جلست مع صديق قبل أيام، وقد أسميته "حزمة التذمر"؛ لأنه بدأ حديثه وختمه وهو لم يخرج من دائرة الضجر، حيث أرسل في وجهي طائفة غير عطرة من الشكاوى..
1 - تذمر من الجو
2 - تذمر من الفراغ
3 - تذمر من العمل والدوام
4 - تذمر من لخبطة النوم
5 - تذمر من غثاء السوشيال ميديا
6 - تذمر من ارتفاع الفواتير
7 - تذمر من مصاريف الأولاد... إلخ
إن قوانين العقل: "إن ما تركز عليه يزداد"، لذلك كان صاحبنا هذا الذي أسميته "حزمة التذمر"، يركز على الضجر وقد وجدته في كل زيارة يزداد تنمراً وضجراً، لأن قانون التركيز كان يعمل معه بدرجة عالية.
إن العقلاء يعرفون أن المشكلات التي تقابل الإنسان، هي فرصة جميلة لتعديل سلوكياته وتغيير مسار حياته، وقديماً قال أهل التصوف: "ربما تأتي مع المحنة منحة"، أما أنا فقد صغت هذه الفكرة بثلاث عبارات حيث قلت في الأولى: "المصائب قد تحمل معها المكاسب"، وقلت في الثانية: "لا تخلو الغيمة من غنيمة"، وقلت في الثالثة: "المشكلات تمنحنا الدروس والخبرات".
في النهاية أقول:
إن بعض المشكلات وبعض البلوى، فرصة للإنسان لمراجعة نفسه وتطوير ذاته، وفي ذلك يقول الشاعر:
قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت
ويبتلي الله بعض الخلق بالنعم