مع بداية شهر يوليو تتجه الأنظار الى عاصمة الموضة باريس، لمتابعة فعاليات أسبوع باريس للأزياء الراقية لموسم خريف وشتاء 2022- 2023. تستعد 29 داراً عريقة للمشاركة بهذا الحدث بزخم كبير، وسط تدابير حازمة ومنظمة لفعالية هذا الحدث الذي سيضم عروضاً حية، تتمّ بموجب دعوات مُرسلة مسبقاً الى الضيوف من فاعليات اجتماعية وإعلامية ونقاد ونجوم عالميين. كما ستشمل العروض البث الرقمي الحي لنقل ما يجري للعالم أجمع، فيما اكتفت دارين فقط بعروض في المتاجر الخاصة بها. وتنظّم دار شانيل Chanel في هذا العام، عرضين بدلاً من واحد في اليوم الثاني، مع إطلاق فيلم دعائي للمجموعة الجديدة.
وسيجري على هامش العروض "الفيزيو رقمية" كما درجت مؤخراً تسميتها أي Physiodigital، حفل إطلاق مجوهرات راقية لدور عريقة منها لويس فويتون Louis Vuitton، وشانيل Chanel، وديور Dior، وبوشيرون Boucheron، وبولغاري Bulgari إضافة الى حفلات كوكتيل تجري بعد انتهاء العروض مباشرة، لدى العديد من المصممين ومنهم جورج حبيقة وجورجيو أرماني.
تابعي المزيد: لويس فويتون وشانيل تختتمان عروض الموضة الجاهزة
سحر الخياطة الراقية
أربعة ايام من السحر سيعيشها هواة الموضة الراقية الممهورة بطابع حرفي وخصوصية يفتقر اليها صناع الموضة الجاهزة. وتبدأ فعاليات الحدث من 3 يوليو الى السابع منه، بمعدل سبعة عروض يومياً يشارك فيها 29 داراً. ويعود تميّز أسبوع الهوت كوتور في باريس، ليس بقدرته على إطلاق صيحات فهذا الأمر شأن الموضة الجاهزة، بل ببراعته في المزج وتنسيق الألوان والخامات، لإحداث تغيير جذري في مقاربة الموضة وتقنية الستايلنغ. ويُعتبر هذا الحدث بمثابة ورشة تدريبية للخروج بأفكار جديدة ثورية، ولذا تم التركيز على انضمام دور جديدة مؤخراً ليست فرنسية، ولا تمتلك بالضرورة تاريخاً وأرشيفاً أثرياُ مثل ديور Dior أو سكياباريللي Schiaparelli، ولكنها متسلّحة بالأفكار الثورية ومنها على سبيل المثال بشرى جرار وإيمان أياسي وغيرهما...
عروض الكوتور الراقية مرآة المجتمع
من المعلوم أنّ الموضة تروي وتعكس تاريخ الشعوب، ولقد بدأت الموضة الراقية الفرنسية في العام 1858 مع المصمم فريدديريك وول ورث Frederick Woolworth. وفي منتصف القرن الماضي انطلقت تسمية "أسبوع الموضة الراقية في باريس" وتم ابتكار نقابة لصناع الموضة الراقية، حيث حصر القيمون أعضاؤها بنسبة قليلة من المصممين الذين يلبّون شروط إنتاج الموضة الراقية، من شغل حرفي وتصميم راق وفق أعلى معايير الجودة في الانتاج واستخدام المواد الخام، ومعالجتها ومدى طواعية الدار للتعديل والتنفيذ السريع والمحترف لخدمة الخصوصية أي Customisation.
تابعي المزيد:مسألة التدوير والقضايا الإنسانية تتصدّران أسبوع باريس للموضة
وفي العام 1973 نظمت النقابة أول عرض راقي للأزياء في أكتوبر بهدف جمع تبرعات لترميم قصر فرساي Versaille الأيقوني، ومنه انطلقت شرارة البداية. إشارة الى أنه ستجري على هامش هذا الحدث عروض جاهزة ومنها لدار باكو رابان Paco Rabanne وغيرها من الذين سيستفيدون من الألق الفرنسي الذي تعيشه باريس لإطلاق مجموعاتهم.