لابد أن تواجه الأم خلال مرحلة تربية الطفل ما بين الطفولة المتأخرة والمراهقة، بعض السلوكيات السيئة التي تزعجها وتزعج الآخرين، والتي لا تحب أن تبقى مع ابنها بقية مراحل حياته، مثل الطفل المشاغب بلا حدود، وكذلك الطفل العدواني والمخرب والفوضوي، والكثير من السلوكيات غير المحبوبة، والتي يجب أن تعدلها الأم قبل أن تستفحل مع الطفل، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، بالمرشدة التربوية علياء ريان، حيث أشارت إلى أهم السلوكيات السيئة عند الأطفال وطرق التعامل معها، كالآتي:
الطفل المشاغب
- يشكو الكثير من الأمهات من ظاهرة الطفل المشاغب في البيوت، وفيما تبدي الكثيرات ضيقهن من هذا السلوك، إلا أن البعض الآخر يراه سلوكاً صحياً وطبيعياً، ولكن على العموم فالمشكلة قد تسبب الفوضى في البيت وعدم الشعور بالراحة، والراحة هي أساس التقدم والاستقرار.
- والطفل المشاغب يمكن التعامل معه بتوفير جو الهدوء والراحة النفسية في البيت.
- وعدم اللجوء للعقاب البدني كلما أخطأ الطفل خطأ صغيراً.
- الحرص على مكافأة الطفل في حال تخلى عن سلوك سيئ سابق، ومدحه وتقديره أمام الآخرين.
- تحلي الأم بالصبر وطول البال وضبط الأعصاب، بحيث تكون قدوة لأطفالها.
تعرفي إلى المزيد: طرق تعديل سلوك الأطفال
الطفل العدواني
- يعتبر الطفل العدواني مشكلة في أي بيت، وهو الطفل الذي يؤذي كل من حوله، ويقوم بتصرفات مثل الضرب والعض.
- الخطوة الأولى في تعديل سلوك الطفل العدواني هي وجود القدوة في حياته؛ بحيث يكون الأب والأم هما قدوته الأولى.
- يجب أن يعيش الطفل في بيئة لا تعاني من خصلة البخل؛ فالبخل على الطفل وشعوره بالنقص من أسباب عدوانيته، حيث يقوم بضرب وعض الأطفال الآخرين.
- على الأم أن تقرب المسافة بين الأب والطفل وكذلك بين الأم والطفلة، فالحضن والمحبة والتفاهم وممارسة الهوايات، مثل قراءة قصة، يمكن أن يسحب الطفل نحو الهدوء وضبط الأعصاب.
- وعلى الأم أن تحتضن الطفل وتشعره بأهميته، وتسند له بعض الأعمال المنزلية؛ لكي تسحب منه طاقته السلبية، ويفرغ طاقته فيما يفيد.
- وعليه أن يعتني بالمولود الجديد مثلاً تحت نظر الأم، وتقنعه الأم بأنه الأقوى، ويجب عليه أن يساعد الضعيف.
- كما على الأم أن تقضي وقتاً طويلاً مع طفلها، والقيام بنشاطات متعددة معه داخل البيت وخارجه.
- يجب على الأم أن تساعد الطفل العدواني؛ لكي يملأ وقت فراغه؛ مثل أن يرسم أو يلوّن.
- لا تفرطي بالعقاب، كما عليكِ ألا تفرطي في مدح الطفل؛ لكي لا يصبح معجباً بنفسه، ولا يستهين بالآخرين.
- وعلى الأم ألا تقابل العنف بالعنف أبداً، وعليها أن تتحدث بصوت منخفض وهادئ أمام عدوانية ونوبات غضب طفلها.
الطفل المخرب
- تشكو الأمهات من ظاهرة الطفل المخرب في البيوت، والأم تعتبر أن البيت هو مملكتها، وقد تُفاجأ بالضيوف وهناك فوضى سببها المخرب الصغير؛ حيث يقوم بتخريب الأثاث وسكب مواد الطبخ فوق بعضها، وقد يدخل الحمام ويعيث فيه خراباً؛ من سكب مواد التنظيف وغيرها من الأعمال، وهناك أمهات يشتكين من أن التخريب يصل إلى إتلاف ممتلكات الغير من باقي الإخوة، وكذلك الضيوف.
- ولعلاج ظاهرة الطفل المخرب، على الأم أن تقوم بتنمية حس التعاطف لدى طفلك، مثل أن تشعريه بأنه قد يقوم بدور في مساعدة الآخرين، كما أن الطفل حين يشعر منذ صغره أنه يستطيع أن يسبب الألم أو السعادة للآخرين، وأنه قد يكون سبباً في ألمهم؛ فيمكن أن تنمي هذا الشعور معه، ولن يُقدم على إيذاء غيره.
- عندما يشعر الطفل بقيمة ممتلكات العائلة؛ فسوف يحافظ عليها، وهذا دور الأم بأن تشعره بأن الأشياء نستفيد منها وتسهل حياتنا وتشعرنا بالراحة، وكذلك فنحن لا نحصل عليها بسهولة.
- يجب عليكِ أن تُشعري طفلك بالأمان؛ فالطفل حين يفتقد الأمان أو شعوره بمكانته في الأسرة والبيئة، يتحول إلى شخص مؤذٍ. كوني صبورة وأنتِ تحضنينه، وأنتِ تساعدينه؛ لكي يشعر بمكانته، وبأن الأسرة تحبه وتحميه، ولا تستغني عنه.
- لا تستخدمي أسلوب الضرب أو الجذب بقوة حين يخرب طفلك قطعة أثاث مثلاً، ولا تقومي بعقابه عقاباً شديداً، بل تحدثي معه بهدوء، وتفادي رفع صوتك والتعنيف اللفظي، مثل السب والشتم، ويجب أن يعرف أن ما تقومين معه من تأنيب ليس إلا نتيجة لسلوكه الخاطئ.
- ويجب على الأم أن ترفع الأشياء القابلة للتلف من أمام أيدي وعبث الأطفال.
- ويجب عدم الحديث عن أعمال الطفل وتخريبه أمام الضيوف، أو الشكوى الدائمة منه؛ فسوف يؤدي ذلك لنتائج عكسية.
- في حال إصابة الطفل بحادث، مثل كسور أو جروح أو حروق، من جراء أعمال تخريب في المنزل؛ فيجب أن يعرف الخطأ الذي ارتكبه ونتائجه.
تعرفي إلى المزيد: العلاج السلوكي المعرفي للأطفال
الطفل الفوضوي
- لا تنكر الأمهات أنهن يشعرن بالسعادة حين يسمعن تلك الفوضى المحببة في البيت، فكل هذه الفوضى تدل على صحة وسلامة أطفالهن، فهم عندما يمرضون؛ لن تسمع هذه الفوضى على الإطلاق، ولكن في بعض الأحيان يتحول الطفل إلى طفل فوضوي، والفوضى ليست الضجيج، ولكن الفوضى تتحول لبرنامج حياة، فهو غير منظم، ويلقي بالأشياء يميناً وشمالاً؛ مما يتعب الأم ويستنزف طاقتها.
- ولعلاج الطفل الفوضوي في البيت، فعلى الأم أن تنظم أشياء الطفل، فمن المؤكد أن الطفل الذي لا يعثر على أغراضه وأدواته بسهولة، ويبذل جهداً في العثور عليها، خاصة في وقت الخروج إلى المدرسة، وحيث يكون الوقت قصيراً ويخشى أن يتأخر على موعد دوامه، فهنا يبدأ في العبث بكل الأشياء، ويلقي بها هنا وهناك؛ بحثاً عما يريد، وتقع اللائمة على الأم في هذه الحالة؛ لأنها يجب أن تنظم أغراض الطفل وأدواته وتضعها أمام عينيه وفي متناول يده.
- ومن الممكن أن تعلمه الأم النظام عن طريق اللعب؛ حيث تساعد الكثير من الألعاب التربوية في تعليم الطفل النظام، وتسحب منه الطاقة الزائدة، ويمكن أن تختاري اللعبة بمساعدة المرشدة التربوية في المدرسة، أو بواسطة مواقع التصفح على الشبكة الإلكترونية، وفي هذه الحالة سوف تخرج اللعبة من إطار قضاء الوقت والترفيه إلى مفهوم التعلم باللعب.