سباق حقيقي وليس في خط مستقيم.