يخضع المراهق للكثير من التغيرات الجسمية والفسيولوجية والنفسية أثناء فترة المراهقة؛ مما يؤدي إلى تغيرات في المزاج.. مضطربة ومعقدة؛ مما يجعله في حالة من القلق؛ فيظهر في سلوكيات وردود أفعال غير عادية ومتطرفة، وقد أثبتت الدراسات أن 25،1 بالمائة من المراهقين، الذين تتراوح أعمارهم بين 12-18 عاماً، يعانون من القلق، من هنا كانت أهمية البحث عن أسباب القلق وعلاماته وكيفية اكتشافها، وطرق للعلاج.. اللقاء والدكتورة فاطمة الشناوي، أستاذة طب النفس والمستشارة الاجتماعية.
ما هو القلق؟
- القلق هو الشعور بالتوتر الذي ينشأ بسبب مخاوف أو قلق من مواقف مجهولة.
- والقلق إلى مستوًى معين، أمرٌ طبيعي، ويمكن أن يكون محفِّزاً على إكمال العمل والدراسة في المدرسة، أو أداءٍ أفضلَ في الرياضة.
- ولكن إذا كان القلق يعوق سير العمل في المدرسة وفي العلاقات؛ فيجب عندئذٍ الاهتمام بعناية، والبحث عن العلاج المناسب.
- حيث يمكن أن يؤدي القلق لدى المراهقين إلى ضعف الأداء الأكاديمي، وتجنب التجارب الاجتماعية.
- ولا بد من إدراك أن مشاعر القلق تختلف من شخص لآخر، وكذلك السلوك الناتج بناءً على نوعية القلق.
أنواع القلق المختلفة عند المراهقين
- الخوف من المواقف الاجتماعية، مثل: مواجهة مجموعة من الناس في حفلة أو تجمع، أو بسبب التخوف من حدوث موقف محرج في الأماكن العامة.
- قلق يرتبط بمشاكل يومية، مثل: الصحة أو رفاهية الأسرة.. وبالتالي يجدون صعوبةً في التوقف عن هذا القلق.. المتجدد.
- قلق يتطور إلى حالة من الرهاب المحدد.. يرتبط بمواقف وعناصر مثل: الارتفاع والنار، أو أشياء أخرى تذكرهم بشيء من الماضي.
- قلق وخوف كبير من بعض الحيوانات، مثل: الثعابين أو العناكب أو السحالي أو الكلاب، وما إلى ذلك.
- قلق واضطراب وخوف من مواجهة المواقف العصيبة؛ مما يؤدي إلى فقدان السيطرة ونوباتٍ من الهلع.
- اضطراب الهلع.. حيث تتسارع نبضات القلب، بالإضافة إلى الارتعاش والشعور بالدوخة وضيق التنفس؛ مما يؤدي إلى فقدان السيطرة، بسبب مواجهة غير متوقعة وجهاً لوجه مع حيوان خائف أو تجربة مروّعة.
- رهاب الخلاء.. والذي يحدث بالأماكن التي يصعب الهروب منها، أو ركوب الأفعوانية في المنتزه، وفكرة الخوف نفسها تجعل الشخص يتجنب هذه الأماكن.
- قلق الانفصال كذلك يسبب الكثير من القلق للطفل والشاب على السواء، وتظهر الحالة عندما لا يرغب المراهق في الانفصال عن: الأم أو الأب أو المدرس.
تعرّفي إلى المزيد: من المسؤول عن غرور الطفل.. الثقة بالنفس أم تربية الآباء؟
أسباب القلق عند المراهقين
- هي كثيرة ومتعددة، أولها الأحداث المتغيرة للحياة، وتطور شخصية المراهقين، وكذلك الأشخاص الذين يقابلونهم.
- إضافة إلى المنافسة بين الأكاديميين، وتوقعات الآباء العالية تجاه أبنائهم؛ مما يسبب ضغطاً وتوتراً وقلقاً لأداء الأفضل.
- وهل ننسى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي.. وخاصة هؤلاء الذين يرتبطون بنشاط ما، ويرسلون المنشورات على هذه المنصات.
- قراءة أو سماع المواقف المخيفة والقصص الإخبارية عن الجريمة والكوارث الطبيعية؛ مما يصيب المراهق بالقلق والإحباط، والخوف من تكرار الموقف معهم.
- الاكتئاب هو السبب الأكثر شيوعاً للقلق؛ حيث يؤثر على التعلم، ويسبب تدني احترام الذات، والشعور بالإهمال.. والصدمة العاطفية خير نموذج.
- شباب يواجهون القلق بسبب العيش في بيئة غير صحية -من قبل- حيث كانوا يواجهون فيها الإساءة الجسمية والعقلية، والإهمال الجسدي والعاطفي وهم صغار.
- قلق بسبب حالة البلوغ وتغيّر الهرمونات.. فيشعر المراهق بعدم الرضا عن شكل جسمه، وخاصة الفتيات، وقلق اجتماعي من مقابلة الغرباء.
- رفض أسلوب الوالدين والضغوط التي يمارسونها عليهم.. تسبب للمراهق قلقاً مستمراً ومتكرراً؛ نظراً لرغبة المراهق في تجربة الشيء الجديد، وعدم تقبله النقد والاعتراض.
- كذلك هناك ما يعرف بتطور دماغ للمراهق، بما يتماشى مع نضجهم العاطفي ونموهم العقلي.
أعراض القلق عند المراهقين
- قد لا يكتشف الآباء علامات القلق لدى المراهقين على الفور، رغم أن القلق قد يستمر معهم لأسابيع أو شهور، ولكن تمكن مراقبتهم عن قرب؛ بحثاً عن أية تغيرات أو أعراض سلوكية مختلفة وغريبة، وعن طريقها تكتشفون أيها الآباء الكثير.
الأعراض العاطفية والسلوكية
- قد يصبحون قلقين ومضطربين ومتوترين.
- حساسون للنقد أو غير مرتاحين للغاية في المواقف والجلسات الاجتماعية.
- قلقون جداً بشأن أي موقف جديد، ويتوقعون دائماً حدوث الأسوأ.
- يتجنبون المواقف الجديدة والصعبة.
- يميلون إلى عزل أنفسهم، أو الابتعاد عن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
- يجدون صعوبة في التخلص من الأفكار الوسواسية.
تعرّفي إلى المزيد: علامات الطفل المبدع
الأعراض الجسمية
- عضلات مؤلمة أو متوترة.. حث على التبول بشكل متكرر.. مشاكل في النوم.
- قد يكون لديهم ألم في الصدر، وتسارع بضربات القلب، والصداع، والتعرق.
- آلام في المعدة، وجفاف بالفم، وآلام في البطن.
الأعراض العقلية
- مشكلة في التركيز على شيء ما.. يتشتت بسهولة.
- النسيان.. مع صعوبة في إنجاز مهمة ما، وخاصة الواجب المدرسي.
- إذا لم تكن قادراً على اكتشاف الأعراض؛ فيمكنك التفكير في الحصول على رأي متخصص للحصول على تشخيص دقيق.
علاج القلق عند المراهقين
- اتباع أسلوب حياة صحي، يشمل قسطاً كافياً من النوم والتغذية السليمة والأنشطة البدنية.
- التعامل مع القضايا المسببة للقلق، من خلال مواجهتها بطرق مختلفة.
- تقليل التوتر، من خلال الاسترخاء والتأمل.
- استخدام منصات الإنترنت لمناقشة المشكلات مع المراهقين الآخرين، أو حتى البالغين الذين يعانون من القلق.
- تنفيذ إستراتيجيات إدارة الوقت؛ لمواكبة ضغط الدراسة أو الامتحانات.
- يمكن أن يساعد قضاء الوقت مع الحيوانات الأليفة، وخاصة الكلاب في المنزل، في تقليل أعراض القلق.
علاج قلق المراهقين في المنزل
- نصائح للأب.. أفضل طريقة لمساعدة المراهق الذي يعاني من القلق، هي البدء بنصائح الرعاية المنزلية.
- حاول أن تفهم الخوف الذي يعانون منه، ادعمهم في إيجاد طرق للتعامل مع الموقف، وأظهر اهتمامك بهم.
- شجعهم على فعل الأشياء التي يخشونها، لكن لا تجبرهم أبداً.
- قدم مساعدتك عندما يشعرون بالقلق حيال شيء ما.
- امدحهم عندما يفعلون شيئاً يستحق المدح.. من دون مبالغة.
- استخدم مصطلحات إيجابية مثل: "شجاع" و"قوي"؛ لمساعدتهم على التغلب على مخاوفهم.
تعرّفي إلى المزيد: اضطرابات الأكل عند المراهقين.. أنواعها وعلاماتها وأسبابها