راجت على مواقع التواصل بقوة صيحات البلوزات المصنوعة من الكروشيه أو من القماش الميتاليكي، او تلك المزخرفة بالباييت على شكل فراشة. وقد ساهمت في انتشارها نجمات ومؤثرات في عالم الفن والموضة، وهن على سبيل المثال النجمة دوا ليبا Dua Lipa وماريا كاري Mariah Carey وبيلا حديد Bella Hadid وفانيسا هادجنز Vanessa Hudgens وغيرهن، ممن اتّبعن هذه الصيحة التي تعود الى بداية الألفية الجديدة، وتحديداً الى العام 2000.
من أطلق صيحة الفراشات في عالم الموضة الحديثة؟
تابعي المزيد:موضة الأكتاف المحشوة والأكمام المنفوخة تعود بقوة
تسعى الدور العريقة والماركات التجارية الى نبش أرشيفها للخروج بموديلات قديمة وتجديدها، كالبدلات المخملية التي شهدناها والسراويل المنخفضة الخصر. وبرزت هذه الصيحة مع دار بلومارين Blumarine التي أطلقت السراويل الدنيم والبلوزات القطنية المطرزة بالفراشات، والبلوزات الكروب توب المطرزة على شكل فراشة كبيرة تُعقد بواسطة حبال من الخلف.
كما رأينا هذه الصيحة في عرض دار شانيل Chanel التي أطلقت مجموعتها الجاهزة لربيع وصيف 2022 من وحي الفراشات، وأسمتها Flight Of the Butterflies وتم استخدام قماش حريري منسدل ومطبع بمجسّمات كبيرة لفراشات ملونة.
تابعي المزيد: مسألة التدوير والقضايا الإنسانية تتصدّران أسبوع باريس للموضة
وقد استوحت ماركات تجارية بلوزات من نوع كروب توب مصنوعة من الخيوط الملونة المشكوكة بالخرز الملون، والتي تتخذ شكل فراشة. كما صممت دار أريا Area البلوزة المزخرفة بالكريستال والتطريز البراق من وحي الفراشة لصيف 2022. هذه القطع التي أغرقت السوق حملتنا على التساؤل عن جذور هذه الصيحة...
وكانت بعض الدور بدأت منذ العام الماضي في تبني هذه الصيحة، مثل دار فرساتشي Versace التي صممت للنجمة دوا ليبا Dua Lipa الفستان الميتاليكي المستوحى من الفراشة، والذي ظهرت فيه في حفل الغرامي في العام 2021.
لِم أعاد المصممون إحياء هذه الصيحة؟
ما يجب أن نعرفه أن صيحة الفراشات واستعمالها في عالم الموضة تعود جذورها الى القرن الثامن عشر، إذ كان يُستعان بالتطريز بالفراشات في معاطف الرجال. وفي بداية القرن العشرين تم إدخال هذا التطبيع ليرافق الأزياء، وخاصة في حقبة العشرينات. ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى، كانت الفراشة ترمز الى التحول وبداية التغيير.
ما الذي أراد المصممون تغييره اليوم؟
في صيف 1937، قامت المصممة السا سكياباريللي Elsa Schiaparelli باعتماد هذه الصيحة فاستعانت بالقماش المطبع بفراشات ملونة، على شكل فساتين وسترات تزدان أكمامها بالأجنحة. لقد أرادتها رسالة أمل بعد فترة ركود بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، لذا يمكننا فهم الأسباب التي حملت الدور العريقة اليوم مثل شانيل Chanel وبلومارين Blumarine وفرساتشي Versace وأريا Area، وبوما Puma الى تبني هذه الصيحة بعد الركود الذي شهده العالم مع تفشي جائحة كورونا على مدى ثلاثة أعوام، ويريد المصممون اليوم إرسال بارقة أمل عبر اعتماد مجسّم الفراشة رمزاً لغد أفضل في عالم الموضة.