يوافق الخامس من يونيو من كل عام الاحتفال بيوم البيئة العالمي، وستشارك دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم العالم احتفاله باليوم العالمي للبيئة، والذي يقام هذا العام تحت شعار "لا نملك سوى أرض واحدة"، ويدعو إلى إحداث تغييرات تحويلية في السياسات والاختيارات لتمكين العيش في وئام مع الطبيعة بصورة أنظف وأكثر مراعاة للبيئة وأكثر استدامة.
الإمارات تتصدى للأكياس البلاستيكية
وبحسب وكالة أنباء الإمارات "وام" فإنّ هذه المناسبة تتزامن مع اتخاذ الإمارات خطوات متقدمة في التصدي لظاهرة الاستهلاك المفرط للأكياس البلاستيكية في الحياة اليومية لأفراد المجتمع والحد من آثارها الضارة على البيئة وسائر الكائنات الحية، حيث بدأت إمارة أبوظبي منذ بداية شهر يونيو الجاري تطبيق حظر استخدام الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد من منافذ البيع بالتجزئة، واستبدالها بخيارات متعددة صديقة للبيئة ومستدامة وقابلة للاستخدام لأكثر من مرة.
أما إمارة دبي فستبدأ اعتبارًا من أول يوليو المقبل فرض التعرفة على استخدام أكياس البضائع ذات الاستخدام الواحد في جميع المتاجر كمرحلة أولى، من بينها محال بيع التجزئة ومحال الأقمشة والإلكترونيات والمطاعم والصيدليات وطلبات التوصيل وطلبات التجارة الإلكترونية، فيما تواصل بقية إمارات الدولة مبادراتها وإجراءاتها التي تهدف إلى خفض استهلاك الأكياس البلاستيكية في كافة مجالات الحياة اليومية.
تحقيق الحياد المناخي
يذكر أنّ دولة الإمارات لديها تجربة استثنائية من ناحية الحفاظ على النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية مع التقليل إلى أدنى حد من التأثيرات التي تخلفها أنظمتها الإيكولوجية والبيئية، وفي هذا المجال تبرز مجموعة من الاستراتيجيات والمبادرات التي اتخذتها الدولة مثل "مبادرة الإمارات الاستراتيجية للسعي لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050"، والخطة الوطنية للتغير المناخي 2017-2050، واعتماد سياسة الاقتصاد الدائري 2021 – 2031 وتشكيل مجلس الإمارات للاقتصاد الدائري، فضلًا عن المؤشرات التي اعتمدتها الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 بهدف ضمان التنمية المستدامة للبيئة وزيادة كفاءة الموارد دون التأثير على البيئة سلبيًّا.
الاقتصاد الأخضر
وجاء اهتمام الإمارات بالاقتصاد الأخضر انطلاقًا من إدراكها لأهمية التنمية المستدامة، التي تركز على البيئة والمناخ وتحفظ الموارد وتحسّن حياة الإنسان، لذلك أصبح العمل من أجل المناخ واستراتيجيات تقليل الانبعاثات الكربونية جزءًا لا يتجزأ من نموذج التنمية الإماراتي الذي يستهدف تحقيق الإدارة المستدامة للاقتصاد والاستخدام الفعال للموارد الطبيعية والبيئية، وتعزيز الاقتصاد الدائري وأنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامين التي تقلل الإجهاد البيئي، وتشجيع القطاع الخاص على التحول للذكاء الاصطناعي والتقنيات الأخرى للثورة الصناعية الرابعة.
الطاقة النظيفة
كما بدأت الإمارات بالتوجه نحو قطاع الطاقة النظيفة قبل أكثر من خمسة عشر عامًا، وتحتضن حاليًّا ثلاثًا من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم وأقلها تكلفة، وتعد الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط تشغل محطة طاقة نووية عديمة الانبعاثات الكربونية، وأول دولة في المنطقة تقوم ببناء منشأة صناعية لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، وأيضًا تعمل الإمارات على تعزيز الاستثمارات في مصادر الطاقة المبتكرة مثل الهيدروجين النظيف، حيث أطلقت الدولة أول مشروع صناعي للهيدروجين الأخضر في المنطقة بشهر مايو 2021، كما عملت على زيادة إنتاج الهيدروجين الأزرق بهدف تنويع مزيج الطاقة، واعتمدت كذلك حلول التقاط الكربون المستندة إلى الطبيعة، إذ تعتزم الدولة زراعة 100 مليون شجرة مانغروف بحلول عام 2030.
الحد من الانبعاثات الكربونية
يشار إلى أنّ الإمارات تعمل على استكشاف حلول الحد من الانبعاثات الكربونية للقطاع الزراعي، ومن أجل ذلك ضخّت الإمارات استثمارات كبيرة في التكنولوجيا الزراعية، وهي تبرز حاليًّا كدولة رائدة في هذا المجال، ما يعزز الأمن الغذائي والمائي للبلاد ويساعد على تحقيق القيمة الاقتصادية من خلال الصناعات الجديدة.
وعلى المستوى الدولي أطلقت الإمارات مبادرة "الابتكار الزراعي للمناخ"، وهي مبادرة عالمية كبرى تقودها الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة أكثر من 35 دولة، كما تستعد الدولة لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 في عام 2023، والذي يعد أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي، بمشاركة قادة وزعماء العالم.
تجدر الإشارة إلى أنّ الإمارات تعد مشاركًا فاعلًا بالمفاوضات التي قادت لإقرار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وبروتوكول كيوتو واتفاق باريس، وسهلت المفاوضات العالمية عبر استضافتها فعاليات دولية.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر تويتر "سيدتي"