نشر الغسيل
أمام بحثي عن طرق إنقاص الوزن، قرأت معلومة علمية مهمة؛ وهي أن صعود ونزول الدرج لمدة خمس دقائق يومياً يعادل ممارسة رياضة المشي لمدة ساعة، ومن يومها وأنا أهوى صعود السلم المؤدي لسطح البيت، حيث حبال الغسيل، وكنت في السابق أطلب من ابنتيّ نشر الغسيل بدلاً مني، وخصصت دوراً بالتناوب بينهما. ولكن بعد سماعي خبر السلالم تغيّر الأمر، وبدأت أطلب من أحد أبنائي حمل «سلة الغسيل» حتى سطح البيت؛ لأتبعه وأنشر الغسيل.
وعندما زاد حماسي بعد بضعة أيام، جمعت الغسيل في السلة المخصصة وهو شبه جاف، وحملتها وصعدت الدرج، وبدأت أنشر الغسيل وحدي، بل إنني قررت ترك نصفه دون نشر، ونزلت للأسفل؛ لأنهي بعض الأعمال، ثم صعدت الدرج ثانية وأكملت النشر، وتعمدت ترك السلة الفارغة فوق السطح، ونزلت الدرج وتصنّعت أمام نظرات أولادي الدهشة؛ بأني نسيتها وصعدت للمرة الثالثة.
رحلة السلالم
في الحقيقة إنني أحبذ تهوية الغسيل فوق السطح، رغم أنه يكون شبه جاف؛ لأن رائحة الملابس حين تتشبع بضوء الشمس تكون محببة بالنسبة لي، وأشعر بأن الألوان تزداد بهاءً، وكانت أمي تحثني على نشر الملابس تحت أشعة الشمس؛ بقولها إنها تقتل البكتيريا التي لا نراها، والتي تسبب رائحة كريهة للملابس؛ في حال احتفظنا بها لمدة طويلة في الخزانة.
وأعود لعدّ مرات صعودي ونزولي للدرج في يوم الغسيل، وعندما أتأكد أنه قد جفّ تماماً أصعد وأجمع الملابس المنشورة على حبل واحد، ثم أنزل الدرج وأتلكأ ببعض الأعمال؛ لأعود ثانية وأجمع الملابس المنشورة على الحبل الثاني، وهكذا مع الحبل الثالث، حيث إن ابني الأكبر قد قام بربط ثلاثة حبال طويلة وقوية بين أركان السطح الأربعة، وعلى ارتفاع عال يتطلب مني رفع قامتي قليلاً؛ حتى أصل إليها.
أما حين يطلب أحد أبنائي قطعة ملابس متعجلاً؛ مثل أن تسألني ابنتي: ماما هل جف مريول المدرسة؟ مع العلم أن لديها «مريولين»، ولكنها تفضّل أحدهما على الآخر، حيث يكون حسب قولها مُجسماً ومضبوطاً على قوامها، «مثل القالب»، فأرد عليها وبسرعة: «هيني طالعة أشوفه نشف ولا لأ...».
وأمام دهشة ابنتي أصعد الدرج مسرعة وأنا أحلم بأن هذه الطلعات والنزلات قد تساعدني على إنقاص وزني، وأقدم لها «المريول» لاهثة، ثم أتذكر فجأة وأصرخ أمام أولادي وأنا أضرب جبهتي بكفي:
آآآآآآآآآآآخ.. نسيت فردة جورب فوق السطح... هيني طالعة أنزلها...!
ترى هل سينقص وزني؟!
سأبحث حتماً عن طرق أخرى؛ لأعود رشيقة أثناء أدائي أعمال البيت... حتما سأجد!
المزيد:
شابات يمارسن الرياضة للتقارب الثقافي في ألمانيا
"التونسيــة" فاطمة المليح تتحول لرجل وتترك كرة القدم
ماريا كونسيكاو.. 7 سباقات في 7 قارات خلال 7 أسابيع
8 نصائح لرشاقة الأمّهات بعد الـ50
أطول سلسلة بشرية قارئة تحيط بالقدس لدخول غينيس