لطالما شغلت فكرة دمج البشر بالآلات صنّاع الدراما وكتاب الخيال العلمي، وفي هذا العام 2022، أصبحت أجسادنا وأدمغتنا أكثر ارتباطًا بالتكنولوجيا من أي وقت مضى، خاصة بعد وفاة أول سايبورغ كامل في العالم، عالم الروبوتات المشهور عالميًا بيتر سكوت مورجان والذي تابع العالم كله مراحل تحوله لسايبورغ خلال سنوات طويلة (منذ العام 2017 - 2022)، والذي فتح الباب على مصراعيه أمام العديد من التساؤلات والخيالات والتخيلات، وأفسح المجال على اتساعه أمام مختلف التأويلات والاستنتاجات التي لاتنتهي..
سيدتي استضافت المهندس هيثم نادر نور باحث دكتوراه في خوارزميات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، في حديث حول عالم السايبورغ وهل هم بشر عاديون يطمحون لعالم أكثر ذكاء أم آليات روبوتية في فضاءات بشرية سيبرانية.
زيادة القوة البشرية وتحسين مجموعة متنوعة من القدرات
يقول المهندس هيثم لسيدتي: "ينظر الكثيرون أن البشر لن يكونوا في طور "ما بعد الإنسان" في المستقبل، بشراً بالمعنى المعتاد للكلمة، وقد يفقدون انتماءاتهم النوعية الموحدة، فقد أصبحت الرقائق الدقيقة تُحقن بشكل متزايد في البشر؛ حيث يمكن لهذه الرقائق أن تفعل كل شيء من فتح الأبواب ومعالجة البيانات والمدفوعات، حيث يشبه مصطلح "سايبورغ الإنسان" إلى حد كبير الأفراد الآخرين الذين لديهم شرائح دقيقة مزروعة فيها كبسولات بحجم الحبوب تتفاعل مع البيانات من خلال إشارات تحديد التردد اللاسلكي (RFID) على أنه في المستقبل، قد تساعد عمليات زرع الدماغ البشرية على تذكر الأشياء بشكل أفضل، فيمكن استبدال كلمات المرور والمفاتيح بشرائح RFID أو مغناطيس مزروع، ومن ثمّ يمكن للهياكل الخارجية زيادة القوة البشرية وتحسين مجموعة متنوعة من القدرات البشرية الأخرى.
شريحة RFID
هي في الأساس راديو صغير ثنائي الاتجاه، بحجم حبة الأرز، يمكنه تخزين أنواع مختلفة من المعلومات. يتم وضع الشريحة تحت الجلد، وعند مسحها ضوئيًا، يمكنها تقديم بيانات مثل رقم معرف الفرد، والذي يرتبط بقاعدة بيانات تحتوي على معلومات أكثر تحديدًا عن مرتديها.
ما هو السايبورغ؟
يقول المهندس هيثم: "هم الأشخاص الذين دمجوا أجسادهم بالتكنولوجيا مع رقاقات أو أجهزة تساعدهم أو تزيد من قدراتهم وتحدّيهم لأنفسهم وللآخرين، فالشخص الذي لديه أجزاء من جسمه البشري العضوي الطبيعي والميكاترونيك الحيوي يُعرف باسم سايبورغ، وهومزيج من الكلمتين cybernetic والكائن الحي، حيث ابتكر ناثان إس كلاين ومانفريد كلاينز المصطلح لأول مرة في عام 1960.
ويوضح هيثم أن مصطلح "سايبورغ" يشير إلى كائن حي لديه قدرات معززة بسبب تكامل مكون اصطناعي أو تقنية تعتمد على التغذية الراجعة، على عكس الأجهزة الإلكترونية أو الروبوتات الحيوية وعلى الرغم من أن البشر والثدييات الأخرى يُنظر إليهم عادةً على أنهم ثدييات، بما في ذلك السايبورغ، فقد يكونون نظريًا أي شكل من أشكال الكائن الحي، على أن فكرة السايبورغ ليست مجرد الفضاء فقط ولكن بشكل أساسي التفاعل بين" الفضاء الداخلي "و" الفضاء الخارجي "أو ما يمثل الجسر بين "الفكر والمادة. "
تابعي المزيد: الروبوت صوفيا تصنع قطعة فنية رقمية وتبيعها بـ700 ألف دولار
السايبورغ يعيشون بيننا
يقول: "تدعي بعض التعريفات أن البشر هم بالفعل سايبورغ بسبب روابطهم الجسدية حتى بأكثر التقنيات بدائية:
- فالشخص الذي لديه جهاز تنظيم ضربات القلب ومزيل الرجفان القابل للزرع أو جهاز تنظيم ضربات القلب الصناعي هو سايبورغ لأن هذه الآلات يمكنها توصيل المحفزات الكهربائية ومعالجة الإشارات وقياس جهد الإجهاد في الجسم، هؤلاء الأشخاص يستخدمون نظام التغذية المرتدة الاصطناعي هذا لإبقاء الفرد على قيد الحياة.
- كذلك غرسات القوقعة الصناعية على وجه الخصوص تحسينات على شكل سايبورغ لأنها تمزج بين التغيير الميكانيكي وأي شكل من أشكال الاستجابة للتغذية الراجعة.
- يستخدم بعض المنظرين العدسات داخل العين، والمعينات السمعية، والهواتف المحمولة، والعدسات اللاصقة كأمثلة على كيفية تزويد الناس بالتكنولوجيا لتحسين قدراتهم البيولوجية.
ويؤكد هيثم أن الرقائق الدقيقة المزروعة هي ببساطة رموز شريطية على شكل أسطواني ترسل إشارة محددة عبر طبقة من الجلد عند مسحها ضوئيًا. على الرغم من التجارب البشرية العرضية، فقد تم توظيفهم في المقام الأول لجرد البضائع وتحديد الحيوانات الضالة وتنظيم الماشية وغيرها من الوظائف.
الفرق بين الروبوت والسايبورغ
يقول: يعتقد الكثيرون أن السايبورغ والروبوتات هي عناصر أساسية في الخيال العلمي، وهي كذلك من بعض النواحي. لكن غالبية الناس لا يدركون أن الروبوتات والسايبورغ موجودة بالفعل، على الرغم من أنها ليست بنفس الشكل الذي يتم تصويره في الدراما والخيال، الروبوت هو في الأساس آلة متطورة للغاية، وغالبًا ما يتضمن الأتمتة ولا يكاد يكون هناك أي اتصال بالناس. على النقيض من ذلك، فإن سايبورغ هي مزيج من آلة وكائنات حية. لا يجب أن تكون شخصًا. قد يكون كلبًا أو طائرًا أو أي شيء آخر على قيد الحياة. يختلف سايبورغ عن الروبوت لأنه يحتوي على مكون حياة.
يذكر أن عالم الروبوتات المشهور عالميًا بيتر سكوت مورجان قد خضع لسلسلة من العمليات والإجراءات المعقدة والمحفوفة بالمخاطر بشكل لا يصدق خلال رحلته ليصبح رجل آلي بشري"سايبورغ"، بغرض إطالة حياته في مواجهة مرض العصبون الحركي، وقد رحل العالم البريطاني مؤخرا ليكون "أول إنسان آلي بشري كامل في العالم" عن عمر يناهز 64 عامًا (حسب موقع dailymail.co.uk).
تابعي المزيد: جزائرية تحصد الميدالية الذهبية في مسابقة الروبوت العالمية