سجادات الورود تُعد تقليداً يعود إلى أكثر من مئتي عام، ولايزال قائماً وتتوارثه الأجيال في بولندا؛ حيث يُعدُّون سجادات من الورود بعمل فني جماعي متقن؛ احتفالاً بمناسبة دينية لا تخلو من الإبداع والفن، كما تعكس جمال الطبيعة.. وبحسب الموقع الرسمي لمنظمة اليونيسكو؛ فإن هذا العمل الجماعي، الغاية في الجمال، مسجل في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية بمنظمة اليونيسكو.
ارتباط سجادات الزهور بمناسبة دينية
ويرتبط تقليد ترتيب سجاد الزهور ارتباطاً وثيقاً بيوم كوربوس كريستي في بولندا. بالنسبة لليوم الذي يتضمن عادةً قداساً يتبعه موكبٌ بهيج من الكنيسة إلى الشوارع، تستخدم العائلات في عدة قرى، الزهورَ لترتيب السجاد الملوّن والرمزي على طريق الموكب، عادةً على قسم الطريق أمام منازلهم.. يغطي سجاد الزهور الطريق الممتد من الكنيسة عبر القرية، ويمكن أن يصل طوله إلى ما يقرب من كيلومترين، يتم قطف الأزهار المستخدمة من الحقول المحيطة أو من الحدائق العائلية، ويمكن أيضاً استخدام التربة والرمل ولحاء الأشجار والعشب المقطوع حديثاً أو أوراق الكالاموس. تبدأ العائلات في جمع الزهور قبل أيام قليلة من الاحتفال، وتبدأ عمليةُ ترتيب السجاد في وقت مبكر من صباح يوم كوربوس كريستي، يستمر التحضير عدة ساعات، والنتيجة النهائية هي قطعة فنية جماعية سريعة الزوال، تهدف إلى التعبير عن التديّن والإبداع وتقدير جمال الطبيعة.. يوحِّد التقليد المجتمعَ بأكمله، ويشكل الهوية المحلية. لقد تم تناقل هذه الممارسة على مدى أجيال، وخاصةً داخل العائلات، كما تُعقد بانتظام ورش عمل حول صنع النماذج في المدارس، بدعم من الرعاية والمنظمات غير الحكومية.
تاريخ سجادات الورود
يرجع إعداد سجادات الورود إلى التقاليد التي كانت سائدة في القرون الوسطى؛ إذ كانت الحدائق الملكية توفّر في يوم كوربوس كريستي زهوراً للكنيسة، تُستخدم لتزيين الكنائس بهدف إضفاء طابع جمالي على الاحتفالات بعيد كوربوس كريستي.