من أصول لبنانية، ولدت المصمّمة رينوا ياسين في إفريقيا، وهي تدرك جيداً أهمّية التمازج بين الثقافتين. وقولها «ليس للثقافات حواجز» له صدى في التزامها بجعل التراث الثقافي في صميم علامتها. نشأت في ساحل العاج، وشعرت خلال تواجدها هناك بتفهّم المجتمع لمهمّتها في العمل مع الأقمشة المستدامة. في المقابلة الآتية، نتعرّف أكثر إلى هذه المصمّمة الناشئة التي رسمت لنفسها بصمة خاصة في عالم الأزياء.
كيف هي بدايتك في عالم الموضة؟
بدأت بالتدريب في معهد Mode Estah في باريس في عام 2009، ثم عملت مع مصمّمين لبضع سنوات قبل أن أقرّر في عام 2018، أن أسرد قصّتي الخاصة، بعد أن صمّمت على بناء علامتي التجارية الغنية والجريئة في الأسلوب. تمّ إطلاق RĒNWA YASSĪN في عام 2019، هدفها إنشاء خزانة ملابس معترف بها بقصّاتها المبتكرة، منفّذة باستخدام أقمشة مستدامة، تصاميمها مستوحاة من ثقافات متعدّدة.
ما هو جوهر علامتك؟
RĒNWA تقدّم خطّ ملابس مستوحى من السفر، ومن ثقافات الشعوب المختلفة، ومن عناصر الطبيعة. كما تتبنّى العلامة دلالات تمزج ما بين الملابس الأصيلة والفنّ العصري، تذكّر بالجذور، وبالثقافتين اللبنانية والأفريقية.
كيف تصفين مشهد الموضة في العالم العربي؟
مشهد الموضة في العالم العربي ملهم للغاية، وهو قطاع يتيح دائمًا مساحة ليبرز فيها المصمّمون الصاعدون.
تابعي المزيد: المصمّم أمجد خليل:أدمج في أزياء الهوت كوتور بين الكلاسيكية والعصرية
زيادة الوعي
أدخلينا في تفاصيل مجموعتك الأخيرة.
كان هدفي في مجموعتي الجديدة، زيادة الوعي بخطر البلاستيك، وتأثيره السلبي على المحيط الذي يؤدّي إلى تفاقم مشاكل التغيّر المناخي والتلوّث وانقراض الأنواع الحياتية.
تنشقّ هذه المجموعة من خلال رغبتي في التعبير والتحرّك نحو التغيير والحرية. ينعكس هذا في تصميماتي، في القطع الخالية من القسوة، والمصنوعة من خامتي الرافيا Raffia والبلاستيك القابل لإعادة التدوير.
هل تعبّر تصاميمك عن التزامك بمبادئ الإستدامة هذه؟
نحن ملتزمون بأن نكون شركة أزياء مسؤولة مع وضع التصميم البيئي في الاعتبار. نرى الاستدامة كرحلة مستمرّة، ونهدف إلى تضمين المزيد والمزيد من القطع المستدامة في مجموعاتنا القادمة.
ما هي الأٌقمشة المفضّلة لديك للعمل بها؟
أنا أحبّ العمل مع الأقمشة الطبيعية، وخلق شيء ما، وإعطاء الحياة للأقمشة التي لا ينظر إليها أحد.
مزيج من الإثنين
هل تفضلين الأسلوب الكلاسيكي أو العصري؟ ولماذا؟
كلاهما، أحب القطع الخالدة والعصرية، بعض اتجاهاتي المفضّلة تعود إلى عشرينيات القرن الماضي، وهو الوقت الذي كان بإمكانك فيه رؤية تصميم أنيق وخطوط بسيطة. ينعكس هذا في تصاميمي الخاصة، على الرغم من أنّني أضفت بعض العناصر المبتكرة، مع وضع الاتجاهات الحالية في الاعتبار.
من أين تستوحين مجموعاتك بالعادة؟
أعتقد كمصمّمة أنه من المهمّ أن تجدي الإلهام مما هو حولك. أحيانًا يكون الإلهام مكانًا معيّناً. وفي أحيان أخرى يكون مشاهدتي لقطعة فنّية، أو يكون مجرّد شعور أبدأ منه، ثمّ أرى إلى أين يذهب بي في رحلتي مع التصميم.
تابعي المزيد: المصممة نهج آل سيف لـ "سيدتي": "كورونا" أثّر بي إيجاباً.. وسأتجه للعبايات
حنين لبلدي لبنان
هل تلهمك جذورك اللبنانية؟
لن يتركني لبنان أبدًا، فأنا دائمًا أشعر بالحنين إلى هذا البلد الصغير الجميل الذي هو ملكي. فأنا أستلهم دائمًا من الفنانين اللبنانيين، وينعكس ذلك على الحمض النووي لعلامتي التجارية.
هل تستوحين من السفر؟
أحبّ السفر واكتشاف ثقافات جديدة. أنا بطبعي حساسة للغاية، وأحبّ أن أراقب وأن أستلهم من كلّ ما يحيط بي. عندما تسافرين، تختبرين الكثير لأول مرة، وتخزّنين في ذاكرتك العديد من التفاصيل.. هكذا دون أي جهد.
ما هو كتابك المفضل؟
كتاب «النبي» لجبران خليل جبران، هو كتاب صغير نسبياً، ولكنّه يحمل رسالة سلام عظيمة.
تفضيلات
من هي أيقونتك في عالم الموضة؟
لن أقول إن لديّ أيقونة معيّنة، لكن إذا كان عليّ أن أختار واحدة، فستكون بالتأكيد الليدي ديانا. ثقتها بنفسها، وطبيعتها الواقعية، يجعلان منها سيدة مبدعة، وليس في اختيارها خزانة ملابسها فقط. كانت حقا أنيقة بشكل لا يصدق.
من هو مصمّمك المفضل؟
في هذا الشأن، لن أقول إن لديّ مصمّم مفضّل. فأنا أراقب المجموعات الموسمية، وابتكارات الموضة كافة. لذا أفضل أن أقول إن لديّ اتجاهات موضة مفضّلة.
من هي امرأة RĒNWA؟
أنا أصمّم لامرأة عصرية تتمّتع بالروح الحيوية وبالعديد من النعم؛ هي لا تأخذ الأمور على محمل الجدّ. امرأة تحبّ التفاصيل والجمال حتى في عيوبها.
كيف تعكسين ذوق المرأة العربية من خلال تصاميمك؟
أنا أعشق أناقة المرأة العربية، فهي كلاسيكية وتملك في الوقت نفسه لمسة عصرية. تذكرني بوالدتي عندما كنت ما زلت صغيرة، وأشاهدها تستعدّ للخروج. هي تفاصيل صغيرة صبغت جذوري، وتنعكس اليوم في تصاميمي.
تابعي المزيد: المصمّمة سارا العنقري: شغف الطفولة وتشجيع الوالدة سر نجاحي.. وشهادة إيلي صعب دفعتني للإبداع
الرفق بالحيوان
أنت من دعاة الرفق بالحيوان، كيف تسعين لذلك من خلال مهنتك؟
في مجموعاتنا، لا نستخدم أبدًا الفراء أو الجلود أو زغب الأنغورا أو الريش، حتى مع ضمان جودتها وطول عمر القطع. فنحن نفضل استخدام مواد طبيعية مثل القطن والصوف والجلود النباتية، التي يتم الحصول عليها من موارد صديقة للبيئة نستورّدها من شركة Coronet. هذا علماً أنّ الجلد النباتي نستخدمه لصنع غالبية حقائبنا، وفي العديد من الملابس التي تتضمّنها كل مجموعة.
طرق التسويق
هل تعتمدين على وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لعلامتك؟
أعتقد أن وسائل التواصل الاجتماعي تفيد الشركات بعدة طرق. وأهم شيء هو إجراؤنا حواراً مع العملاء، كي نتمكّن من التواصل مباشرة معهم. كما أنّ هذا يساعدنا أيضًا في الترويج لتصميماتنا، وبناء الثقة الضرورية لتأمين استمرارية التعاون بين الفريقين، أي العلامة والعملاء.
كيف هي علاقتك مع شركائك؟
تتعامل RĒNWA مع العديد من الشركاء، من تجار التجزئة المشهورين عالميًا إلى أصغر المصنّعين والمورّدين، وهي تخصّهم جميعاً بالقدر نفسه من الإحترام. فنحن متحمّسون لبناء علاقات قوية ودائمة مع المصنّعين والمورّدين الذين يعاملون عمّالهم بإنصاف. كما نزور بانتظام مصانعنا في أوروبا والمملكة المتحدة للتأكد من أنّ ممارسات العمل وجودة التصنيع الخاصة بهم ترقى إلى معاييرنا.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
نحن نخطط لإطلاق مجموعة ريزورت 2023 الجديدة في غضون بضعة أشهر، وسوف تكون مستوحاة من رحلة إلى قلب السافانا، نابضة بألوان غنية، وأنماط جديدة، وقطع يدوية جميلة. لا أطيق الانتظار لمشاركتها مع الجميع!
تابعي المزيد: المصممة أميرة القاسم لـ "سيدتي": أزياء الدمى أوصلتني إلى الاحتراف.. والفخامة والاحتشام هوية تصاميمي