لغة الجسد هي الحركات والإيحاءات وتعابير الوجه التي يقوم بها الشخص خلال تواصله مع الآخرين، وتستطيع من خلال "Body Language" معرفة مدى صدق الآخرين ومشاعرهم تجاه المواقف المختلفة، عن طريق متابعة وقراءة تعبيراتهم الجسدية.
تقول الدكتورة أميرة حبارير الخبيرة النفسية لسيدتي: حتى تفهم لغة جسد الآخرين، لابدّ لك أوّلاً من فهم تعابير الوجه، وتفسيرها بناءً على بقية إيماءات الجسد ووضعية الجسم ومقدار المسافة الشخصية بينك وبينهم. إنّها عملية متكاملة عليك تحليلها ككلّ والتفكير فيها مع الأخذ بعين الاعتبار جانب التواصل اللفظي أيضاً، وتحتاج منك إلى الكثير من التدريب والتمرين قبل أن تتقنها تماماً
*طرق فهم لغة الجسد للأشخاص من حولكم.
- تعرف على من يعارضك من خلال حركة الذراعين أو القدمين:
يمكنك معرفة رأي الشخص الذي أمامك حول ما تقوله من خلال تحليل حركة ذراعيه وساقيه. حيث أنّ تقاطع الذراعين والساقين يعني في العادة أن الشخص المقابل لك قد وضع حواجز مادية تشير إلى أنه لا يتقبل ما تقوله، وليس منفتحاً على أفكارك. حتى وإن كان هذا الشخص مبتسماً ويشاركك الحديث باستمتاع، إلاّ أنّ حركة جسده تعبّر عمّا يشعر به فعلياً دون وعيٍ منه. حيث يفسّر علم النفس هذا الأمر بأنّ تقاطع اليدين والقدمين هو إشارة إلى أنّ هذا الشخص منفصل عاطفياً وعقلياً وجسدياً عمّا يوجد أمامه. وهذه الإشارة تظهر بشكل لا واعٍ ممّا يجعلها ظاهرة للعيان على هذا النحو الواضح للغاية- ميز بين الابتسامات الحقيقية والمصطنعة من خلال التجاعيد:
حينما يتعلّق الأمر بالابتسام، فالشفتان قادرتان على الكذب حتماً، لكن ذلك مستحيل مع العينين. حينما يبتسم لك شخصٌ ما بصدق، ستصل ابتسامته إلى عينيه، وتظهر تجاعيد صغيرة حولها أشبه بآثار أقدام العصافير! هذا هو دليلك لمعرفة ما إذا كان أحدهم سعيداً حقاً برؤيتك أم لا. إذ غالباً ما تُستخدم الابتسامة كقناع لإخفاء الكثير من المشاعر والأفكار، لكنها في هذه الأحيان تكون ابتسامة غير حقيقية، ولا تتعدّى انثناء الشفتين للأعلى. الابتسامة المصطنعة لا تعني بالضرورة أنّ الشخص الذي أمامك يكيد لك أمراً ما، لكن قد تكون إشارة إلى أنّ هناك أمراً آخر يقلقه ويشغله أثناء الحديث، ممّا يدفعه لمجاملتك على هذا النحو دون وعي منه.- تقليد حركات جسدك أمر إيجابي :
هل سبق لك وأن كنت في لقاء مع شخص ما، ولاحظت أنك في كل مرة تغيّر وضعية جلوسك يقوم هو بالأمر ذاته ويقلّد حركاتك؟ أو أنّه يهزّ رأسه بذات الطريقة التي تهزّ بها رأسك أنت أيضاً؟ في الواقع، يعدّ هذا الأمر إشارة إيجابية للغاية. إذ أننا نقلّد حركة الشخص الذي أمامنا دون وعي منّا حينما نشعر بأنّنا أقرب إليه. ليس هذا وحسب، فحدوث مثل هذا الأمر خلال المحادثة، إشارة جيّدة على أن التواصل يسير جيّداً وأنّ الطرف الآخر يتقبّل الكلام بصدر رحب.- وضعية الجسد تقول الكثير:
هل سبق لك وأن رأيت في عملك شخصاً يدخل إلى غرفة ما، وعرفت على الفور بأنه شخص مسؤول؟ إن حدث ذلك، فالسبب وراء ذلك يعود إلى لغة الجسد. لقد اعتاد الدماغ على الربط بين قوّة الشخص وبين المساحة التي يحتلّها من حوله. لذا فالوقوف باستقامة مع رفع الكتفين يعدّ وضعيّة قوة لأنها تأخذ حيّزاً أكبر. وبالمثل، يُشير ارتخاء الجسم أو تقوّس الظهر إلى الضعف وانعدام الثقة بالنفس؛ نظراً لأن الجسم في هذه الحالة يأخذ حيّزاً أقلّ. وهكذا يمكنك معرفة الكثير عن مدى تقدير الشخص لذاته وثقته بنفسه من خلال طريقة وقوفه أو جلوسه، وحجم الحيّز الذي يأخذه من حوله.- العيون لا تكذب كثيراً:
من منّا نشأ على سماع جمل مثل: "انظر إلى عينيّ وأنت تحدّثني!"، فقد اعتمد آباؤنا هذه الطريقة انطلاقاً من اعتقادهم بأنّه من الصعب على الشخص التحديق في الطرف الآخر عند الكذب، وهو أمرٌ صحيح إلى حدّ ما، لكنه أصبح معروفاً للغاية لدرجة أنّ الكثيرين يحافظون على التواصل البصري أثناء الكذب. ومع ذلك، لا يزال بإمكانك الكشف عمّا إذا كان أحدهم يكذب عليك أم لا.. إن كنت تتحدّث مع أحدهم، وكان يحدّق فيك بطريقة غريبة تشعرك بعدم الارتياح، فذلك يعني على الأغلب أنّه يخفي شيئاً ما، خاصّة إن كان لا يرمش إطلاقاً أثناء التحديق إليك.- رفع الحاجبين يدل على عدم الراحة :
يوجد ثلاثة مواقف رئيسية قد تتطلّب منك رفع حاجبيك: عند الشعور بالخوف. عند الشعور بالمفاجأة. أو في حال الإحساس بالقلق. وعليه، فمن الصعب حقاً أن تقوم بهذه الحركة أثناء التحادث حول موضوع يُشعرك بالراحة والأنس. لكن كيف تستفيد من هذه المعلومة في معرفة ما يفكّر فيه الآخرون؟ حسناً، إن كنت تتحدّث مع أحدهم، ورأيته يرفع حاجبيه، على الرغم من أنّ موضوع الحديث لا يدعو إلى القلق والخوف والمفاجأة، فاعلم هنا أنّ هذا الشخص يشعُر بعدم الارتياح، وباله منشغل عنك بأمر آخر مختلف.- إيماءات الرأس المبالغ فيها تشير إلى القلق:
لا تعني إيماءة الرأس الموافقة على الدوام، فقد يكون هنالك إلى جانب "الموافقة" مشاعر أخرى تجهلها، غير أنّها تظهر جليّة من خلال لغة الجسد. حينما تطلب شيئاً من أحدهم، وتجد أنّه يهزّ رأسه موافقاً بشكل مبالغ فيه، فاعلم أنّه يشعر بالقلق حيال ما تفكّر فيه اتجاهه، وربما يحسّ بأنّك تشكّك في قدرته على إتمام هذه المهمّة بنجاح، ممّا يدفعه إلى هزّ رأسه أكثر في محاولة لا واعية منه لإقناعك بقدرته على تنفيذ ما طلبته منه بنجاح.- الفك المشدود يشير إلى التوتر:
الفكّ المشدود، الرقبة المشدودة أو الحاجب المعقود، كلها علامات على الإجهاد. بغض النظر عما يقوله لك الشخص، فإنّ إظهار هذه العلامات يعدّ دليلاً قويّاً على شعوره بالانزعاج. ربما يكون موضوع المحادثة مقلقاً له، أو ربّما هو يفكّر في موضوع آخر يثير قلقه ويتعبه.