مرت أربعة أشهر تقريبًا منذ سقوط أي مطر في منطقة بيدمونت في جبال الألب الإيطالية، ويأتي ذلك في أعقاب فصل الشتاء الذي كان تساقط الثلوج فيه ثلث ما هو عليه عادة، وقد أدى ذوبان الجليد الضئيل إلى جانب قلة الأمطار إلى خفض معدل تساقط نهر بو، ما يجعل هذا أسوأ جفاف تشهده المنطقة منذ 70 عامًا تقريبًا، لكنه سيناريو من المرجح أن يصبح شائعًا بشكل متزايد في المستقبل.
وأظهرت دراسة جديدة، نقلتها صحيفة "جارديان" البريطانية، أن عدد أيام الثلج (الأيام التي يتساقط فيها الثلج على الأرض) في جبال الألب سينخفض إلى النصف بحلول عام 2100 إذا ظلت نسبة الانبعاثات الحرارية مستمرة في الارتفاع، كما ستفقد الجبال التي يبلغ ارتفاعها 2500 متر 76 يومًا، أي ما يقرب من ثلاثة أشهر، من أيام تساقط الثلوج، بينما ستختفي أيام الثلج تقريبًا في الارتفاعات المنخفضة، بمتوسط خمسة أيام ثلجية فقط في السنة على ارتفاع 500 متر. وستتعرض جبال الألب الجنوبية لضربة شديدة بشكل خاص، مع تداعيات خطيرة على توافر المياه في اتجاه مجرى النهر.
لكن الدراسة، التي نُشرت في مجلة Hydrology and Earth System Sciences، تُظهر أيضًا أن التخفيضات السريعة للانبعاثات (تماشياً مع اتفاقية باريس) ستوفر أكثر من 80٪ من أيام الثلج في جبال الألب، ما جعل البعض يرى أن الأزمة الحالية في جبال الألب الإيطالية، هي دعوة واضحة لضرورة العمل بوتيرة أسرع.
وفي تحليل علمي للعالم الروسي ألكسندر ماكروف، قال إن الجليد الذي يزيّن القطب الشمالي قد يختفي تمامًا في أشهر الصيف قبل نهاية القرن الحادي والعشرين.
ويتوقع ماكروف، بحسب ما نقلته عنه وكالة "نوفوستي" للأنباء، أن الانبعاث الحراري سوف يستمر في السنوات المقبلة، وهو ما يجعل سنوات نهاية القرن الحادي والعشرين خالية تمامًا من الجليد.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر "تويتر سيدتي"