الشخصية الحساسة تُعد الحساسيّة صفةً خاصةً يتميّز بها الأشخاص العاطفيون شديدو الانفعال، الذين قد يُبالغون في تفسير الأمور بطريقةٍ أكثر عاطفيةً، فتكون استجابتهم الداخليّة، ومُعالجتهم الحسيّة مؤثرة، وغير مُتوازنة في بعض الأحيان، كأن يُبالغ في استجابته للضعوطات الحياتيّة والعمليّة التي يتعرض لها، ويُصبح أكثرعاطفيّةً في تقديره وردود أفعاله، أو أن يُفسر النقد على أنه إهانة، أو يحزن عند سماع عبارات من حوله، ويراها سلبيّةً وتُقلل من شأنه، رغم أنها قد تكون كلمات عاديّة لا يُقصد فيها الإهانة أو إيذاء مشاعره عمداً، لكن حساسيته العالية تُضخّم الأمور له، تقول الدكتورة أميرة حبارير الخبيرة النفسية لسيدتي: "تمتلك هذه الشخصيّة العديد من الصفات الإيجابيّة المميّزة التي تجعل أفرادها أشخاصاً أقوياء رغم عواطفهم شديدة التأثر، ويرغبون بالتحديّ وتجاوز نقاط ضعفهم باجتهاد ومُثابرة، بعد فهم المرء طبيعة شخصيّته، وإيجاده الطريقة المُناسبة للتعامل معها والسيطرة على انفعالاته".
*صفات الشخصية الحساسة
ومظاهرها كعلامةٍ مميزة لأصحاب الشخصيّات الحساسة بشكلٍ عام، وذلك من خلال المظاهرالآتية:
-الإحساس المُرهف بالآخرين:
رغم تأثّر المرأة الحساسة الشديد بعلاقاتها الشخصيّة، ووجود مشاعر داخليّة تُسيطر عليها قد تزعجها أحياناً، إلا أنّها تميل أكثر للإحساس بأوجاع غيرها ومُعاناتهم، ولا تستطيع تجاوزها، بل تجتهد في سبيل التخفيف عنهم؛ وقد يكون ذلك بسبب عاطفتها القوية التي تُصور لها نفسها مكانهم، فتجعلها تشعر بهم بصدقٍ أكبر، وتميل لتقديم الدعم المعنوي لهم.
-المصداقيّة وتقدير ثقة الآخرين الثمينة:
حيث إنّ المرأة الحساسة تحترم ثقة الآخرين بها، واختيارهم لها كشخصٍ موثوق ومُعتمد للبوح له بالمشاعر والأسرار المُختلفة، ومن جهةٍ أخرى تستوعب المرأة هذه المشاعر، وتحترمها، ولا تستهين بها، بل تُقدم الدعم والمُساعدة للصديق قدر الإمكان؛ لتصويب مساره وإعادته لحياته الطبيعيّة الإيجابيّة والسعيدة.
-التواصل الجيّد مع الآخرين:
يُمكن أن تُسهم الحساسيّة الزائدة للمرأة في تقريب المسافة بينها وبين من هم حولها، وتوطيد علاقتها بهم، وتعزيز اتصالها معهم، من خلال فهم مشاعرهم، وتقدير ظروفهم، وتلبية احتياجاتهم ودعمهم، والإحساس بهم جيّداً دون الحاجة للكلام في بعض الأحيان، أو الاستماع لهم بتركيزٍ واهتمام في حال رغبتهم بالتحدّث معها.
-التردد والتراجع:
وتعمّد إخفاء مشاعرها الحقيقيّة رغم صدقها وعُمقها عن الآخرين؛ بسبب العجز من الداخل، وعدم القدرة على البوح بها.
الحساسيّة المُفرطة اتجاه العلاقات، خاصةُ في بدايتها: ويشمل ذلك التنبؤ والاستجابة السريعة لعلامات الرفض، سواء أكانت في العلاقات الاجتماعيّة كالصداقة، أو في علاقات الحب والرومانسيّة الخاصة بها.
-عدم تقدير العلاقات الجماعيّة والقدرة على الاستجابة لها بطريقةٍ مُتزنة:
بسبب الشعور بعدم الارتياح، أو انعدام التحفيز الداخلي للمشاركة في هذه الاجتماعات، والتأثّر بوجود الضوضاء حولها، سواء في اجتماعات العمل ضمن فريق، أو في الاحتفالات والمناسبات الصاخبة.
-التأثّر بالفوضى وبالبيئة الصاخبة:
تتأثر المرأة الحساسة بشكلٍ كبيرٍ بالبيئة والعوامل الخارجية المُحيطة بها من حولها.
-القلق الكبير والشعور بالتوتر:
عند تعدد المهمات والواجبات المُراد القيام بها، الأمر الذي يُشعرها بالإجهاد، وصعوبة العمل والإنتاج بسبب التوتر الشديد والإفراط في الحساسيّة الناتجة عن الضغوطات.
عدم القدرة على العمل في البيئة الصاخبة، والشعور بالتشتت والانزعاج عند سماع الكثير من الأصوات، وفي حالة وجود ضوضاء تؤثر على حواسها الشخصيّة.
تجنب المقاطع العنيفة، والميل للأجواء اللطيفة الهادئة أكثر، إضافةً لفهم احتياج الآخرين من حولهم للسكينة والهدوء في بعض المواقف أيضاً.
-التأثر بتقييمات ومُلاحظات الآخرين:
حيث إنّ شعورها بالتوتر والضغط الكبير ممن هم حولها، قد يُسبب تراجعاً في أدائها الوظيفيّ وضعفها الواضح أمامهم.
*طرق التعامل مع الشخصية الحساسة:
-فهم مشاعرها والتعاطف معها:
سبق وأن تم ذكر علامات ومميزات المرأة الحساسة، الأمر الذي يُبين بأن شخصيتها المُكتسبة هي أمر فطري، أو ناتج لظروفٍ خاصة وليس اختياراً فرديّاً، بالتالي لا بد من تقبّل شخصيتها، والتعاطف معها، وفهم حقيقة مشاعرها المرهفة وردود فعلها العاطفيّة، والتسامح معها.
-إدراك ميّزاتها والاعتراف بصفاتها الإيجابيّة:
لا تقتصر الصفات الشخصية للمرأة الحساسة على الانفعالات السلبيّة، بل يُمكن النظر لإيجابياتها والبحث عن مواطن القوة المميّزة لها، كصدقها، وعاطفتها القوية مع الآخرين، ورحمتها ورفقها بهم، إضافةً لاستجابتها لنداء المُساعدة، وتقديم الإغاثة والدعم لحل المشاكل والعقبات لغيرها.
-تقديم الدعم والمساعدة لها وتشجيعها باستمرار:
قد يُسيء الأشخاص المحيطون بالمرأة الحساية فهمها، وقد تبدو الحياة صعبةً بالنسبة لها، إضافةً لتأثّرها بمشاعرها بشدّة، وهنا لا بدّ من تشجيعها ودعمها، والوقوف بجانبها وإظهار الاهتمام بها وسؤالها عن أساب حساسيتها؛ لمُساعدتها على تجاوزها.
-التعامل معها بلطفٍ وذوق:
قد تُثير الحساسيّة المُفرطة للمرأة غضب من حولها، فالتعامل معها يحتاج الكثير من الصبر، والرحمة، والتسامح والطيبة، فهي تتأثر بنبرة الصوت الهادئة اللطيفة، وقد تشعر بالخوف والرهبة من رود الأفعال السلبيّة اتجاهها، وهنا يُمكن للطرف الآخر تهدئتها ومُساعدتها، من خلال المُعاملة الوديّة اللطيفة، التي تؤثر فيها بعمقٍ، وتجعلها تستجيب له بفاعليّة أكبر.