تجربة جديدة خاضها الفنان حسن الرداد في شهر رمضان لهذا العام، تختلف تماماً عن تجاربه السابقة، وذلك من خلال مسلسل «بابلو» الذي قدّم من خلاله شخصية تعدّ مفاجِئةً بالمقارنة بنوعية الشخصيات التي اعتاد الرداد تقديمها في أعماله التلفزيونية في السنوات الماضية، وقد كان هذا الاختلاف سبباً رئيساً في تفاعل الجمهور مع العمل، ومع الصدى الجيّد الذي حققه في السباق الرمضاني، والذي شهد منافسة قوية جداً بين الأعمال التي عرضت خلاله. عن أهم ما جذبه في مسلسل «بابلو»، ورأيه في استقبال الجمهور له، والعديد من الأقاويل التي أثيرت حول هذا المسلسل، وأعماله القادمة، وموضوعات أخرى عديدة، كان لنا مع حسن الرداد هذا الحوار:
القاهرة | خيري الكمار Khairi Al Kamar
ما أكثر ما حمّسك لمسلسل «بابلو» وجعلك تختاره لتخوض من خلاله سباق دراما رمضان لهذا العام؟
أول شيء هو السيناريو بالتأكيد، فقد انجذبت وتحمست لهذا العمل للسيناريو الرائع الذي كتبه المؤلف حسان دهشان، والذي كتب عملاً متميزاً جداً في جميع تفاصيله، سواء في الفكرة، أو التناول، أو الشخصيات، أو الأجواء، أو تطور الأحداث وتصاعدها وإيقاعها. وأنا أحب أي عمل يقدم الحارة المصرية بتفاصيلها، وما تتميز به شخصياتها من جدعنة وشهامة وصلابة. والمسلسل في الوقت نفسه، يتناول مع عالم الحارة المصرية عالماً آخر مختلفاً تماماً عنها في كل التفاصيل.
لقد جذبتني شخصية بابلو جداً؛ لأنها تتضمن تركيبة درامية ثرية في كل تفاصيلها، وتجعل الممثل دائماً يفكر في كل أبعادها، ولماذا الشخصية اسمها «بابلو»، وما علاقة هذا الاسم بـ «بابلو إسكوبار»، الذي كان أهم تاجر مخدرات في العالم والذي كان مطارداً من الشرطة. وعلى الرغم من ذلك كان له جانب آخر في شخصيته يتعلق بأعماله الإنسانية، التي جعلت الكثيرين يتعاطفون معه، ومدى تأثر شخصية «بابلو» في المسلسل بشخصية «بابلو إسكوبار».
تابعي المزيد: الفنانة مي سليم: الانتقام بعيد عن شخصيتي ولم أتعرض للخيانة
تفاصيل الشخصية
ما أصعب ما واجهته أثناء استعدادك لتجسيد هذه الشخصية؟
لا أعدّها صعوبات، ولكن عند تجسيدي لأي شخصية جديدة في أي عمل فني أبدأ أولاً بالتفكير والبحث للوصول إلى كل تفاصيل الشخصية، على مستوى الشكل، وطريقة الكلام، واللزمات إذا كانت الشخصية تحتاج إلى وجود مثل هذا الأمر. وشخصية «بابلو» بطبيعتها، وتكوينها، كان يجب أن تكون لها لزمات. ولهذا، بحثت مع المؤلف والمخرج لفترة عن أفضل هذه اللزمات، حتى توصلنا إليها. وكان لها صدى جيد مع الجمهور، حيث أصبح يرددها إلى الآن.
ما أصعب مشاهد تضمنها المسلسل من وجهة نظرك؟
مشاهد الأكشن التي كانت تتضمن أعداداً ضخمة من المشاركين؛ لأن هذا كان يتطلب تحضيراً طويلاً لها، ودقة كبيرة في تنفيذها، فأي خطأ كان يقع أثناء التصوير يجعلنا نعيد تصويره مرة أخرى، وهذا الأمر كان يحمل العديد من الصعوبات.
تابعي المزيد: الفنان مهند بن هذيل: أهتمُّ كثيراً بترك بصمةٍ لا تُنسى
الاعتراض الوحيد
ما صحة ما أثير حول أن الرقابة اعترضت على تفاصيل ومشاهد عديدة كان يتضمنها المسلسل، وأنها حُذِفَت أثناء عرض الحلقات؟
لم تعترض الرقابة على أي تفاصيل رئيسة يتضمنها المسلسل، وإنما الاعتراض الوحيد كان على بعض المشاهد التي تتضمن ظهور أسلحة بيضاء، وتم حذف هذه المشاهد، وعدا ذلك، لم يكن هناك أي اعتراض على أي مشاهد أخرى في المسلسل.
ما رأيك حول ما أثير عن وجود تشابه كبير بين مسلسل «بابلو» ومسلسل «اللي ملوش كبير» الذي عُرِضَ رمضان الماضي؟
دائماً ما يثار هذا الكلام حول العديد من المسلسلات والأفلام، وأنا لم أشاهد مسلسل «اللي ملوش كبير» حتى أستطيع أن أقول لك سبب إثارة هذا الكلام، ولكن قد يكون هناك تشابه في الأفكار والتيمات بين العديد من الأعمال، وهذا وارد، ويحدث كثيراً جداً، ولكن كيفية تناول هذه الأفكار هو الذي يجعل كل عمل مختلفاً عن غيره، وهناك ما يميزه، حتى وإن كانت التيمة التي يتناولها سبق أن تم تقديمها، ولدينا في تاريخنا السينمائي والتلفزيوني كمّ ضخم من الأعمال التي اعتمدت على تيمة واحدة، ولكن تم تقديمها في كل عمل بشكل مختلف، وهذا الأمر سيظل يحدث.
هل حقيقي أنك لا تتابع ولا تهتم بردود فعل الجمهور حول أعمالك على «السوشيال ميديا»؟
لا أتأثر بها؛ لاقتناعي أن عالم «السوشيال ميديا» غير حقيقي، ولا يعبر بالفعل عن الجمهور الحقيقي، وتتدخل فيه أشياء تزيف الواقع تماماً، ولا تعكس ردود فعل الجمهور الحقيقية تجاه أي عمل فني، أو آراءهم تجاه أي شيء، ولهذا أنا أفضل وأحرص على معرفة آراء الجمهور الحقيقي - أي الجمهور الموجود على أرض الواقع في الشارع - وأعدّ إعجابهم بأي عمل أقدمه هو النجاح الحقيقي. أما النجاح على «السوشيال ميديا» فهو نجاح مزيف.
تابعي المزيد: الفنانة حصة البلوشي: الشهرة السريعة أصبحت مرتبطة بمواقع التواصل الاجتماعي
التنوع مطلوب ومهم
صرحت مؤخراً بأنك لا تفضّل اللعب في المضمون، فماذا كنت تقصد بهذه الجملة؟
كنت أقصد أنني لا أفضّل تكرار تقديم نوعية أعمال أو شخصيات سبق أن قدمتها ونجحت من خلالها، بل أحب أن أقدم نوعية أعمال وشخصيات مختلفة، حتى وإن كان هذا يحمل مغامرة؛ لأن المغامرة في الفن مطلوبة، والتنوع مطلوب ومهم جداً لأي فنان، وأنا طوال الوقت أحرص على هذا التنوع، وسعيد جداً أنني في السنوات الأخيرة قدمت أفلاماً ومسلسلات عدة مختلفة تماماً في نوعيتها، وشكلها، والأدوار التي جسدتها من خلالها. وأتمنى أن أظلّ طوال الوقت قادراً على هذا التنوع، وعلى مفاجأة الجمهور في كل عمل أقدمه.
ما أكثر نوعية من الأعمال نجحت فيها مع الجمهور من وجهة نظرك؟
أرى، والحمد لله، أنني حققت نجاحاً جيداً مع الجمهور في كل الأشكال التي قدمتها في أعمالي، سواء كانت أعمالاً اجتماعية، أو رومانسية، أو كوميدية، أو أكشن، وهذا ما يحمسني أكثر لمواصلة هذا التنوع في أعمالي القادمة.
لكن من الواضح أنك تركز الآن أكثر على الأكشن، والدليل مسلسل «بابلو»، وفيلمك القادم «تحت تهديد السلاح»، والفيلم الجديد الذي تستعد لتصويره؟
لم أكن أخطط لهذا الأمر، ولكنه حدث بالمصادفة، وأؤكد أن كل عمل من هذه الأعمال مختلف تماماً عن الآخر، حتى وإن كان يعتمد على الأكشن. ولكن الأكشن في فيلمي القادم «تحت تهديد السلاح» للمؤلف الرائع أيمن بهجت قمر، والمخرج محمد حماقي مخرج مسلسل «بابلو»، سيكون مختلفاً تماماً عن أكشن مسلسل «بابلو»، بل سيكون مختلفاً عن الأكشن في أي عمل فني قدم من قبل. وأنا متشوق جداً لطرح هذا الفيلم خلال الفترة القادمة؛ لأنه مختلف عن كل ما قدمته من قبل، وأجسد من خلاله شخصية جديدة في كل شيء. والفيلم إثارة وتشويق وأكشن، ويتضمن مفاجآت عديدة في كل تفاصيله. أما الفيلم الجديد الذي أستعد للبدء في تصويره خلال الفترة القادمة فسيكون أكشن كوميدي؛ أي أن الأكشن فيه سيكون مختلفاً عن «بابلو» و«تحت تهديد السلاح».
تابعي المزيد: الممثل محمد حاتم: 10 حلقات كافية لعمل مسلسل جيد
أحب المسرح جداً
ما سبب حماسك لتقديم مسرحيتيْ «في نص الليل» و«كازانوفا» اللتين عرضتهما في السعودية خلال الفترة الماضية؟
لأنني أحب المسرح جداً، وكنت متشوقاً للمشاركة في أعمال مسرحية إذا توافرت العوامل التي تسمح بتقديم عروض مسرحية ناجحة، ونظراً إلى ما تشهده المملكة العربية السعودية حالياً من تطور كبير، خاصة في مجال المسرح، وتوفير كل الإمكانات لتقديم مسرحيات خلال مواسم تشهد إقبالاً جماهيرياً ضخماً، عُرِضَت عليّ المشاركة في مسرحية «في نص الليل»، التي حققت نجاحاً كبيراً وتفاعلاً ضخماً مع الجمهور السعودي، وهذا أسعدني جداً، وحمسني لإعادة التجربة وتقديم مسرحية «كازانوفا»، وأحب أن أواصل المشاركة في أعمال مسرحية أخرى إذا سمحت الظروف بذلك؛ لأنني في الحقيقية استمتعت جداً بهذه التجربة.
تابعي المزيد: حسن الرداد ينعي سمير صبري ويروي قصة تعارفهما الأول