تجربة الأمومة مثيرة وممتعة معاً، لكنها رحلة شاقة تحتاج إلى الكثير من الجهد، وخاصة للأم الجديدة؛ إذ عليها البحث عن معلومات بشأن كيفية تربية الطفل بدءاً من نظافته إلى إطعامه وطريقة حمله، وحتى طريقة نومه الصحيحة، انتهاءً بتقبل كل ما يقوم به وما يتعرض له من ألم أو «قشط» أو حازوقة أو غير ذلك، وكلها مهام قد تبدو صغيرة، ولكنها احتياجات يومية -مُلِحَّة- للطفل حديث الولادة، وتحتاج إلى ترتيب وتدريب وعناية. كل هذا إضافة الى الاهتمام والتواصل النفسي مع الطفل. اللقاء واستشاري طب الأطفال الدكتور إبراهيم شكري؛ لوضع دليل إرشادى لكل أم.
احتضان الطفل ضمان صحي ونفسي
- يختلف التعامل مع الأطفال حديثي الولادة عن الأكبر سناً؛ لتنوع احتياجاتهم اليومية، وأهمها الرضاعة الطبيعية التي تعني احتضان الطفل وضمه إلى صدر الأم، وما يعني هذا من تواصل وأمان واستقرار نفسي للطفل.
- بعض الأمهات يحضرن العيادة باكيات شاكيات من توقف لبن الثدي، وأخريات يعانين من الخوف من عدم القدرة على مواصلة الإرضاع!
- تأخذ الرضاعة الطبيعية اهتماماً كبيراً لدى كثير من الأمهات الجدد؛ خوفاً من عدم حصول الطفل على الغذاء المناسب لينمو بشكل صحي.
- وعادة ما تعتمد الرضاعة الطبيعية على تغذية الأم بشكل صحي وجيد؛ لحصول الرضيع على العناصر الغذائية اللازمة.
- وصحة الأم تعني وجبات غنية بالمُغذِّيات الأساسية؛ من البروتينات والدهون الصحية والفيتامينات والمعادن، مع شرب كميات وفيرة من الماء والسوائل.
- تعرَّفي إلى المزيد: طريقة تنظيم نوم الطفل بعمر السنة
تلبية احتياجات الطفل
- تلبية الأم لبكاء طفلها وإرضاعه في الوقت الذي يريده؛ تعني إحساسه بالقوة وتربيته على الاستقرار النفسي.
- ينقسم حليب الثدي إلى ثلاثة أنواع: حليب السرسوب بعد الولادة مباشرة، ولونه أصفر ويحتوي على فيتامينات وبروتين صحي.
- يأتي بعد ذلك الحليب الانتقالي، ويفرزه الثدي بعد ثلاثة أيام من الولادة، ويشبه في تركيبه الحليب الممزوج بعصير البرتقال.
- ثم الحليب الناضج أو الكامل، ويُفرز بعد مرور عشرة أيام إلى أسبوعين من الولادة، وهو ذو قوام خفيف ولون أبيض ناصع.
تعرَّفي إلى المزيد: كيفية تنظيم الرضاعة الطبيعية للطفل
تربية الطفل حديث الولادة
- وتتمثل في الاهتمام بنظافة الرضيع، وهي أمر ضروري لا بُدَّ من أخذه بعين الاعتبار؛ للوقاية من التهابات الجلد وانتقال العدوى الفطرية.
- والحرص على ضمان نظافة طفلك بشكل دائم، ولكن لا تُفْرِطي في تحميم رضيعك حديث الولادة، خاصة خلال الطقس البارد.
- وداومي على تغيير الحفاض مرتين أو أكثر يومياً؛ فذلك من العادات الصحية التي تضمن الراحة لطفلك وتُجَنِّبه التهابات الحفاض.
- ولا تنسي تنظيف جسم الطفل الحساس بالماء الدافئ وصابون الأطفال، واستخدمي شامبو مخصصاً للأطفال.
- ولا تضغطي على قشور الرأس الضئيلة أو تحاولي إزالتها؛ كي لا تتسبب في حدوث نزيف أو انزعاج للطفل.
- نظفي أذن الطفل باستخدام أعواد الأذن القطنية؛ فهي الأكثر عرضة لتراكم البكتيريا والفطريات نظراً لوجود الحليب المتساقط بعد الرضاعة.
- اهتمي خلال الأسبوع الأول بعد الولادة بتنظيف منطقة السرة، وتنشيفها جيداً؛ حيث يتسبب عدم تنظيفها في التهابات الجلد الشديدة.
- الطفل حديث الولادة كائن ضعيف ورقيق، قد يواجه عديداً من المشكلات الصحية إذا لم يتم التعامل معه بطريقة صحيحة.
- تأكدي من نظافة يديكِ وملابسك قبل حمل الطفل؛ لتجنب انتقال العدوى أو الجراثيم لجلده.
- احملي الطفل بطريقة صحيحة مع دعم الرأس والرقبة، خاصة خلال الفترة الأولى بعد الولادة؛ حتى يتمكن من رفع رأسه بشكل مستقيم.
- تجنَّبي هزَّ الرضيع سواء لتعنيفه أو في أثناء اللعب؛ إذ يتسبب ذلك في رجرجة الدماغ داخل الجمجمة، ما قد يؤدي لحدوث النزيف وربما الوفاة.
الرعاية النفسية للأطفال حديثي الولادة
- تربية الطفل لا تقتصر على الاهتمام بتغذيته بالرضاعة الطبيعية أو الصناعية، أو بنظافته وتحميمه فقط؛ فهناك الاهتمام والرعاية النفسية للطفل حديث الولادة، التي تتمثل في:
- يجب على الأم حمل الطفل وضمه إلى صدرها؛ ليشعر بالأمان والاحتواء.
- أن تقوم الأم بالتحدث والغناء لطفلها؛ لتشعره بالتجاوب والاهتمام.
- أن تساعد طفلها على الانتباه، واستكشاف الأصوات الجديدة.
- التجاوب مع الطفل والتواصل معه، خاصة عندما يبدأ في إصدار أصوات، بمحاولة تقليدها مع إضافة بعض الأصوات الجديدة؛ لتساعديه على استخدام اللغة.
- الطفل لا يفهم ولا يقرأ، ولكن تواصلي معه بقراءة القصص والكتب المفيدة، وبخاصة قصة قبل النوم؛ لمساعدته على فهم وتطوير اللغة والأصوات.
- قومي باحتواء طفلك وتهدئته، وخاصة عندما يدخل في نوبات بكاء شديدة.
- واحرصي على اللعب وقضاء وقت كافٍ معه مهما كانت مشاغلك.
- يُفضل عدم استخدام أسلوب التهديد؛ حتي لا ينشأ الطفل على الخوف، فلا تظهري الغضب على ملامحك؛ فهو لن يفهم صياحك ولومك أو عتابك..
نظافة حفاضات الطفل تشعره بالراحة والأمان
- كما يُعد المغص من الأعراض الشائعة الحدوث لجميع الرُّضَّع، وخاصة في الأشهر الثلاثة الأولى، ويرجع السبب في ذلك إلى الفقاعات الغازية المتراكمة في قولون الطفل.
- وقد يساعدك تحريك رجليه كالعجلة بتمارين بسيطة، أو تدليكه بنوع من الكريم أو زيوت الطفل؛ في راحته و تهدئته.
- عادة ما تعاني الأمهات من سيلان لعاب حديثي الولادة، ولكنه أمر طبيعي، ويُنصح باستشارة الطبيب إذا لاحظت زيادته بنسبة تثير قلقك.
- تُعد القشرة بفروة الرأس من الأعراض الطبيعية والشائعة التي تُوجد في رأس جميع الأطفال حديثي الولادة،وعادة ما تكون غير مؤلمة، ولا داعي لمحاولة انتزاعها أو حكها؛ فعادة ما تزول وحدها، لكنها قد تأخذ بعض الوقت.
- الحازوقة -الزغطة- هي عبارة عن بعض الهواء المتسلل للمعدة في أثناء الرضاعة أو نوبات الكحة الشديدة، وهي غير مضرة، ولا داعي للفزع أو التربيت العنيف على ظهر الطفل؛ فبعض التدليك الخفيف سوف يكون كافياً لمساعدته على التجشؤ.
- «القشط» هو عبارة عن خروج بعض اللبن السائل أو المتجبن من جوف الطفل، وهو من الأعراض الطبيعية، وخاصة في الأشهر الستة الأولى.
- عادة ما تقوى عضلات المريء بعد ذلك بشكل تدريجي، وتتمكن من إحكام قبضتها على محتويات المعدة بحيث لا يخرج شيء منها.
- ولكن إذا زاد على حدِّه من حيث عدد المرات والكمية، وفي حال ملاحظتك لذلك؛ فتجب عليكِ استشارة الطبيب، وخاصة إذا كان «القشط» مصحوباً بالإسهال أو ارتفاع درجة الحرارة.
تعرَّفي إلى المزيد: علاج غازات الرضيع في الشهر الأول