يتخلل فترة الخطوبة في كثير من الأحيان العديد من الخلافات؛ نظراً لحداثة هذه العلاقة، وعدم معرفة المخطوبين بعضهم ببعض، حيث يقع بعض المخطوبين في الكثير من المشكلات لعدم وجود المرونة الكافية بينهما، ومحاولة كل طرف تحقيق أحلامه ورغباته دونما الشعور بالآخر.
تقول الدكتورة آمال إبراهيم خبيرة الأسرة لـ«سيدتي»: للحصول على فترة خطوبةٍ ناجحة يجب التركيز بشكلٍ أساسي على مهارات التواصل بين الخطيبين؛ فمن الأمور البديهية في أيّ علاقة توافر لغة الحوار بين الشريكين، ومن الأمثلة على ذلك مشاركتهما بعضهما بعضاً لجميع جوانب حياتهما، والأحداث اليومية التي يتعرضان لها، والتعرف إلى الهوايات والاهتمامات الشخصية؛ فالتحدث معاً بشكلٍ متواصل وفي المواضيع المختلفة مهما بدت بسيطة وصغيرة يساعد بشكلٍ كبير على تقوية العلاقة وتحسينها، وتقريبهما من بعضهما بعضاً، وفهم شخصية الآخر بصورةٍ أوضح.
* نصائح لتجنب مشكلات فترة الخطوبة:
- لا تحلِّقوا بأفكاركم بعيداً في الخيال:
الشك ما هو إلا بركان خامد يسكن قلوبكم، وانفجاره بالتأكيد سيهدم جسر المحبة بينكم؛ فلتقفوا عن تفسير بعض التصرفات أو قراءات ما بين السطور في كلامكم.
- كونوا واقعيين في نظرتكم للشريك:
من الشائع أن يرسم المقبلون على الارتباط صورة خيالية مثالية لشريك حياتهم، فالشاب يريد فتاة فاتنة، ذكية، وظريفة، والفتاة تريد شاباً ثرياً، وسيماً، وخلوقاً، وهكذا يرفع كلا الطرفين سقف طلباتهم ويبالغون في أحلامهم؛ لذلك يجب قبول حقيقة أن فارس الأحلام سيكون إنساناً عادياً لديه محاسن وعيوب، وعدم التوقع أبداً أنه أو أنها الشخص الذي سيجمع كل صفات الكمال، كما تم تخيلها. كما يجب التحذير من التركيز على الأمور السطحية كالجمال والثروة، وإهمال الجوانب الأهم؛ كطباع الآخر، اهتماماته، جوهره، وأفكاره، فهم اللبنة الأساسية للوصول للتفاهم المنشود وبناء علاقة قوية ناجحة.
- ضرورة التوافق الاجتماعي والثقافي:
في رحلة البحث عن شريك الحياة، يجب الحرص أن يكون كل طرف مكافئاً للطرف الآخر من الناحية الاجتماعية والفكرية؛ لأن هذا سيوفر الكثير من الخلافات والصدامات الحتمية، كما أنه يساعد على الانسجام بشكل أسرع.
- لا تقلقي لتأخره بالرد على رسائلك:
تأخر شريكك عدة مرات في الرد على رسائلك النصية فلا تخافي؛ هذا لا يعني أنه قد مل منك أو أنه يحادث فتاة أخرى، فعليك أن تنتظري رده وأن تلتمسي له عذراً، فربما قد شغله عمله أو قيادة السيارة عن الرد، وانتبهي بعدم سؤاله عن سبب تأخره في عدم الرد، بل اكتفي فقط بالاطمئنان عليه وأنه بصحة جيدة، فهو لن يتأخر عنك إن لم يكن مضطراً، وكوني مرتاحة، فهو قد اختارك أنت من بين كثير من الفتيات.
- التحلي بالصبر:
أنتم معرضون كثيراً لخوض نقاش قد يتطور إلى جدال من وقت إلى آخر، لكن أكثر ما يهم الرجل هو طريقة الفتاة في النقاش، فإن كنت تريدين إنهاء الجدال من دون مشكلة، حاولي ضبط أعصابك، وأن تتجنبي الغضب قدر الإمكان، ولتناقشيه بكل هدوء واتزان، وكوني سيدة الموقف بهدوئك؛ فذلك سيلعب على وتره الحساس ويخمد نار غضبه، وسيكسبك تعاطفه واحترامه.
- الاعتراف بالخطأ والمبادرة بالاعتذار:
قد يحدث أن يتصرف أحد الطرفين بشكل مزعج، أو أن يتفوَّه بكلمات تؤذي شعور الطرف الآخر، فإن حدث هذا تجب المبادرة بالاعتذار بكل رحابة صدر، وتقديم الأسباب والمبررات لهذا التصرف، لكن إياكم أن تلقوا باللوم على بعضكما أو على أحد آخر؛ فهذا لن يزيد الأمر إلا سوءاً، فلحماية تلك العلاقة؛ على كل طرف تحمل ما يترتب عليه من أخطاء.
- أجيدوا فن الإصغاء:
إن كنتم تريدون جواً من التفاهم والانسجام بينكم؛ فعليكم أن تستمعوا إلى حديث الطرف الآخر بكل اهتمام، وحاولوا النظر إلى عين المتحدث والتركيز معه، ولا بأس من الإيماء بالرأس والانفعال مع الحديث بابتسامة لطيفة، وهذا سيشعر الطرف الذي يتحدث بقدر كبير من الراحة والسعادة.
*كيف تمر فترة الخطوبة بسعادة
-حددوا أهدافكم من الزواج، هل هو الاستقرار وبناء الأسرة أو الاستقلال عن الأهل أو الهروب من شبح العنوسة؟ وكذلك التوقعات المرجوة من الزواج، حسب شخصية شريك الحياة وظروفه؛ حتى لا تتفاجئوا بنتائج مختلفة.
- ابعدوا عن الأهداف المؤقتة مثل فستان الفرح، حفل الزفاف الأسطوري، و«كيد العوازل»، وإجعلوا هدفكم دائماً هو بداية حياة جديدة مبنية على المودة والرحمة والتفاهم.
- خففوا من الضغوط النفسية قبل الزواج، وذلك بأخذ يوم للراحة والخروج، دون التحدث في تفاصيل الفرح، أو الالتفات لأي مشكلات.
- الالتزام بما هو متفق عليه مع الأهل من قبل، وعدم مخالفته سوى برضا الطرف الآخر ومباركته؛ لتجنب الصدامات بين الأهل.
- محاولة حل المشكلات على مستوى الخطيبين، وعدم تصعيدها للأهل سوى في المواقف التي تستدعي ذلك؛ لأن مشكلات الأهل غالباً يصعب حلها.
- الابتعاد عن وسط الأصدقاء ذوي الخبرات السلبية، وعدم السماع لكلامهم المحبط عن مسؤوليات الزواج ومشكلاته.
- تخفيف الأعباء المادية قدر الإمكان، بالتنازل عن بعض المظاهر الفارغة، مثل فستان الزواج باهظ الثمن، ومركز التجميل المشهور، وجلسة التصوير المكلفة، وحفل الزفاف المبالغ فيه، وتقدير ظروف شريك الحياة المادية، وعدم إثقاله بديون قبل الزواج.
- محاولة التنازل من قبل كل طرف؛ حتى تسير الأمور بسلاسة، وعدم ضغط طرف واحد على الآخر وإجباره على التنازل والتضحية.