فستان زفاف تناقل بين الأجيال ارتدته ثماني فتيات علي مدار 72عاما بعد ان اعتادت عائلة أمريكية على توارث فستان الزفاف ذاته بين افراد العائلة.
وبدأت القصة التي أوردتها صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عندما اشترت «أديل لارسون ستونبرغ» فستان زفافها من متجر في وسط مدينة شيكاغو عام 1950، بسعر 100 دولار، ومن ثَم أعارت أديل الفستان لشقيقتها، وبعد مرور السنين، سألت ابنتها وبنات أختها عما إذا كان بإمكانهن ارتداء الفستان في أعراسهن.
ومن ذلك الوقت تحول ذلك الفستان إلى تقليد عائلي؛ ليتم ارتداؤه من قبل 8 فتيات آخرهن حفيدتها «سيرينا ستونبرغ ليباري» التي تزوجت في 5 من آب الفائت وتزوجت في الكنيسة نفس ها التي تزوجهت فيها جدتها.
أديل، أقرضت الفستان لشقيقتها من أجل حفل زفافها أيضاً، ثم، مع مرور السنين، سألت ابنتها وبنات أختها الثلاث عما إذا كان بإمكانهن ارتداء الفستان ذاته في أثناء زفافهن، وفى هذا الشهر، بعد 72 عاماً من زواج أديل ستونبرج، في كنيسة إبينيزر اللوثرية، ارتدت حفيدتها سيرينا ستونبرج ليباري، الفستان نفسه في كنيسة شيكاغو نفسها خلال حفل زفافها فى 5 من أغسطس الجارى.
* بداية تناقل فستان الزفاف بين الأجيال
بدأ تقليد فستان الزفاف العائلي في ستونبيرج عندما انخرطت أديل لارسون، البالغة من العمر 21 عاماً آنذاك، في روي ستونبيرج في عام 1950، وقامت برحلة مع والدتها، آنا لارسون، إلى متجر الزفاف في الطابق الثامن في مارشال فيلدز لتجربة العباءات.
قالت شقيقة أديل، إليانور «إلي»، لارسون ميلتون، 90 عاماً، التي كانت وصيفة الشرف في حفل الزفاف: «الفستان الذي ارتدته كان جيداً وخالداً».
قالت: «إنه فستان كلاسيكي للغاية، به صدر جميل، وياقة الماندرين والكثير من الأزرار». «عندما تلمس هذا الساتان عالي الجودة؛ فإنك تدرك أنه أعلى بكثير من المتوسط.»
عندما حان وقت زواج ميلتون في شيكاغو عام 1953، كانت تعرف بالضبط ما تريد أن ترتديه.
قالت: «لقد اعتنت والدتي بشكل ممتاز بالفستان وخزنته في صندوق محكم الإغلاق». «لم يخطر ببالي أبداً عدم ارتدائه. كانت ممتاز في أحسن حال».
إليانور «إلي» لارسون ميلتون كانت الثانية التي ارتدت الفستان عندما تزوجت من جون ميلتون في 27 من يونيه 1953، «بإذن من عائلة ميلتون».
بعد زفاف ميلتون، تم تنظيف الفستان بشكل احترافي وتخزينه مرة أخرى -هذه المرة لمدة 16 عاماً.
قررت شقيقة ميلتون، شارون لارسون فرانك، فكها ومواصلة تقاليد الأسرة في عام 1969 عندما تزوجت من جون فرانك.
قالت فرانك، 77 سنة، «لم تخبرنا أمنا قط أنه كان علينا ارتداء الفستان -لقد تطور نوعاً ما».
قالت: «إنه لباس تقليدي، ويمكننا جميعاً جعله ملائماً مع بعض التعديلات الطفيفة». «عندما عرضت والدتي اصطحابي لشراء فستان آخر، قلت لها من الفور، لا، أود أن أرتدي هذا الفستان».
كانت شارون لارسون فرانك ثالث عروس ترتدي فستان الزفاف عندما تزوجت من جون فرانك في 17 من مايو 1969 «بإذن من عائلة فرانك».
بعد الزفاف، تم تخزين الفستان مرة أخرى حتى تزوجت ابنة أديل ستونبرج، سو ستونبرج مكارثي، من روبرت مكارثي في عام 1982.
* لمسات الأجيال في فستان الزفاف المتوارث
قالت مكارثي، البالغة من العمر الآن 66 عاماً، إنها أضافت لمساتها الصغيرة لجعل الفستان خاصاً بها.
قالت: «كان لدينا جميعاً طرحتنا وباقاتنا ومجوهراتنا، وقد تألقت شخصياتنا الفردية عندما كنا نسير في الممر في يوم زفافنا».
قالت مكارثي: «لقد جعلني ارتداء هذا الفستان الجميل في يومي الخاص أشعر بأنني قريب من أمي وخالاتي».
سو ستونبرج مكارثي، رابع عروس ترتدي الفستان، مع روبرت مكارثي في يوم زفافهما في 7 من أغسطس 1982 «بإذن من عائلة مكارثي».
في عام 1990، تمت إزالة الفستان بعناية من صندوق التخزين الخاص به للمرة الخامسة؛ حتى تتمكن ابنة إليانور ميلتون، كارول ميلتون زمودا، من ارتدائه في حفل زفافها من لورانس زمودا.
قالت إنها أُعجبت بالفستان منذ فترة طويلة منذ أن كانت فتاة زهور في حفل زفاف خالتها شارون.
قالت زمودا، 61 عاماً، الذي يعيش الآن في غريت فولز، فيرجينيا: «قررت فك زر العنق، لكنه كان مثالياً بخلاف ذلك».
قالت: «عندما أنظر إلى الوراء، كان هناك دائماً شعور ينمو بأنني سأرتدي هذا الفستان».
الجيل الخامس
كانت كارول ميلتون زمودا خامس عروس ترتدي هذا الفستان عندما تزوجت من لورانس زمودا في 13 أكتوبر 1990 «بإذن من عائلة ميلتون».
كانت شقيقتها جين ميلتون إليس هي من ارتدته في حفل زفافها عام 1991 على توم إليس.
قالت إليس، 66 عاماً، من ويستفورد بولاية ماساتشوستس، إنها تتمتع بذكريات جميلة من لقاء جدتها وخالاتها وأبناء.
قالت إليس، «شعرت بالفخر والامتياز لارتداء فستان [خالتي أديل] الجميل»، مشيرة إلى أن عمتها توفيت قبل نحو ثلاث سنوات من زفافها.
قالت: «نشأت وأنا أرى صور أقاربي في الفستان، لذلك كنت فخوراً بفعل الشيء نفسه». «إنها كلاسيكية الآن كما كانت في عام 1950».
الجيل السادس
ارتدت جين ميلتون إليس فستان زفافها على توم إليس في 12 من أكتوبر 1991. كانت سادس عروس ترتدي نفس الفستان «بإذن من عائلة ميلتون».
أصبحت ابنة عمها، جولي فرانك ماكي، سابع عروس ترتدي ثوب الساتان، في عام 2013، لحضور حفل زفافها على توم ماكي.
قالت ماكي، 42 عاماً، التي يعيش في مانشستر، «أنا أطول بكثير من العرائس الأخريات؛ لذا أضافت أمي [شارون] شريطاً عريضاً إلى الحافة وجعلت طرفي أطول لإخفاء التعديلات التي تم إجراؤها».
وأضافت: «لقد كنا جميعاً محظوظات؛ لأنه يناسب كل واحدة منا بشكل جيد». «الفستان يربط بعمق جميع النساء في عائلتنا».
وقالت إنها كانت لحظة عاطفية هذا الشهر لمشاهدة ابنة عمها سيرينا تسير في الممر نفسه في الكنيسة نفسها التي تزوجت فيها والدتها وخالاتها.
قالت ماكي: «كل من تزوج بالثوب كان لديه زواج صحي طويل الأمد؛ لذلك نود أن نعتقد أنه يجلب الحظ السعيد». «نأمل أن نستمر في الحفاظ على الفستان -والتقاليد- للعديد من حفلات الزفاف المقبلة».
العروس رقم 7
أصبحت جولي فرانك ماكي العروس السابعة في عائلتها التي ترتدي فستان الزفاف نفسه عندما تزوجت من توم ماكي في 16 من فبراير 2013 «أشلي ميتشل».
إذا استمر ارتداء ثوب الزفاف لمدة 72 عاماً أخرى؛ فقد يكون ذلك جزئياً بسبب جهود والدتها التي تولت تنظيف الفستان والعناية به وتخزينه بشكل صحيح.
قالت شارون لارسون فرانك: «أحتفظ به في صندوق مغلق وأستخدم نموذجاً صغيراً -مثل عارضة أزياء- في الأعلى لمساعدة الجسم في الحفاظ على شكله».
قالت إن هناك الكثير من أفراد الأسرة الشابات اللائي يمكنهن عقد حفل زفاف في المستقبل.
قالت لارسون فرانك ضاحكة: «بالطبع، لن يُطلب منهن ارتداء الفستان». «لا نريدهن أن يشعرن بالضغط».
ولكن إذا ارتدين ثوب الزفاف العائلي؛ فمن المحتمل أن يشتروا -أو ربما يقترضون- فستاناً لاستقبالهن.
قالت لارسون فرانك: «لدينا الآن قاعدة غير مكتوبة بأن لا أحد يرتدي الفستان عند استقبالهن»؛ «لتجنب البقع».