عادةً ما يشعر الطالب حديث التخرج بأنه تائه ومشتت في بداية رحلته؛ بسبب اختلاف حياة ما بعد التخرج عن الحياة الجامعية في كثير من الأمور، وبداية الاستقلال التدريجي عن أهله ومن حوله، واتخاذ الكثير من القرارات المصيرية، ويبدو هذا الأمر طبيعياً في البداية لكل حديثي التخرج.
يقول الدكتور تامر شلبي خبير التنمية البشرية لـ«سيدتي»: الانتقال من مرحلة لأخرى في هذا التوقيت من عمرك يجعلك تشعر بالقلق والتوتر بعض الشيء حول ما يخبئه لك المستقبل؛ لذا فلا تبالغ في قلقك وتجعله يعرقل رحلتك أو يجعلك عاجزاً عن السير للأمام، وفي الوقت نفسه لا تبقَ مكانك حيث أنت، ابدأ بالسعي واتخاذ القرارات المهمة، واعمل على توسيع مداركك وتنمية مهاراتك، وتكوين خبرات جديدة تساعدك في مستقبلك .
* نصائح لما بعد التخرج:
- ابحث عن عمل فوراً
المقصود هنا ألا تسوِّف وتؤجل فكرة البحث عن فرصة عمل إذا كنت تشعر أنك غير مناسب أو غير مؤهلٍ لسوق العمل؛ فالكثير من الشباب وحديثو التخرج يشعرون بالقلق تجاه مرحلة العمل، ويخشون ألا يكونوا على دراية كافية بسوق العمل، ودائماً ما يرون أنفسهم غير مؤهلين بالقدر الكافي، حاول أن تبحث عن فرصة عملٍ مؤقتة تساعدك في بداية الاستقلال المادي، وتنمي من مهاراتك، وتغذي خبراتك؛ كي تجعلك مؤهلاً للمزيد مما سوف تقابله بعد ذلك.
وتذكر أنه ما دام هناك هدف أمام عينيك؛ فلا تستمر في هذه الوظيفة المؤقتة وتتناسى أهدافك، بل اجعلها رحلةً مؤقتة لوصولك لهدفك المنشود بعد ذلك؛ فالعمل المؤقت يمكنه أن يُفَتِّح عينيك ويوسِّع أفقك على مطالب سوق العمل، وعلى كيفية التعامل مع الأشخاص في إطار بيئة العمل، وكذلك سيساعدك في التَّعرُّف أكثر على شخصيتك واستكشاف مميزاتك وعيوبك؛ ما سيسهم بشكلٍ كبير في بناء شخصيتك الاستقلالية لمستقبلٍ أفضل بعد ذلك.
- استثمر في خبراتك العلمية
استثمر في ذاتك سواء علمياً أو اجتماعياً؛ فاستثمارك في نفسك هو الضمان لاستمرار كَسبك ورِبحك المادي؛ فتطويرك لذاتك وتنمية مهاراتك، وتعلُّم كل ما هو جديد في مجالك؛ سيجعلك متطوِّراً دائماً ومطلوباً في سوق العمل، فمتطلبات السوق تتغير بسرعة نظراً للتوسعات والانفتاح الذي يشهده العالم الآن، وبالتالي فالمطلوب منك أن تكون متابعاً لكل ما هو جديد في مجالك أولاً بأول.
عليك أن تقرأ في مجالك، أو تقرأ باللغة التي درستها لتطوِّر مهاراتك وتتعرَّف أكثر إلى العالم من حولك، اقرأ الكتب التي ستساعدك على تنمية مهاراتك مع المجتمع، والتي ستعطيك نصائح التخرج من أشخاصٍ ذوي خبرة تبدأ بها حياتك.
- لا تقارن نفسك بغيرك
بعد التخرج ستكتشف أن الحياة المستقلة قد بدأت بالفعل، وسترى من حولك قد بدأوا بالفعل في خوض تجاربهم الحياتية سواء عملاً أو مشروعاً أو سفراً وهجرة أو زواجاً وتكوين أسرة، مقارنتك لغيرك طوال الوقت ستعمي عينيك عن رؤية النِّعم والأشياء الجيدة الموجود في حياتك، وكذلك ستجعلك تشعر بجَلْد الذات وعدم الرضا عن نفسك وعن مهاراتك وقدراتك وظروفك، ومن ثَم ستُعرقلك عن تحقيق أهدافك واستكمال مشوارك بسهولة.وكن مؤمناً بذاتك وراضياً بظروفك ومتقبلاً لمهاراتك، واعمل على تطويرها والانشغال بتنميتها، بدلاً من الانشغال والتركيز في حياة الآخرين؛ الأمر الذي سيُشعرك بعدم تقبل حياتك طوال الوقت.
- قم بتقوية مستوى إتقانك للغة الإنجليزية:
في حال عدم تمكنك من اللغة الإنجليزية بشكل كافٍ؛ يُرجى استغلال تلك المرحلة في إتقانها، وذلك لِما لها من أهمية اليوم سواء في العمل أو الدراسة، ويُمكنك في هذا الصدد تحديد أهم دورات اللغة الإنجليزية واختيار أفضل مراكز اللغة لتخطي تلك المرحلة.
- تعمق في تخصصك الدراسي أكثر وأكثر:
ويتم ذلك إما بعمل الدراسات العليا في مجال تخرجك، أو التعمق في ذلك المجال عن طريق البحث الحر والدراسة عن بُعد عبر شبكة الإنترنت، كل تلك المساعي تزيد من خبرتك وتمكنك من ذلك المجال؛ لتتمكن من تقديم مستوى احترافي ومميز عند تقلد وظيفة ما، مع إمكانية إثراء السيرة الذاتية بالمزيد من المهارات.