مصادر التشتيت موجودة حولنا في كل مكان؛ بدءاً من التكنولوجيا الحديثة، إلى التفاعلات مع أصدقائنا وعائلاتنا وزملائنا في العمل، والتي لا يمكننا تجنبها عملياً، ولعلَّ هذا ما يجعل التركيز أمراً في غاية الصعوبة، لاسيما لفترة زمنية طويلة عند القيام بمَهمَّة محددة.
تقول الدكتورة هبة علي، خبيرة التنمية البشرية لـ«سيدتي»: لا يوجد وقت أفضل من الآن لكي تتعلم أفضل الإستراتيجيات، وذلك لمساعدتك في التغلب على المشتتات مباشرة، ومنعها من السيطرة عليك.
* مصادر التشتيت
تُعرَّف مصادر التشتيت على أنَّها الحوافز أو المهمات التي تصرف الانتباه بعيداً عن المهمة الأساسية؛ أي بمعنى أنَّها تشغل انتباهنا عن كل ما نريد القيام به، كالنظر إلى هاتفك في كل مرة يظهر فيها إشعار ما، والدردشة مع الأشخاص الذين يتوقفون عند مكتبك في أثناء العمل، أو التحقق من وسائل التواصل الاجتماعي، أو رسائل البريد الإلكتروني.
عوامل الجذب، عكس التشتيت: فعوامل التشتيت أمر سيئ، ونحن لا نريد هذا، أما عوامل الجذب؛ أي فعل ما يدفعنا نحو ما نريده حقاً، وهي إجراء تنخرط فيه انخراطاً كاملاً بهدف متابعة ما تريد أن تفعله.
* طرق استعادة السيطرة والابتعاد عن التشتت
- التخفيف من الإجهاد القائم على اليقظة الذهنية
أصبح تدريب التخفيف من الإجهاد القائم على اليقظة الذهنية الكاملة، طريقة معترفاً بها لمساعدة الأشخاص على تعلم تجنب المشتتات، وزيادة اهتمامهم بالمهمة التي أمامهم.
ويمكن أن يساعد أيضاً في تحسين الذاكرة، وزيادة الحافزية، والاستقلالية.. وعادة ما تتضمن برامج التخفيف من الإجهاد القائم على اليقظة الذهنية الكاملة، تمارين التنفس والإطالة والوعي.
- التأمل
يهدف التأمل إلى زيادة إدراك اللحظة الحالية، وقد تبين أن ممارسة التأمل المنتظمة تعمل في الواقع على تغير الدماغ بطريقة جيدة.
وأظهرت إحدى الدراسات، أن منطقة الدماغ المكرسة لتنظيم العواطف، كانت أكبر بكثير لدى المتأملين.. بعبارة أخرى، يمكن للتأمل أن يساعد على البقاء أكثر إيجابية وتركيزاً.
السمات المميزة للحركة الواعية، أو ما تقوم به في رياضة اليوغا، كالتنفس المنظم، والحركة المُتحكم فيها والتركيز الذهني، تجعله يبدو الترياق المثالي للضغط العصبي والتفكير المشوّش.
ووجدت العديد من الدراسات، أنه بعد بدء برنامج لتعلم اليوغا، يشعر الأشخاص بضغط عصبي أقل، ويصبحون أكثر تركيزاً وتفاؤلاً.
مجموعة من النصائح التي يجب اتباعها عندما نواجه مشتتاً مغرياً:
- حدد الشعور أو الفكرة وراء دافعك:
عندما تجد نفسك راغباً في الاستسلام للمشتتات، توقف وتعرَّف على المحفز الداخلي.. كيف تشعر؟ هل تشعر بالقلق أم الإرهاق، أم تشعر بأنَّك غير مستعد للمَهمَّة التي تقوم بها؟
- دوّن مشاعرك:
ينصح بريكر باستخدام سجل، وتدوين كل ما تفعله جنباً إلى جنب مع الشعور الذي يصاحب ذلك؛ حيث يساعدك القيام بهذا على ربط سلوكياتك بمحفزاتك الداخلية، وملاحظة الأفكار والمشاعر التي تسبق سلوكيات معينة، وإدارتها على نحوٍ أفضل.
- كن فضولياً واستشِفْ مشاعرك وأحاسيسك:
ينصح بريكر بامتلاك الفضول تجاه المشاعر، ويوصي بطريقة "الأوراق على مجرى مائي"، والتي تعني تخيل نفسك بجوار مجرى مائي تطفو فوقه الأوراق برفق، وأنَّك تضع كل فكرة وشعور سلبي على ورقة وتراقبها وهي تبتعد.