يشعر البعض بالخوف من الفشل أو بالإحباط وفقدان الأمل في مراحل معيّنة من حياتهم، سواء في العمل أو الدراسة. من أجل تقوية مهارات التحفيز الذاتي يلزم على الإنسان القيام بخطوات لشحن مشاعره وأحاسيسه الداخلية، التي تلعب دوراً مهماً في نجاح أو فشل أي عمل يقدم عليه.
تقول الدكتورة أميرة حبارير الخبيرة النفسية لسيدتي :الخوف يتمثل في قلق يساورك عندما تتخيل جميع الأشياء المروعة التي يمكن أن تصيبك إذا ما فشلت في إنجاز هدف ما.يعد الخوف من الفشل أحد أكبر العوائق التي تفصلك عن أهدافك، لكن ثمة سبل يمكنها أن تعينك على اجتياز هذه العقبة.
*خطوات التغلب على الفشل والخوف
-إعادة تعريف الفشل باعتباره تبايناً
من الضروري أن تحدد بوضوح ما تعتبره إخفاقاً، لأن هذا هو الهدف الذي تتركز حوله مخاوفك ويعيق نجاحك.
ولتجنب الفشل، عليك التوقف عن التفكير في الإخفاقات والتركيز بدلاً من ذلك في التباينات بين ما ترغب في تحقيقه وما قد تحققه بالفعل. ويمكن لهذه التباينات إمدادك بمعلومات يمكنك دراستها والتعلم منها لتعزز جهودك المستقبلية.
-عليك التمييز بين التهديدات الحقيقية والخيالية
يمثل الخوف استجابتنا لنمطين من التهديدات: حقيقية ومتخيلة. وبينما الأولى تمثل تهديداً قائماً على أرض الواقع في مواجهة بقائنا، فإن الأخرى لا تعدو كونها سيناريوهات افتراضية. وعليه، فإن الخوف من إلقاء كلمة أمام حشد من الناس يقوم على أخطار متخيلة لأنه لا يهدد بقاءنا، بينما إلقاء الكلمة ذاتها أمام حشد من الأسود داخل غابات السافانا ينطوي على خطر حقيقي تماماً.
تنطوي مسألة الخوف من الفشل في حد ذاتها على تهديدات متخيلة، فرغم أن الخوف حقيقي فإن التهديد نفسه ليس حقيقياً، وإنما مجرد افتراضات وسيناريوهات لم تحدث. بدلاً من السماح لهذه المخاوف بالوقوف في طريقك، عليك دراستها والتخطيط لكيفية تجنبها.
-اخلق أهدافاً للتعزيز وليس المنع
تشير دراسات أجريت بمجال إنجاز الأهداف أن ثمة توجهين يتبعهما الأفراد تجاه أهدافهم: الاقتراب والتجنب. ونطلق هنا عليهما أهداف التعزيز وأهداف المنع.
تتعلق أهداف التعزيز بالسعي وراء تحقيق نتيجة إيجابية، مثل الحصول على زيادة في الراتب. في المقابل، تتعلق أهداف المنع بتجنب نتيجة سلبية، مثل الرغبة في عدم فقدان الوظيفة.
في العادة، ترتبط أهداف المنع بتوجهات أكثر فوضوية نحو إنجاز الهدف، ومستوى أقل من العزيمة والإصرار، ومستوى أعلى من القلق. ويؤدي الخوف من الفشل إلى خلق أهداف منع، الأمر الذي قد يتسبب في تقويض جهودنا ويزيد صعوبة عملية التخطيط. لذا، من الضروري توخي الحرص تجاه أسلوب صياغتنا لأهدافنا.
- توقع نتيجة طيبة، لكن لا تتعلق بها
كلما زادت درجة تعلقك بالنتيجة التي تخيلتها لدى تحديدك للهدف المرجو، زادت احتمالات تفسيرك للتباينات عن النتيجة المرجوة باعتبارها فشلاً. إلا أنه على أرض الواقع، فإنه بمرور الوقت وتبدل الظروف، ربما لا تستمر النتيجة المرجوة التي حددتها في البداية ممكنة الحدوث أو مقبولة.
وإذا لم تُعِد تقييم النتائج المتوقعة من وقت لآخر، ستقع في فخ تفسير التباينات على أنها فشل. ومع أن بعض الأهداف يتطلب إنجازها إصراراً وعزيمة، فإن الآخر يستلزم مرونة وتعديلاً مستمراً.
-أنت قوي وبإمكانك تحقيق أهدافك
يتعلق الخوف من الفشل ليس بالتحديات القائمة أمامنا أو الجهود المطلوبة، وإنما بالعواقب التي سنعانيها إذا أخفقنا. وحدد باحثون معنيون بدراسة الخوف من الفشل عدداً من التداعيات السلبية التي يتوقعها من يعايشون حالة خوف من الفشل، منها مشاعر الحرج والعار، وتعرض مشاعر الإعجاب بالذات، لصفعة قوية، وإمكانية مواجهة مستقبل غير واضح المعالم، وإصابة شخصيات أخرى مهمة بالنسبة للمرء بخيبة الأمل.
اللافت أن هؤلاء الأشخاص يولون أهمية أكبر بكثير للتكلفة النفسية للفشل عن التكلفة المادية. في الواقع، الأشخاص الذين يعانون من الخوف من الفشل يشعرون بقلق أكبر إزاء خسارة الأصدقاء أو تقدير الآخرين عن خوفهم من خسارة المال.
ومن أجل التغلب على هذا الخوف، عليك تحديد أكثر العواقب التي تخشاها وتقيم قدرتك على التعامل مع كل منها، مع التركيز على بناء مشاعر الثقة بداخلك تجاه قدرتك على التصدي بفاعلية لهذه التداعيات.