العناوين الرائجة في عالم التغذية، لا سيّما تلك المُتعلّقة بالوزن وسبل «نحت الدهون»، بعيدة كل البعد عن العلم والحقيقة، إضافة إلى دور الدهون خصوصاً في خلق هوس للمرء بمقاسات الجسم والدفع به حلول غير واقعيّة! في السطور الآتية، تشرح اختصاصية التغذية والمستشارة المعتمدة بالتغذية الحدسية هتاف زوين لقرّاء «سيدتي» عن حقيقة تراكم الدهون في الجسم.
الدهون المتراكمة في الجسم عبارة عن فائض الطاقة المنتجة (الجسم يأخذ الطاقة من خلال الأكل، فيما الفائض يختزن على هيئة دهون تتكدس في الجسم)، مع الإشارة إلى أن عوامل عدة لها تأثيرات على كمّ الدهون، ومنها: الجينات المسؤولة أيضاً عن أماكن توزّع الدهون في الجسم، وأسلوب حياة الفرد وعمره ونوعيّة غذائه، كما أمراض معيّنة (قصور الغدة الدرقيّة، مثلاً) وبعض الأدوية المتناولة والتغيّرات الهرمونيّة.. وغيرها من الأسباب الخارجة عن سيطرة الفرد.
بالطبع، تُمثّل الدهون مصدراً لخوف العامّة، للربط بينها وبين زيادة الوزن و«تراجع» مظهر الجسم، كما للصلات بين الدهون المتراكمة في الجسم، والإصابات بالأمراض غير المنقولة مثل: السكّري والقلب والكبد... لكن هل للصحّة السليمة ارتباطات حقّاً بنسبة الدهون في الجسم والوزن؟
تابعوا المزيد: تمارين البيلاتس لنحت الجسم
الدهون وزيادة الوزن
تأثير تراكم الدهون في الجسم على زيادة الوزن، هو محور دراسات عدة، كما دور الدهون في التسبّب بالأمراض غير المنقولة من عدمه؛ لكن في خلاصات البحوث المنشورة، فإن لا إثباتات أن نسبة الدهون العالية في الجسم مسؤولة عن رفع احتمالات الإصابة بالأمراض. حسب اختصاصيّة التغذية هتاف، فإن الصحّة السليمة تتجاوز الأرقام المبيّنة على الميزان وحجم الجسم بل هي نتيجة لعادات يوميّة صحّية، من دون الإغفال عن المؤثّرات الأخرى (الجينات والوضع الاجتماعي والاقتصادي والصحّة النفسيّة...). وتوضّح الاختصاصيّة أن «التركيز على العادات الصحّية المتبعة بصورة يوميّة، بغض النظر عن الوزن وكمّية الدهون وحجم الجسم، يُسهم في تحسين الصحّة والرشاقة على المدى الطويل».
لناحية السبل الكفيلة بالتخلّص من الدهون المتراكمة، تدعو اختصاصيّة التغذية إلى البعد عن التركيز على الشكل، وعدم إغفال الأمور الجوهرية الآتية:
• ممارسة الرياضة بصورة منتظمة ولمدّة 150 دقيقة في الأسبوع، مع أهمّية اختيار أنواع التمرينات المسلّية التي تحسن أحوال الصحّة الجسديّة والنفسيّة، من دون الربط بين الرياضة وهاجس خسارة الوزن وفقدان الدهون.
القيام بالحركة، بصورة دائمة.
• تخصيص وقت للنفس والاهتمام بها؛ أي إعطاء الجسم حقّه من الراحة بهدف تعزيز التناغم بين الجسم والعقل، وحسن قراءة المشاعر، الأمر الذي يجعل الفرد يميّز إذا كان بحاجة إلى تناول الطعام بالفعل أم أن الطعام هو لسدّ حاجة عاطفيّة؟
• تجنّب مراقبة الوزن، بصورة يوميّة، والتغييرات التي تطرأ عليه. في هذا الإطار، تشير الاختصاصيّة إلى أن «الجينات الوراثيّة تقوم بدور رئيس في تحديد وزن كل جسم، وليس السعرات الحراريّة الواردة إليه حصراً. لذا، يُستحسن التحكّم بالعادات اليوميّة لمساعدة الجسم في الوصول إلى وزنه البيولوجي التي تحدّده الجينات، أي عندما يصل الجسم إلى الوزن البيولوجي، هو ينعم بالصحّة والراحة».
• ارتداء الملابس المريحة والمتناسبة مع شكل الجسم، بهدف تعزيز ثقة الفرد بنفسه والتحسين في المظهر.
• تجنّب اتباع أي حمية من الحميات المُصنّفة بأنّها «قاسية»، لأنّها تقوم على مبدأ حرمان متتبعيها من تناول الطعام اللازم، ما يقود بعد فترة إلى تناول بعض أنواع الطعام بإفراط، علماً أن العلاقة غير الصحّية مع الطعام تؤثّر سلباً في الصحّة وفي تقبّل الفرد لذاته.
إشارة إلى أن النصائح المذكورة آنفاً «مستدامة»، بمعنى أنّه يستحسن أن يلتزم الفرد بها من دون التفكير بالوزن، بل لترسيخ هذه العادات في أسلوب حياته، وصولاً إلى الحصول على جسم صحّي.
تابعوا المزيد: احذري الإفراط في تناول الملح
الطعام الدهني
بعيداً عن النصائح المعتمدة في عالم التغذية، والداعية إلى تناول صنوف معيّنة من الطعام والابتعاد عن أخرى، توضّح اختصاصيّة التغذية هتاف للقرّاء أن هناك بحوث صادرة أخيراً خلصت إلى أن هذا النوع من النصائح يُطبّق لمدّة قصيرة، لكن سرعان ما سيعاود الفرد اتباع العادات غير الصحّية، وسيعاني من دون شكّ من تراكم الدهون وصعوبة التخلص منها!